تحلُّ الخمسون اليوم على بلادنا مباركةً بإرثٍ عريق من الحكمة التي تشرّبناها من نبعها الصافي المتفجر بين يدي الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كما تشرّبنا المحبة وفن القيادة، الذي تعلّمناه وشهدناه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والحنكة التي عهدناها من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مواربة المستحيل سبيلاً إلى قهره، مؤمناً بأن اللا مستحيل قرار الإمارات، وخيارها في الزمن الصعب.
تحلُّ الخمسون مباركةً بإرث سبعة عشر عاماً من الحزم، الذي نقتدي به كل يوم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يكون الحزم إلا بعزم على الانتصار بإرادةٍ تقهر الصعاب، وتحقق السبق في كل المجالات، لتصنع المعجزات.. الحزم الذي بات معروفاً للقاصي والداني في شخصية قيادية تدير دفة سفينة الوطن وسط أمواج عاتية، وتخرج بها سليمةً غانمة، تحقق المركز الأول دائما، وتحتل المكانة المتقدمة في مصاف الدول المؤثرة بتجربتها الملهمة.
خمسون عاماً مضت، وخمسون قادمة في أجندة المستقبل، الذي تشكّله الإمارات كما يحلو لها بخطتها للمئوية، وعزمها وتحقيقها التعافي التام من جائحة ألمّت بالبشرية وأصابتها في صميم حياتها، ولا تزال كثير من الدول تعاني آثار الجائحة السلبية اقتصاديا واجتماعيا وفي خططها التنموية المؤجلة، أما الإمارات، فهي في خمسينها تنظر إلى مئويتها بعين التفاؤل والإيجابية، نبراسها الإيمان بالله وفعل الخير للإنسانية، واضعةً نُصب عينها أهداف خطتها، التي تؤكد استشراف المستقبل كعادة يومية وثقافة مجتمع وقيادة معاً، بمتابعة مبتكرة من حكومة تُقاد بإلهام وتُدار بوعي، وفق رؤية بعيدة المدى، تسعى إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي، وتقدم رسائل إيجابية للعالم.
ولا تُغفل الدولة أهمية التعليم في هذه العلاقة الجدلية بين التنمية وبين الاستباق المستقبلي، فمن خلاله، تعمد دولة الإمارات إلى بناء كوادر وطنية، تتعامل مع استكشاف الفضاء، كما تتعامل مع اكتشاف الفيروسات المستجدة.
الإمارات اليوم تمتلك من المؤسسات التعليمية ومراكز العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، ومن الخبرات في مجالات الفضاء والطاقة النووية والمتجددة والطب، ما لا تمتلكه كبريات الدول، كما تتجه إلى صفر اعتماد على الطاقة التقليدية ضمن مصادر دخلها الوطني، ليكون ثروة صافية للأجيال القادمة، وهذا لا يكون إلا بالاقتصاد المعرفي المتنوع، الذي تطمح الإمارات لوضعه في مستويات منافسة أفضل اقتصادات العالم.
ويبقى أن نشير إلى أحد أهم مستهدفات دولة الإمارات في الخمسين القادمة، وهو ترسيخ مجتمع أكثر تماسكاً، محافظ على أصالته، مؤمنٍ بالانفتاح على الآخر، لينتج كلُّ ما سبق خيراً عميماً على الشعب، ورفاها ونعَما، تشمل المواطن والمقيم في بلاد الخير، التي لم تتمنّ يوماً إلا الخير للجميع، والتي تنفتح اليوم بقوتها الناعمة على الجميع، فتفتح أمامهم الفرص، وتأخذ بيدهم إلى الوفرة بالتعاون والتضامن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة