الأمراض المنقولة جنسيا.. حبة واحدة تمنع العدوى
في مواجهة الارتفاع المقلق لحالات مرض الزهري في الولايات المتحدة، بدأ الأطباء استراتيجية تجريبية لمواجهة الأمراض المنقولة جنسيا.
ترتكز الاستراتيجية على مطالبة المرضى المعرضين لمخاطر عالية بتناول حبة واحدة من مضاد حيوي شائع بعد ممارسة الجنس دون وقاية في محاولة لتجنب انتقال العدوى.
وأصبحت سان فرانسيسكو أول هيئة صحة عامة أمريكية تصدر إرشادات رسمية توصي بذلك بعد إصدار دراستين تظهران أن الدوكسيسيكلين يمكن أن يقلل معدلات انتقال المرض الذي يهدد الحياة.
في يوليو/ تموز، وجدت دراسة أمريكية أن تناول جرعة واحدة من الدوكسيسيكلين في غضون 72 ساعة من ممارسة الجنس دون استخدام الواقي الذكري يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهري والكلاميديا والسيلان بنسبة تزيد عن 60٪ لدى النساء، وهن الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
هذا الأسبوع، أفادت دراسة فرنسية لتقييم استخدام الدوكسيسيكلين ولقاح المكورات السحائية ب للوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، سواء مجتمعة أو منفصلة، عن نتائج مماثلة.
وأثارت التجارب الآمال في أن المضادات الحيوية يمكن أن تصبح أداة قوية في مكافحة المرض.
وقال يزدان يزدانبانا، مدير وكالة ANRS الفرنسية، التي مولت الدراسة: "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي".
وأضاف أن نتائج التجربة الإيجابية يجب أن تؤدي إلى تغييرات في التوصيات الصحية العالمية للوقاية من أمراض الزهري والكلاميديا والسيلان.
قال الأطباء العاملون في مجال الصحة الجنسية إن طرح الدوكسيسيكلين كان ضروريًا بسبب ارتفاع معدلات العدوى المنقولة أثناء ممارسة الجنس، مما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى التحذير من "أزمة صحية جنسية".
وقفز عدد حالات الإصابة بمرض الزهري في الولايات المتحدة بأكثر من الربع خلال العام الماضي إلى 171000، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 70 عامًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
لكن الاستراتيجية أثارت مخاوف بعض الخبراء، الذين يجادلون بأن وصف الدوكسيسيكلين للوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي البكتيرية يمكن أن يبني مقاومة لمضاد حيوي يستخدم أيضًا للوقاية من الملاريا وعلاج أنواع أخرى من العدوى.
وقال البروفيسور سيندي ليو، كبير المسؤولين الصحيين في مركز مقاومة المضادات الحيوية في جامعة جورج واشنطن: "من المؤكد أن وجود المزيد من الخيارات للوقاية من العدوى البكتيرية المنقولة بالاتصال الجنسي بين المجموعات المعرضة للخطر أمر ضروري، وبيانات الدراسة للوقاية من الزهري والكلاميديا مقنعة تمامًا".
وأضاف مستدركا: "لكننا بحاجة إلى معالجة القلق من أن هذا قد يؤدي إلى زيادة في جرثومة MRSA المقاومة للدوكسيسيكلين ويؤثر على فائدة المضاد الحيوي"، في إشارة إلى العدوى التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية.
والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي هي عدوى تنتقل من شخص لآخر أثناء النشاط الجنسي، حيث يمكن لأي شخص يمارس الجنس الفموي أو الجنس المهبلي أو ملامسة الجلد للأعضاء التناسلية أو يشارك في السوائل الجنسية مع شخص آخر، أن يصاب بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
لذا يعتبر الاتصال الجنسي الذي لا يتضمن تبادل السائل المنوي أو السوائل المهبلية أو الدم ممارسة جنسية آمنة.
وينصح الخبراء بارتداء الواقي الذكري عند ممارسة الجنس باعتباره يوفر أفضل حماية متاحة عند استخدامه بشكل صحيح، مع العلم أنه وطرق الحماية الأخرى ليست فعالة بنسبة 100% في الوقاية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
كما أن إجراء فحص منتظم للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي وتقليل عدد الشركاء الجنسيين يقلل أيضًا من خطر انتقال الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.