تين وزيتون.. غور الأردن موطن أقدم شجرة مثمرة زرعها الإنسان
أشارت دراسة مشتركة بين جامعة تل أبيب والجامعة العبرية إلى أن غور الأردن هو موطن زراعة أولى الشجرات المثمرة في العالم قبل 7 آلاف عام.
وتوصل الباحثون إلى استنتاجاتهم بعد تحليل عينات من الفحم التي تم العثور عليها في موقع "تل تساف" الذي يعود إلى العصر النحاسي في غور الأردن. وكشفت التحليلات عن وجود أشجار زيتون وتين، علما أن الزيتون ليست شجرة تنمو بشكل طبيعي في هذه المنطقة.
وتمكنت الدراسة من التعرف على الأشجار من خلال تركيبات الذرات داخلها، على الرغم من أنها تحولت إلى فحم. وأشارت الباحثة دافنا لانجوت إلى أن الخشب كان بمثابة "البلاستيك" في العصور القديمة.
وتابعت: "كان الخشب يستخدم في البناء، وصنع الأدوات أو الأثاث وكان مصدرا للطاقة. لذلك، فإن التعرف على بقايا الأشجار المكتشفة في المواقع الأثرية، مثل فحم المواقد، يعتبر أمرا حاسما في تحديد الأشجار التي كانت تنمو في البيئة الطبيعية في ذلك الوقت، كما يتيح معرفة أفضل بالفترة التي بدأ فيها الإنسان زراعة أشجار الفاكهة".
وكشفت تحليلات الفحم في تل تساف عن الأشجار التي تتواجد عادة في المنطقة بشكل طبيعي، ولكن أيضًا عن وجود أشجار الزيتون والتين. وأوضحت لانجوت أن الزيتون نما طبيعيا في منطقتنا، لكن ليس في غور الأردن. وهذا يعني أن شخصا ما أحضر شجر الزيتون إلى هنا، وجلب معه المعرفة حول هذه الشجرة إلى مكان خارج بيئته الطبيعية.
وتابعت: "لدينا هنا أقدم دليل على تدجين البشر لشجرة الزيتون، وهو دليل غير مسبوق في أي مكان في العالم". ولفتت الباحثة إلى أن زراعة الأشجار المثمرة هي عملية تمتد لسنوات عديدة، لذلك فهي غير مناسبة لمجتمعات غير مستقرة تناضل من أجل بقائها.
والأشجار المثمرة لا تبدأ بإعطاء الفواكه إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات من زراعتها. ونظرًا لأن البساتين تتطلب استثمارا كبيرا في البداية وتدوم لفترات طويلة، فهذا يحمل أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة من حيث ملكية الأرض ونقلها إلى الأجيال القادمة، وهي خصائص تؤشر إلى بدايات تكون مجتمع معقد.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز