"فرططو الذهب".. رحلة خيالية تسافر بالجمهور إلى عوالم أخرى
في عرضه الأول، قدم المخرج التونسي عبدالحميد بوشناق فيلمه الجديد "فرططو الذهب"، أي (الفراشة)، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ32.
وتتواصل التظاهرة، التي انطلقت السبت الماضي، حتى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وهذا الفيلم اختاره المركز الوطني للسينما والصورة لتمثيل تونس في السباق لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي لسنة 2022.
ويندرج الفيلم الروائي الطويل إلى الدراما الخيالية، ويشارك في بطولته فتحي الهداوي، ومحمد السويسي، وريان داودي، وهالة عياد، وإبراهيم زروق، ورباب السرايري.
وتتمحور أحداثه حول شخصية معز، وهو شرطي ثلاثيني ذو ماض دموي، يلتقي بطفل صغير ويأخذه في رحلة عجيبة.
ويُعدّ هذا العمل السينمائي هو الرابع في رصيد المخرج عبدالحميد بوشناق، وهو نجل الفنان التونسي لطفي بوشناق، بعد تجربة أولى تمثّلت في فيلم وثائقي-روائي طويل بعنوان "قديما كركوان" ثم الفيلم الروائي القصير "كعبة حلوى"، تلاه فيلم "دشرة" (أول فيلم رعب في تونس).
يسرد الفيلم في البداية وقائع تبدو شديدة الواقعية، لشاب ضابط أمن، شرس وهائج، يكاد ينفجر بسـبب حالة مـن الغضب التـي ألمت به بعـد شكوك مديره.
يجد الضابط نفسه بشكل مفاجئ في مواجهة طفل غريب الأطوار في منزله يحمل رسالة مضمونها أنه مصاب بمرض نادر في عينيه وأنه سيفقد بصره قريبا.
يقرر الضابط الشاب بعد تردد، وفي نوع من التعاطف، أن يريه ما لا يخطر على بال أحد قبل أن يفقد بصره تماما.
وخلال الرحلة التـي اصطحب فيها الطفل يستذكر ّ الشاب "معز" فصول من سيرته الذاتبة والعائلية التي شكلت علاقته المتوترة مع والده محورهـا درامي.
ويبدو من خلال بعض المشاهد أن الوالد الذي جسد دوره الممثل التونسي فتحي الهداوي كان أبا ّصعب المراس، مدمنا للخمر، عنيفا لا يتردد في الاعتداء على أفراد العائلة وإهانتهم جميعا.
ويبرز أحـد المشاهد كيف تصدى له الشاب "معز" في إحدى المشادات وكاد يتسبب فـي مقتل والده.
سينما الدراما الخيالية
وعبر عبدالحميد بوشناق، مخرج الفيلم، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، عن سعادته بعرض هذا العمل لأول مرة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، موضحا أن الفيلم ينتمي لسينما الدراما الخيالية، وهو بمثابة رحلة عجيبة تسافر بالجمهور إلى عوالم أخرى.
وأضاف: "أنا متأثر بهذه النوعية من الأفلام، وتعلمت من سينمائيين كبار أمثال سبيلبرج، وجيمس كاميرون، وأنا أنتمي إلى ذلك الجيل، وهدفي في الحياة تقديم أفلاما تنتمي لهذه النوعية".
وتابع: "المتفرج التونسي ذكيا جدا ويريد أن يكتشف ويشاهد هذه النوعية من الأفلام عكس ما يروجون له بأنه لا يقبل التغيير أو التجديد".
بدوره قال محمد السويسي، بطل الفيلم، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الشخصية التي تقمصها لا تتحدث كثيرا، بل هي شخصية تحمل الكثير من المشاعر التي تراوحت بين الخوف والفرح، وكان هذا تحديا بالنسبة لي لأنها شخصية مركبة وصعبة".
وأضاف: "سينما الدراما الخيالية لم يتم الاشتغال عليها لا في السينما العربية أو الأفريقية، لذلك هذا العمل اتخذ طابعا خاصا به، وأطمح بأن يفوز هذا الفيلم بجوائز بمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وفي الأوسكار بالولايات المتحدة الأمريكية".
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز