صور.. "كباتن الزعتري" يقتحم عالم السجون في أيام قرطاج السينمائية
اقتحم فيلم "كباتن الزعتري" لمخرجه المصري علي العربي عالم السجون ضمن مهرجان أيام قرطاج السينمائية.
وعرض هذا الفيلم بالسجن المدني "أوذنة" بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية حيث شاهده 150 سجينا تونسيا و25 سجينة جاؤوا بهم من سجن منوبة بضواحي العاصمة.
وخصص مهرجان أيام قرطاج السينمائية 7 عروض في السجون التونسية، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب في كلّ من سجون المهدية والمنستير والقصرين والكاف وبرج الرومي بمحافظة بنزرت.
واقتحمت أيام قرطاج السينمائية منذ سنة 2015 أكثر الأماكن إغلاقا وهو السجن لتجعل المساجين يتمتعون بلحظات من السينما.
ويشارك "كباتن الزعتري" ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ32، التي انطلقت السبت وتستمر حتى 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ويعالج الفيلم قضية لاجئين سوريين اثنين وهما "فوزي قلطشي ومحمود داغر" هربا من الحرب في سوريا بعد سنة 2012 ولجآ لمخيم الزعتري بشمالي الأردن.
ودام تصوير هذا الفيلم 5 سنوات حيث بقي المخرج علي العربي يتابع هذين اللاجئين منذ بداية عيشهما في المخيم إلى وصولها لتحقيق حلمهما وهو لعبة كرة القدم كما استغرقت عملية المونتاج سنتين.
وهذان اللاجئان هما صديقان لهما حلم مشترك يريدان أن يحترفا لعبة كرة القدم.
ورغم مواجهتهما لصعاب الحياة من فقر وهموم وجوع وحرمان إلا أنهما كافحا للوصول لهدفهما حيث يمارسان الرياضة حافيي القدمين في ملعب كله أتربة.
لكن هذا كله لم يجعلهما ينسيان هذا الحلم إلى أن زارتهما يوما أكاديمية رياضية مشهورة عالميًا أتاحت لهما فرصة لتحقيق هذا الحلم.
وانطلق مخرج العمل في هذا الفيلم من تصوير مساحات ضيقة داخل المخيم ومن تصوير الفقر والبؤس داخله إلى أن وصل إلى مساحات واسعة بعد سفر هذين الصديقين إلى الخارج ليشاهدا على أرض الواقع أجواء الرفاهية والثراء ولعبهما في ملعب معشب يحمل جميع المواصفات العالمية وواجها خلال هذه المباراة فريق الأهلي المصري.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، عبر مخرج العمل علي العربي عن سعادته بزيارة سجن تونسي وعرض فيلمه فيه، موضحا أن هذا الفيلم صور في مكان مغلق وهو المخيم ويشاهده مساجين في مكان مغلق أيضا.
وتابع: "الرسالة جميلة جدا لأن المساجين بعد مشاهدتهم هذا العمل سيتشبثون أكثر بحلمهم وسيصلون إلى تحقيقه مثلما حققه بطلا الفيلم".
وأضاف: "كنت أشتغل في السابق مصور حروب وكنت أحزن كثيرا عندما يصورون اللاجئين والفارين من الأزمات على أساس أنهم نازحون ومجرد أرقام وإحصاءات لذلك أردت أن أوضح للعالم أن اللاجئ ليس مجرد رقم بل هو إنسان مليء بالمشاعر والأحاسيس وله أحلام ستتحقق يوما ما رغم كل الظروف".
إدماج ثقافي للمساجين
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح نزار سلاّم في تصريحات لـ"العين الاخبارية" إن هذه الدورة السابعة لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في السجون ويتم تنظيمها بالتنسيق مع إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.
وتابع أن الهيئة تنظم مثل هذه الدورات في إطار تمكين المساجين من حقهم في الثقافة وهو حق يتمتعون به مثل التغذية والصحة، موضحا أن هذه الأنشطة هدفها الترفيه على السجين وزرع حب الثقافة في نفسه.
وأضاف أن "الأفلام التي تعرض في أيام قرطاج السينمائية هي منتج سينما بديلة تقرأ الواقع وتنقده ويكون لها تأثير كبير بالنسبة للمودعين بالسجون".
وأكد أن الهدف من هذه العروض هو الإدماج الثقافي ما يعني أن السجين حين يخرج من السجن يكون له شغف بالمسرح والسينما والكتاب ما سيؤثر على وعيه وعلى سلوكه: "وهذا ما ننشده كمؤسسة تسهر على تنفيذ العقوبات السالبة للحرية".