قاتل الإسماعيلية "نجم سينمائي".. لهذا السبب لم يمنع المارة الحادث
كان لحادث محافظة الإسماعيلية بمصر، أن يثير رعبا بين الجميع، لكن دائرة الاتهام أخذت منحى آخر ووجهت لـ"أفلام البلطجة"، وتقاعس المتفرجين.
في وضح النهار، جرى تصوير مقطع فيديو انتشر سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، لشخص يذبح آخر، ثم يسير برأسه مزهوا، دونما تدخل من أحد إلا القليل.
وحين حاول الفرار بعد فعلته أصاب شخصين آخرين بسلاح أبيض كان معه. حتى ضبطته الشرطة، ونشرت بيانا قالت فيه إنه "مهتز نفسيا، سبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان، وقام بالتعدي بساطور على عامل (...) بالفحص تبين أنه كان يعمل بمحل موبيليا خاص بشقيق المجني عليه".
لم ينته الأمر بالقبض على الفاعل، لم يكن ثمة حديث لمواقع التواصل الاجتماعي طيلة الإثنين، والثلاثاء، إلا عن الحادث وملابساته، ومدى تأثير الأفلام التي تعتمد على البلطجة والسلاح واستعراض القوة في خلق مثل هكذا مشاهد.
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن هذه المشاهد لا تؤثر كثيرا في اتخاذ القرار بالقتل أو الإيذاء المتعمد، لكن تأثيرها قد يكون في آلية التنفيذ، متى تكون لدى صاحب الفعل القرار، واستقر على فعله بقصد".
ويشير استشاري الطبي النفسي إلى تكوين مشاهد العنف والدماء لصور كثيرة في ذهن الشخص الذي قد يقدم على مثل ذلك الفعل، ويستدعيه في تلك اللحظات، مضيفا: "هناك مشاهد تؤثر في الشخص على مرحلة قصيرة وأخرى تحتاج إلى وقت طويل لتصبح مؤثرة" مؤكدا في حديثه لـ"العين الإخبارية"، على ضرورة الابتعاد عن تلك المشاهد لما لها من تأثير سلبي بشكل عام.
يقول فرويز، إن أسلوب أداء الفعل نفسه، المقصود به إيذاء شخص، يعود إلى المخزون في رأس من قام بالفعل، سواء شاهده في فيلم أو على موقع مختص بالفيديوهات أو حتى مشهد حقيقي وقع أمام عينه.
وكان النائب العام أمر بسرعة إنهاء التحقيقات في واقعة مقتل مجني عليه وإصابة اثنين آخرين في الطريق العام بالإسماعيلية (شمال شرقي القاهرة). وبحسب البيان فإن فريقا من النيابة العامة انتقل لمسرح الحادث لمعاينته ومناظرة الجثمان. على أن تعلن النيابة العامة ما ستؤول إليه التحقيقات لاحقا.
كان البعض نشر ذلك البيان عبر الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، موزعين الاتهامات على من تابعوا المشهد ولم يتدخلوا لوقف عملية الذبح التي حدثت.
كتبت مريم حسن: "جريمة ارتكبت في النهار، في مكان يمشي فيه الناس، ولم يستطع أحد أن يتدخل لوقف تلك المهزلة.. أنا متعجبة مما رأيت".
على أن انتقاد مريم للواقفين والمتابعين للمشهد، كان أقل حدة من غيره، لكن جمال فرويز يؤكد أن الذين لم يتقدموا لمحاولة إثناء الرجل عن فعلته معذورون: "كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي يحاولون الظهور كأبطال، لكن الهجوم على شخص يحمل آلة حادة أمر في غاية الخطورة".
يقول استشاري الطب النفسي لـ"العين الإخبارية" إن انحدار الثقافة وقلة الوعي قد تصنع مشهدا سلبيا كهذا، فبالأساس كان على البعض أن يتدخلوا لكن بحكمة وحذر، وبغياب الثقافة والوازع الديني قد نرى مشاهد مشابهة لما وقع في الإسماعيلية.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز