6 أفلام قصيرة تبرز معاناة الفلسطينيات بـ"كرنفال سينما المرأة الثالث"
الأفلام الـ6 لمخرجين ومخرجات فلسطينيين من جيل الشباب، عرضت، الأربعاء في مهرجان "كرنفال سينما المرأة الثالث" بغزة.
سلطت 6 أفلام روائية قصيرة الضوء على معاناة المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، وأشكال العنف الممارس ضد المرأة، في ظل قوانين لا تكفل العدالة والمساواة.
الأفلام الـ6 لمخرجين ومخرجات فلسطينيين من جيل الشباب عرضت، الأربعاء، في مهرجان "كرنفال سينما المرأة الثالث"، الذي أطلقه "مركز شؤون المرأة"، في قاعة "رشاد الشوا" بمدينة غزة، وسط حضور مئات المشاهدين، بينهم عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد.
فيلم "خرابيش"، للمخرجة أسماء أبوجزر، يتناول أبرز أشكال العنف التي تعرضت لها "أمل" من زوجها الذي أجبرت على الزواج منه، لما يتمتع به من ثراء، فكان طفلهما الوحيد ضحية العلاقة الزوجية غير المتكافئة.
واستعرض المخرج ميسرة دوحان، في فيلمه الروائي "أوراق الورد"، صور معاناة الأرملة، وكيف ينهش القريب والبعيد فيها بعد وفاة الزوج، من أجل المال أو الزواج، وحصد الفيلمان المرتبة الأولى.
أما فيلم "فنجان قهوة"، للمخرج محمود أبوداود، فعرض تفاصيل حياة "سحر"، الزوجة المطيعة لأسرتها، والفتاة "منال" الباحثة عن شريك حياتها، فاحتل المرتبة الثانية.
المخرجة سحر فسفوس، ناقشت في فيلمها "حياة"، قتل النساء بذريعة "شرف العائلة"، وعرضت كيف يتم تلفيق الاتهامات الباطلة للفتيات من الأهالي، من أجل سلب حقوقهن الشرعية في الميراث.
وعرض فيلم "إنعاش"، للمخرج فتحي عمر، محاولات "عبير" حماية أسرتها الصغيرة، بعدما أدمن زوجها الأقراص المخدرة، ليقضي على أحلام زوجته الحالمة ببناء مستقل زاهر لعائلتها.
ويبرز فيلم "السراب" للمخرجة باسمة أبوشليح، تفاصيل رحلات هجرة الشباب من الوط، هروباً من انعدام الأمن والاستقرار وارتفاع البطالة، وما تواجهه آمالهم وطموحاتهم من كوابيس مميتة، خصوصا مع التعامل المرعب من مجموعات مافيا التهريب، وتقاسمت الأفلام الثلاثة الجائزة الثالثة.
وقالت أمال صيام، مديرة مركز شؤون المرأة: "في كرنفال سينما المرأة الثالث، تُعرض 6 أفلام سينمائية قصيرة، وتتناول واقع الفلسطينيات في قطاع غزة، من خلال تسليط الضوء على العنف الممارس ضدهن".
وذكرت أن الأفلام تناولت قضايا في غاية الأهمية والحساسية، وتشكل دليلاً واضحاً على ما تعانيه المرأة الفلسطينية في ظل مجتمع ذكوري تسوده عادات وتقاليد تحد من تطورها، وفي ظل قوانين بالية لا تكفل العدالة والمساواة، بل وتشجع على ممارسة العنف ضدها.
وأكدت أن الأفلام الـ6 تجسد الواقع، مستدركة: "وفي الوقت ذاته نصطدم بتعميم مجلس الوزراء على الوزارات؛ لوضع ملاحظاتها على اتفاقية سيداو (اتفاقية القضاء على أشكال التمييز كافة ضد المرأة)".
وعدّت ذلك خطوة في غاية الخطورة على طريق التراجع، بعدما وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الاتفاقية منذ أكثر من 4 سنوات دون تحفظات.
تعزيز دور المرأة
وقالت اعتماد وشح، منسقة العمل التلفزيوني في مركز شؤون المرأة، إن الكرنفال حمل في طياته جهداً وعملاً دؤوبا لمخرجين ومخرجات شباب، أرادوا بأفلامهم توصيل رسائل كثيرة للمجتمع، من أجل تعزيز دور المرأة الفلسطينية، وتعزيز الحساسية الجندرية تجاه حقوق المرأة.
وأوضحت أن الأفلام المعروضة في الكرنفال، اختيرت بعد الإعلان عن مسابقة لإنتاج أفلام عن قضايا المرأة، حاملة في طياتها الحكايات القديمة والجديدة التي تعبر عن تاريخ حافل وتراث كبير حمله السينمائيون من خلال الفيلم الفلسطيني.
وقالت "وشح" إن مسابقة المركز في نسختها الثالثة، تهدف إلى تشجيع الشباب والشابات المخرجين، لإنتاج أفلام تمس واقع المرأة الفلسطينية، وتسلط الضوء على القضايا الحساسة في المجتمع الفلسطيني، وتقديم صورة سينمائية واقعية عن الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعايشه النساء في قطاع غزة، وإنتاج أفلام تعبر عن واقع النساء في غزة؛ للنهوض بالحركة السينمائية الفلسطينية.
تحفيز الطاقات
ويشير المخرج التلفزيوني عبدالرحمن الحمران إلى التقدم الإبداعي الواضح في العديد من الأفلام المقدمة، رغم معوقات الحصار الإسرائيلي وقلة الإمكانات في غزة. مضيفاً في حديثه لـ"العين الإخبارية": لقد شاهدنا أعمالا جيدة مقارنة بالأعوام السابقة، وهذه المحافل محفزة للعديد من الطاقات في مجال صناعة الأفلام لتقديم أعمال قد تكون أفضل في الأعوام المقبلة.
وقال إن المرأة الفلسطينية "مثقلة بقضايا وهموم" يمكن طرحها من خلال السينما، وقضايا أخرى لم تتجرأ على طرحها بالشكل المطلوب حتى اللحظة.
وعبّر عن أمله في أن تكون اللغة السينمائية في المستقبل "وسيلة لحل العديد من المشكلات التي تعاني منها المرأة في المجتمع الفلسطيني المقاتل لانتزاع حقوقه".
ولا تخفي كاتبة السيناريو حنان محمد إعجابها بالأفلام، وثقتها بقدرة جيل الشباب من المخرجين والفنانين والصحفيين الاستقصائيين على التصدي لظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع الفلسطيني، وتقديم أعمال تلفزيونية وسينمائية وثقافية تشجع النساء على كسر حاجز الخوف والصمت وفضح العنف الممارس ضد النساء.
وتقول الكاتبة حنان لـ"العين الإخبارية": "يوماً إثر آخر نشاهد أفلاما أكثر جرأة، وتحمل أبعاداً مختلفة للمعالجة السينمائية، عبر تقديهما تفاصيل العيش القاسي، حيث تكابد المرأة الفلسطينية ظروفا لا تشبهها فيها نساء العالم، تبدأ بعادات وتقاليد المجتمع الذكوري ولا تنتهي بالاحتلال الإسرائيلي القاتل لحياة الفلسطينيين".