بدء التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي بالإمارات "افتراضياً"
الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي شهدت اعتماد الحلول الرقمية المبتكرة في ظل الإجراءات الاحترازية المطبقة لاحتواء وباء كورونا
تنطلق، الأحد، على مستوى الإمارات التصفيات المحلية النهائية لتحدي القراءة العربي ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دورته الخامسة لاختيار بطل تحدي القراءة العربي من بين 452 ألف طالب وطالبة شاركوا في النسخة الأحدث من المبادرة القرائية الأكبر من نوعها.
وتهدف المبادرة إلى تكريم المبدعين وتشجيع القراءة والمطالعة وتعزيز التفكير الإبداعي والتحصيل المعرفي، وترسيخ مكانة اللغة العربية لدى الأجيال الصاعدة.
وتعمل لجان التحكيم التي تضم 157 عضواً من الخبراء والمتخصصين والتربويين على تقييم متنافسي التحدي الذين أنجزوا قراءة وتلخيص 50 كتاباً طوال الفترة الماضية، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
وتختبر مهاراتهم في التلخيص والتحليل والاستنتاج واستيعاب المحتوى المعرفي واستخلاص أبرز نتائجه وتقديمها على النحو الأمثل، مع تقييم مهارات شخصية أخرى كالتعبير عن الأفكار وشرح المفاهيم وتبسيطها.
وتشمل التصفيات التي تتم بشكل رقمي المشاركين والمشاركات من مدارس القطاعين الحكومي والخاص من مختلف مناطق الإمارات.
وتهدف، مع اختيار بطل تحدي القراءة العربي، إلى تكريم المشرف المتميز من بين 1435 مشرفاً دعموا الطلبة المشاركين، وتسمية المدرسة المتميزة من أكثر من 1430 مدرسة شاركت في التحدي داخل الإمارات.
وأكدت جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام بالإمارات، أن مبادرة بحجم وأهمية تحدي القراءة العربي، تواصل مسيرتها المعرفية الهادفة إلى بناء جيل مثقف ومبدع ومبتكر، ينتمي لوطنه، ويمتلك فكراً إبداعياً، وذلك رغم تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وقالت إن تحدي القراءة العربي يمر بمراحله النهائية لهذه الدورة، والتنافسية على أشدها وكل أبنائنا الطلبة يطمحون لتحقيق اللقب الغالي، مشيرة إلى أن كل الواصلين إلى النهائيات، وحتى المشاركين هم أبطال تحدي القراءة.
وذكرت المهيري أنه مع هذا الظرف الصحي الراهن، إلا أن التحدي واكب المستجدات بمرونة وعمل على تذليل العقبات، سواء للمشاركين أو اللجان التحكيمية من خلال إنشاء منصات إلكترونية للتدريب، والاستعانة بالمنصات الإلكترونية لتوفير المواد القرائية للطلبة.
فضلاً عن استبدال الجوازات القرائية الورقية برابط الجوازات القرائية الالكترونية بحيث يستطيع الطالب تحميل الجواز الإلكتروني وطباعته، ثم تلخيص الكتاب الذي تمت قراءته في الجواز.
ودعت الطلبة المشاركين إلى اتخاذ القراءة أسلوب حياة، لا تنقضي، بانتهاء مسابقة التحدي، وفي الوقت ذاته تمنت للطلبة المشاركين ممن وصلوا إلى المرحلة النهائية أن يصروا على تحقيق هدفهم، ويؤمنوا بقدرتهم على النجاح والتميز والمتابعة.
وأكدت أن المجال دائماً مفتوح للمشاركة في التحدي، الذي وجهت به القيادة الرشيدة، ليكون بمثابة المحرك للنشء والمحفز لهم لاستئناف نهضة حضارية وثقافية أساسها أجيال تقرأ وتفهم ما تقرؤه، وتعمل به.
وشهدت الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي اعتماد الحلول الرقمية المبتكرة في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية المطبقة عالمياً لاحتواء وباء كورونا المستجد.
واعتمدت المبادرة الحلول الرقمية لتوفير المواد القرائية للطلبة، وتسجيل مشاركاتهم عبر تلخيص الكتب بصيغة إلكترونية بدل تدوينها ورقياً، كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة.
من جهتها، قالت منى الكندي، الأمين العام لمبادرة تحدي القراءة العربي: "في دورة هذا العام التي شارك فيها أكثر من 21 مليون طالب وطالبة من مختلف أنحاء العالم وسجلت رقماً قياسياً جديداً كمبادرة قرائية عربية هي الأكبر من نوعها، ساهمت البنية التحتية الرقمية المتطورة في مشاركة مئات آلاف الطلبة من مختلف المدراس الحكومية والخاصة بدولة الإمارات في التحدي".
وأضافت: "تؤكد زيادة عدد المدارس المشاركة في الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي إلى أكثر من 1430 مدرسة على مستوى الإمارات رغم جائحة "كوفيد-19" أهمية المبادرة للطلاب والمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور، وهي مؤشر على رسوخ المشروع القرائي، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لإحداث نقلة معرفية".
وكانت الدورة السابقة من تحدي القراءة العربي توّجت الطالبة مزنة نجيب من الصف الخامس بمدرسة الإبداع النموذجية بدبي بطلة التحدي الأولى على مستوى الإمارات.
فيما حصلت الأستاذة وداد محمد الشحي على لقب "المشرف المتميز"، وحصدت مدرسة الرمس للتعليم الأساسي لقب "المدرسة المتميزة".
ويهدف تحدي القراءة العربي إلى تمكين الملايين من الأجيال الصاعدة بمبادئ الفضول العلمي والمعرفي والبحث والمطالعة الحرة والتفكير الإبداعي، وتكريم الشباب المبدع.
إلى جانب ترسيخ ثقافة القراءة، وإعداد جيل يعتز بثقافته وهويته ويمتلك المعارف والأدوات للانفتاح على العالم والمساهمة في الحضارة الإنسانية وإنتاج محتوى عربي أصيل يعزز مكانة اللغة العربية ويرفع نسبة المعارف والآداب المنشورة بها.
واستقطب تحدي القراءة العربي في دورته الخامسة على التوالي أكثر من 21 مليون مشاركة من 14 دولة عربية و38 دولة أخرى، بعد تحويله تحدي جائحة "كوفيد-19" وإجراءات البقاء في المنزل والتعلم عن بعد إلى فرصة لترسيخ القراءة نشاطاً أسرياً يومياً يوثق الأواصر وينمي العقول ويفتح نوافذ جديدة على العالم.