بيان مشترك للإمارات ومصر.. عمق العلاقات ورفض تدخلات إيران وتركيا
الجانبان أكدا على الدور القيادي الذي تقوم به مصر في التصدي للإرهاب الغاشم.. وجددا التزامهما بالتعاون من أجل مكافحة التطرف والإرهاب
أشاد بيان إماراتي - مصري مشترك صادر في ختام زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمستوى المتميز الذي وصل إليه التعاون بين البلدين، رافضا في الوقت نفسه التدخلات الإقليمية في المنطقة خصوصا من تركيا وإيران، مرحبا باتفاق الرياض الذي وقعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
كما أشاد بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية والجهود الخالصة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لجمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار.
وأثنى البيان على جهود دولة الإمارات في دعم التوصل إلى هذا الاتفاق، وأكد الجانبان على دعم جميع الجهود التي تحافظ على وحدة وسيادة اليمن وتخدم مصالح شعبه وتسهم في استعادة الأمن والاستقرار ووقف التدخلات الخارجية في هذا البلد.
وقال البيان المشترك إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عقد جلسة مباحثات مع الرئيس السيسي بحضور وفدين رفيعي المستوى من البلدين.
وثمن الجانبان المستوى المتميز الذي وصل إليه التعاون بين الإمارات ومصر في مختلف المجالات، في ظل التوجيهات الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، واستنادا إلى العلاقات التاريخية بين البلدين.
وأعرب الجانبان عن التطلع إلى تعزيز هذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب من التطور والتقدم، من خلال تكثيف التشاور والتنسيق الثنائي بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومواصلة التعاون في استكشاف الفرص المتاحة لدى الجانبين بما يحقق آمال وتطلعات شعبي البلدين الشقيقين.
وأشاد الجانبان بالعلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين، حيث تعد مصر الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى القارة الأفريقية، في حين تعدّ الإمارات المصدر الأول للاستثمارات الأجنبية في مصر على مستوى العالم، وتحتل المرتبة الثالثة عالميا بين أكبر الأسواق التصديرية للمنتجات المصرية.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي حقق ارتفاعا تاريخيا ليصل إلى نحو 5.5 مليار دولار في عام 2018.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، والعمل على تعزيز البيئة الاستثمارية المحفزة للمستثمرين في البلدين، بهدف دعم الاستثمارات القائمة وجذب الاستثمارات الجديدة خلال الفترة المقبلة، وبما يحقق ما يطمح إليه شعبا البلدين من تنمية ورخاء وازدهار.
وفي الشأن الليبي، أعرب الجانبان عن القلق إزاء انتشار المليشيات المتطرفة والجماعات الإرهابية المسلحة في ذلك البلد، في ظل استمرار حالة الانقسام، مع التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب في ليبيا.
وفي هذا السياق، دعا الجانبان جميع الأطراف لاستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.
كما جددا التأكيد على الدعم الكامل للجهود المبذولة من قبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة في سبيل التوصل إلى حل لهذه الأزمة.
وأعرب الجانبان عن الارتياح للتقدم المحرز في اجتماعات واشنطن الوزارية الأخيرة حول أزمة سد النهضة، مؤكدين أهمية التوصل إلى اتفاق يؤمن حقوق دول حوض النيل ويتفادى إحداث أي ضرر لمصالحها المائية.
وشددا على أهمية التوصل إلى حل نهائي لهذه المشكلة بحد أقصى قبل منتصف شهر يناير 2020، وفقا لما تم الاتفاق عليه في اجتماعات واشنطن الوزارية.
وثمنت دولة الإمارات الإنجازات الكبرى التي تحققت في مصر في ظل التوجيهات الحكيمة للرئيس السيسي، وما شهدته في عهده من تنمية وازدهار وأمن واستقرار.
وأكد الجانبان الدور القيادي الذي تقوم به مصر في التصدي للإرهاب الغاشم، وجددا التزامهما بالتعاون من أجل مكافحة التطرف والإرهاب مع التأكيد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في التصدي لهما.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول أبرز المستجدات العربية والإقليمية، وأعربا عن الارتياح لتطابق الرؤى بين البلدين حيال مختلف القضايا والأزمات التي تمر بها دول المنطقة. وأكد الجانبان أهمية تضافر الجهود من أجل حل النزاعات في المنطقة بالطرق السلمية.
كما أكد الجانبان أهمية الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
وجدد الجانبان التأكيد على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، المحتلة من قبل إيران ودعوة الحكومة الإيرانية إلى الاستجابة لدعوة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، إما من خلال المفاوضات المباشرة أو باللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وأدان الجانبان استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والتي من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار.. وجددا تأكيدهما رفض التدخلات الإقليمية في المنطقة بما فيها الإيرانية والتركية. كما أكد الجانبان على القرار العربي برفض واستنكار العدوان التركي الأخير على شمال شرقي سوريا، بوصفه خرقا واضحا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وشدد الجانبان على أهمية اطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في ضمان حرية الملاحة البحرية وأمنها وسلامتها، وكذلك حرية الملاحة في المضائق الدولية، وحماية أمن منشآت الطاقة في منطقة الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر.
وناقش الجانبان أبرز مستجدات القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب المركزية، وأكدا أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم لهذه القضية مبني على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأشاد الجانبان بدور الأزهر الشريف بوصفه منارة لمكافحة الفكر المتطرف ونشر مبادئ الاعتدال والوسطية، كما تناول الجانبان الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في الترويج لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الحضارات والأديان.
وفي ختام الزيارة، أعرب الرئيس السيسي عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ما حظي به والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة أثناء زيارتهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز