البورصات خضراء والسلع الأساسية بـ"الألوان الخطرة".. الأسرار والتوقعات
شهدت أسواق المال العالمية، يوما ثانيا من التحسن، في جلسة الخميس، لعدة أسباب، وذلك رغم استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وواصلت البورصات العالمية التعافي، وتصدرت أسواق الخليج الصعود، بعد استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وخطاب المركزي الأمريكي، وتواصل أسعار النفط ارتفاعها.
واستمرت أسعار السلع الأساسية، في الارتفاع، فيما وصل اليورو مقابل الجنيه الإسترليني، لأدنى مستوياته منذ يونيو/حزيران 2016.
ارتفاع أسواق الأسهم الخليجية
ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية، في جلسة، الخميس بدعم من الأصول المرتبطة بالطاقة والسلع الأولية مع اقتراب أسعار النفط من 120 دولارا للبرميل، وارتفاع تكلفة الموارد الأخرى، وذلك حسب رويترز.
وتسببت الحرب في أوكرانيا، في ارتفاع حاد في أسعار السلع الأولية التي قد تتأثر إمداداتها، بينما تراجعت أسواق الأسهم مع قلق المستثمرين من ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وارتفع خام برنت هذا الأسبوع بما يقارب 20%، كما ارتفعت أسعار السلع من الفحم مرورا بالغاز الطبيعي، وحتى الألومنيوم مع تضييق الدول الغربية لخناق العقوبات على روسيا بعد "غزوها أوكرانيا"، فيما تصف روسيا تحركاتها هناك بأنها "عملية خاصة".
وأغلق المؤشر السعودي على ارتفاع نسبته 0.8%، وقادت أرامكو المكاسب، ووصل سعر السهم لارتفاع قياسي مسجلا 45 ريالا وأنهى الجلسة على ارتفاع نسبته نحو 3%.
وارتفع المؤشر الرئيسي لسوق دبي للجلسة الخامسة على التوالي وصعد بنسبة 0.4%، بدعم من مكاسب لسهمي بنك الإمارات دبي الوطني، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة.
وارتفع مؤشر سوق أبوظبي، بنسبة 0.7%، وصعد مؤشر السوق القطرية 0.2%.
وتصدر سهم صناعات قطر المكاسب، وأنهى الجلسة مرتفعا بنسبة 3%.
وخارج منطقة الخليج، صعد مؤشر الأسهم القيادية في السوق المصرية بنسبة 1%.
ثاني يوم من التحسن
وتشهد أسواق المال العالمية يوما ثانيا من التحسن الخميس مدفوعة بالمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، والخطاب التوافقي للاحتياطي الفيدرالي( البنك المركزي) الأمريكي، بينما تواصل أسعار النفط ارتفاعها.
وفتحت المؤشرات الرئيسة، في "وول ستريت" بنيويورك، على ارتفاع، مدفوعة بأسهم البنوك، والشركات ذات رأس المال الضخم التي قادت موجة صعود في الجلسة السابقة مع تلميح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول إلى احتمال تنفيذ تشديد حذر للسياسات النقدية في ظل الأزمة الأوكرانية.
وارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي"، بنحو 81.52 نقطة أو 0.24%، عند الفتح إلى 33972.87 نقطة، وذلك بحسب رويترز.
كما فتح مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، على ارتفاع قدره 14.77 نقطة أو 0.34%، مسجلا 4401.31 نقطة.
بينما صعد "ناسداك المجمع"، بنحو 85.57 نقطة أو 0.62%، إلى 13837.59 نقطة.
كانت أسواق المال الأمريكية، قد ارتفعت بشكل حاد الأربعاء متأثرة بالموقف المرن لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بشأن رفع أسعار الفائدة المقبل للمؤسسة.
انتعاش أسواق الأسهم الأوروبية
وبعد انتعاشها الأربعاء، سجلت أسواق الأسهم الأوروبية، تحسنا في المبادلات الأولى. . وارتفعت بورصة لندن بنسبة 0.59%، وباريس 0.47 %، وفرانكفورت 0.18% صباح الخميس، وذلك حسب فرانس برس.
وواصلت أسعار النفط ارتفاعها إذ وصل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى نحو 115 دولارا وهو مستوى غير مسبوق منذ 2008.
وقد ارتفع بنسبة 4.10% أخرى إلى 115.10 دولارًا حوالي الساعة 08.15 بتوقيت جرينتش.
وارتفع سعر برميل خام برنت نفط بحر الشمال، بنسبة 4.49%، إلى 118 دولارا، أي بزيادة 50% عما كانت عليه في أول يناير/ كانون الثاني الماضي.
تحسن الأسواق الآسيوية
وفي آسيا، سجلت بورصة طوكيو ارتفاعا نسبته 0.70%، وهونج كونج 0.55 %، لكن بورصة شنغهاي أغلقت على انخفاض نسبته 0.09%، الأربعاء.
وشكلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ضربة للأصول في جميع المجالات بسبب حالة عدم اليقين.. إلا أن تصريحات باول/ بشأن خططه لتشديد السياسة النقدية الأربعاء، أثارت بعض الأمل.
وقال باول، لأعضاء الكونجرس، إنه يؤيد وتيرة معتدلة في ارتفاع الأسعار.
وأضاف، أنه إذا تبين أن التضخم أكبر "فسنكون مستعدين للعمل بشكل أقوى عبر رفع أسعار الفائدة أكثر من 25 نقطة أساس (0.25 نقطة مئوية) في اجتماع، أو اجتماعات لاحقة" خلال العام الجاري.
وتتراوح معدلات الفائدة الأساسية منذ مارس/آذار 2020 بين صفر بالمئة و0.25%.
التضخم الأمريكي
وأكد باول، قناعته بقدرة الاحتياطي الفيدرالي، على "تسوية هادئة" للمشكلة، أي السيطرة على التضخم الأمريكي "بدون التسبب بانكماش".
كانت أسواق الأسهم تخشى منذ أشهر أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الأساسية للحد من التضخم الأمريكي، الذي يبلغ أعلى مستوى له منذ أربعين عاما.ز لكنها توقعت منذ الحرب في أوكرانيا، قبل أسبوع بأن تكون الزيادة معتدلة.
وذكر جون بلاسار، خبير الاستثمار في مجموعة "ميرابو"، أنه بالنسبة للأسواق "التقلبات ستبقى كبيرة على وقع عمليات القصف والعقوبات الجديدة ضد روسيا".
وفي الواقع استمر إعلان فرض عقوبات جديدة من منع لندن حصول شركات روسية للطيران على خدمات التأمين، وإعادة التأمين، إلى قرار مجموعة إيكيا السويدية للأثاث، وقف نشاطاتها في روسيا وبيلاروس مما يؤثر على 15 ألف موظف.
في الوقت نفسه أعلن الصندوق السيادي النرويجي، وهو الأكبر في العالم، أن أصوله تراجعت بنسبة 90%، عما كانت عليه في بداية العام بسبب "الغزو الروسي لأوكرانيا"، والعقوبات الاقتصادية.
وقد صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، أنه يخشى من أن يكون "الأسوأ قادما".
التصنيف الائتماني
وخفضت وكالتا التصنيف الائتماني، "فيتش"، و"موديز"، تصنيف روسيا التي أصبحت في فئة البلدان المعرضة لخطر عدم القدرة على سداد ديونها، في سياق "غزو أوكرانيا".
وخفضت وكالة "موديز"، تصنيف ديون روسيا طويلة الأجل من "بي ايه ايه 3" إلى "بي3".
وقالت، إنها ستتابع مراقبتها لروسيا في مواجهة العقوبات الغربية. ومن جهتها خفضت "فيتش"، تصنيف ديون روسيا طويلة الأجل، من "بي بي بي" إلى "بي" مع آفاق سلبية.
وتجعل الدرجتين ديون روسيا في فئة الاستثمارات غير الآمنة، وستعقدان إمكانية حصول البلاد على تمويل، إلى جانب العقوبات التي تمنع المستثمرين الأمريكيين من شراء ديون روسية جديدة، وموسكو من الوصول إلى أسواق رأس المال الأوروبي.
استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية
وتستمر أسعار السلع الأساسية في الارتفاع، في تداولات الخميس، ولا سيما النفط غداة اجتماع "أوبك"، الذي لم يغير مساره رغم توتر الأسواق.
وبالإضافة إلى النفط، تجاوز الغاز الطبيعي في أوروبا المستوى القياسي الذي سجله الأربعاء، وبلغ 198 يورو لكل ميجاوات ساعي في السوق الأوروبية الهولندية المرجعية.
على صعيد المعادن ، تجاوز سعر الزنك 4 آلاف دولار للطن، وهو أعلى مستوى منذ 2007.
وظل الألمنيوم قريبا من الأرقام التي سجلها، وربح النيكل أكثر من 5%.
اليورو في أدنى مستوياته
وبلغ سعر اليورو مقابل الجنيه الإسترليني، الخميس، أدنى مستوياته منذ يونيو/حزيران 2016، والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما تعاني عملة القارة الأوروبية من الحرب في أوكرانيا.
وهبطت العملة الأوروبية الموحدة، التي تأثرت بسبب قربها الجغرافي من منطقة النزاع، واعتمادها على الطاقة الروسية، بنسبة 0.13 % ليبلغ سعرها 82.83 بنسا مقابل يورو واحد في التداول بلندن قرابة الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش.
وكان اليورو، قد بلغ 82.76 بنسا في وقت سابق، وهو مستوى لم تشهده منذ خمس سنوات ونصف سنة.
وقالت فيكتوريا سكولار مسؤولة قسم الاستثمارات في "إنتراكتيف إنفيستور": إن "انخفاض اليورو كان مدفوعا بمخاوف حول العدوان العسكري الروسي، وبأن الارتفاع في أسعار السلع الأساسية قد يؤثر على مسار النمو في أوروبا".