انضمام فنلندا والسويد لـ"الناتو".. أبرز العقبات والتحديات
صدم البيان المشترك للسويد وفنلندا العالم بإعلان رغبتهما في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ووفقا لموقع "ياهو نيوز" الأمريكي، التزمت السويد الحياد منذ عام 1814، وكذلك فنلندا، التي استقلت عن روسيا في 1917، "ولم ترغبا على الإطلاق أن تشكلا جزءا من أي تحالف.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون، للصحفيين في إشارة إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إن:"ما قبل 24 فبراير عالم وما بعده عالم مغاير تماما".
وفي تأكيد لتلك التصريحات، قال رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين: "يجب أن نكون على أهبة لمواجهة أي تحرك من روسيا"، مضيفة أن فنلندا ستقرر التقدم بطلب إلى الناتو "أظن أن ذلك سيحدث بسرعة كبيرة. في غضون أسابيع وليس أشهر".
ورغم إغلاق كلا البلدين أجواءهما أمام حركة الطيران الروسية، لكن الإعلان بشأن السعي للحصول على عضوية الناتو قد زاد من خطر غضب الكرملين، الذي أصدر عدة تهديدات ضد توسيع أراضي الحلف باتجاه الأراضي الروسية..
ونشرت الحكومة الفنلندية تقريرا قال إن من شأن الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يضم 30 بلدا، أن يوفر رادعا "أكبر بكثير" ضد أي هجوم على فنلندا.
وأضافت: "لا توجد طريقة أخرى للحصول على ضمانات أمنية إلا في إطار الدفاع والردع المشتركين اللذين تضمنهما المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي".
وأطلق الحزب الحاكم في السويد، مؤخرا، نقاشا داخليا بشأن إن كان على ستوكهولم التقدم بطلب للانضمام إلى الحلف، وهو أمر لم يكن مطروحا في السابق، لكنه بات يلقى تأييدا متزايدا بعيد غزو أوكرانيا.
يأتي ذلك وسط إقبال كبير في السويد على شراء أجهزة الراديو والمولدات المحمولة ومواقد التخييم حيث بدأ سكانها البالغ عددهم 10.4 مليون نسمة في تخزين الأطعمة المعلبة والمياه والمصابيح وعلب الكبريت استعدادًا لأعمال تخريب روسية متوقعة.
وفي فنلندا، قامت الحكومة بتخزين كميات كبيرة من الحبوب والوقود في احتياطيات استراتيجية تستمر خمسة أشهر على الأقل، يتوقعون المزيد من الهجمات الإلكترونية مثل تلك التي ضربت وزارتي الدفاع والعلاقات الخارجية في 8 أبريل / نيسان.
وكما هو الحال مع السويديين، يعتقد 5.5 مليون فنلندي أن روسيا ستستهدف قريبًا بنيتها التحتية، بما في ذلك شبكة الإنترنت والكهرباء، وأن الانتهاكات الروسية للمجال الجوي في كلا البلدين آخذة في الازدياد بالفعل.
ووفقا للتقرير فإن انضمام البلدين للحلف سيضيف لأراضي الناتو 300 ألف ميل مربع باتجاه الشمال الشرقي، في تحد صارخ لمطالب بوتين الخاصة بتقليص تواجد الناتو في المنطقة.
كما سيضاعف حدود الناتو مع روسيا إلى ما يقرب من 1600 ميل.
ويقول إيفو دالدير، سفير الولايات المتحدة السابق، إن البلدين سيعززان بانضمامهما إلى الناتو من قدراتهما العسكرية وكذلك القدرات في بحر البلطيق، حيث توجد ثلاث دول صغيرة في الناتو، هي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
لكن تقرير "ياهو نيوز" تحدث عن خطر داهم يحدق بالبلدين، وهو أن قبولهما في التحالف العسكري يعتمد على الاتفاق بالإجماع من جميع الأعضاء الثلاثين الحاليين في الناتو، وهي عملية قد تستغرق شهورا، لذلك ستظل فنلندا والسويد عرضة للخطر إلى أن يتم التصديق على عضويتهما.
وحتى يحدث ذلك، تعزز كل من فنلندا والسويد قواتهما المسلحة وتكثفان الإنفاق السنوي على الدفاع المدني والأسلحة. فتقدمت الحكومة الفنلندية بطلب في فبراير/ شباط لشراء 64 طائرة من طراز F-35 من شركة لوكهيد مارتن، بتكلفة تزيد عن 9 مليارات دولار. أما السويد، فرفعت ميزانية الدفاع لعام 2021 حوالي 7 مليار دولار، من المتوقع أن ترفع هذا المبلغ إلى حوالي 11 مليار دولار، أي ما يقرب من 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي المطلوب من أعضاء الناتو.