الإندبندنت: هجوم فينسبري يثبت أن الإرهاب لا دين له
الإمام محمد محمود نقيض لأبو حمزة المصري الذي اشتهر بنشره الكراهية والتشدد في مسجد فينسبري وبتصرفه الشجاع أصبح نموذجا مهما وقويا.
"بالرغم من أن اختياره ربما يثير استياء البعض إلا أن رجلاً واحداً أصبح مثالاً بارزاً على الشفقة والإنسانية والقيم البريطانية، أكثر من أي شخص آخر" .. هكذا وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية إمام دار رعاية المسلمين محمد محمود.
وفي افتتاحية لها، قالت الصحيفة، إن الإمام المسلم أدرك خطورة ما يتعرض إليه مجتمعه من اللحظة، التي بدأ فيها إرهابي مهمة قتل، لكنه قام بالشيء الصحيح، ودافع عن رجل أعلن رغبته في قتل جميع المسلمين، كما يقال في التقارير الإخبارية.
وتابعت أنه بتصرفه الشجاع أصبح نموذجا مهما وقويا لحرمة الحياة وحكم القانون. ولكل شخص يميل إلى الاعتقاد أن جميع رجال الدين المسلمين عبارة عن مجموعة من المسافرين التابعين لداعش أو تنظيمات مشابهة، يعتبر محمد محمود دحضا لهذه الفكرة، حسب الصحيفة التي قالت إنه رمز للإسلام الحقيقي.
ولفتت أن الإمام محمد نقيض لأبو حمزة المصري الذي اشتهر بنشره الكراهية والتشدد في مسجد فينسبري المجاور لدار رعاية المسلمين في لندن، وأنه الآن تم طرد روح أبو حمزة الشريرة، على حد وصفها.
وبالرغم من قلة ما يمكن القيام به في الواقع حيال إرهابي واحد قام بقيادة سيارة نحو مجموعة من الأبرياء، إلا أنه توجد بعض الدروس المهمة التي ينبغي الاستفادة منها من هذا الهجوم.
وطالبت الصحيفة بضرورة توفير تأمين أفضل لأماكن العبادة، حيث إنها أهداف واضحة لهؤلاء أصحاب الأجندات الدينية المنحرفة. علاوة على أنها طالما كانت عرضة لانتهاكات من نوع آخر مثل رسومات الجرافيتي المسيئة على أبوابها وجدرانها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع اليهودي معروف بالاعتداءات والإهانات الشخصية. وأن عادة ما يشكل هذا جزء من "ارتفاع" جرائم الكراهية بعد بعض الهجمات الكبيرة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن اغتيال كاهن كاثوليكي في فرنسا بداية العام الحالي، ما يدل على أن رجال الدين والمصلين عرضة للهجمات. وعليه دعت إلى حراسة الشرطة وكاميرات مراقبة وإجراءات أمينة أخرى حول المساجد والمعابد والكنائس والمقابر. وهنا سيكون إنفاق المال في شيء جيد، لكن لا يضمن رغم ذلك عدم وقوع أي محاولة جديدة لإزهاق الأرواح.
بالإضافة إلى أن رفع مستويات التهديد الأمني، سيشجع المجتمعات على الحذر والإبلاغ عن التطرف، لأن تمرير قوانين جديدة لن يكون كافيا وحده لهزيمة الهجمات الإرهابية غير المتطورة من أي مصدر. لكن هذا لا يعني أن مزيد من المراقبة هو الحل، لأن لا أحد يرغب في العيش داخل دول بوليسية.
ربما سيكون على البريطانيين التعود على مستوى العنف الذي لم يشهدوه منذ حملات تفجير الجيش الجمهوري الإيرلندي، وفقا للإندبندنت التي نصحت بضرورة العمل بجهد على كل مستوى لتجنب تصعيد هذه الهجمات "الثأرية" وهو مصطلح قالت إنه خطر نظرا لأننا لسنا في حرب ذات طرفين.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها أن الجانب المشجع في هجمات هذا العام، أن ذلك العنف لم يولد موجة أكبر من العنف، وأن التأثير الإيجابي لهذا الهجمات هو عزل القتلى وتقارب المجتمعات.
مضيفة أن الهجمات التي تعرضت لها بريطانيا مؤخرا لم تنشر الخوف والذعر وأن هناك إصرار على الهدوء وعدم تدمير القيم وأسلوب الحياة.
وأخيرا قالت إن الإرهاب لا يفلح في مهمته.