"فينسبري بارك".. أحد أكثر الأحياء تنوعًا في لندن
فينسبري بارك أحد أكثر الأحياء تنوعًا في لندن وهو موطن للجالية الجزائرية ويضم استاد الإمارات ونادي أرسنال.
شهد حي "فينسبري بارك" في العاصمة البريطانية لندن هجومًا إرهابيًا، مساء الأحد، عندما دهس قائد سيارة فان مجموعة من المصلين المسلمين، في الحي الذي وصفته صحيفة "جارديان" البريطانية بأنه واحد من أكثر الأحياء تنوعًا في لندن.
الهجوم الذي خلف قتيلا واحدا و10 مصابين، كلهم من المسلمين، وقع في أحد اكثر الأحياء تنوعًا في العاصمة البريطانية لندن.. فما قصة ذلك الحي؟
يقع "فينسبري بارك" على بعد بضعة كيلومترات شمال وسط المدينة، وهو موطن لتشكيلة مذهلة من الجنسيات، وعلى الرغم من خضوعه للمزيد من التحسينات، إلا أنه يسكنه أشخاص من جميع الفئات، ويحتفظ بنكهة قوية للطبقة العاملة.
النائب المحلي لهذا الحي هو رئيس حزب العمال جيرمي كوربن، الذي فاز بأغلبية ضخمة وصلت إلى 33 ألف صوت في الانتخابات العامة التي أجريت الشهر الحالي.
بخلاف سياسيها البارز فربما أفضل ما تشتهر به هو أنها موطن لنادي أرسنال لكرة القدم، وفي أيام المباريات تستسلم الشوارع – والحانات – لآلاف المشجعين الخارجين من محطة القطار ليسيروا إلى استاد الإمارات الذي افتتح عام 2006، وللوصول إلى هناك يجب على المشجعين المرور بالمسجد المحلي.
تُعد المنطقة مركز الجالية الجزائرية في لندن أيضًا، فالمنطقة التي تعج بالمقاهي والمطاعم في "بلاكستوك روود" تُعرف باسم "الجزائر الصغرى"، وفي الأيام التقليدية تحتشد الأرصفة بالزبائن، وعندما يلعب فريق بلادهم مباراة كرة القدم تمتلئ المحلات بالمشجعين الذين يتابعون المباراة عبر التليفزيون.
قبل ذلك، كان المكان نقطة تجمع¬ شهيرة للمهاجرين الإيرلنديين الذين تركوا بصمتهم في المكان بتسمية الحانات المحلية بسلاسل الجبال في إيرلندا مثل (Twelve Pins)، والأغاني الشعبية مثل (Auld Triangle)، ومن بين خريجي المجتمع الإيرلندي في هذا الحي الشهير المغني جون ليدون، الذي ترعرع في بينويل روود.
على الرغم من الكثير من الطابع المحلي والمساحات الخضراء الضخمة للحديقة نفسها، إلا أنه لا يعتبر واحد من أكثر الطرق أناقة في العاصمة، وجزء "سيفن سيستيرز روود" حيث وقعت حادثة الدهس أمس، يقع بين محلات مهجورة وجدران مرسومة بالجرافيتي.
لكن تمتلك المنطقة تاريخًا غنيًا، خاصة مسرح (Rainbow) السابق، الذي يقع على الجانب الآخر من الطريق من دار الرعاية الإسلامية.
استضاف مسرح الروك الأسطوري بعض من أعظم الأسماء في عالم الموسيقى مثل فرقة "ذا هو" وفرقة "بينك فلويد" والمغنيين "ديفيد باوي" و"بوب مارلي"، كما كان المكان الذي سجلت فيه فرقة "رامونيس" ألبوم (It’s Alive) في ليلة رأس السنة عام 1977.
بعد 18 سنة من هذه الليلة الإبداعية، تحول المسرح ليصبح كنيسة برازيلية، حيث أشترته الكنيسة العالمية لملكوت الله، وأمس الأحد شهد الحي حادثًا إرهابيًا ضد المصلين المسلمين الذين يقضون الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم.