حريق كنيسة إمبابة يخلع قلوب المصريين.. المحروسة تبكي ضحاياها (صور)
أسرعوا نحو أقرب مخرَج للنّجاة، إلّا أن دخان الموت الأسود الكثيف كان أسرع من خطواتهم القصيرة المختنقة.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا عندما نظر 41 مصريا بينهم أطفال إلى أعلى تجاه صوت انفجار مكتوم، سرعان ما ضاقت عليهم الدنيا بعده بما فيها، نيران حاصرتهم ودخان خنقهم، حتى صعدت أرواحهم البريئة إلى السماء.
حادث مروّع في مصر انتشرت تفاصيله قبل الإعلان عنه, كل خبر متداول كان ينبئ بأن فاجعة حدثت هناك في حي إمبابة بمحافظة الجيزة.
ورغم انتشار شهادات مفزعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الإحصائية الأولية لم تكن صادمة، قبل أن تخرج تغريدة عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر، لتكشف عن حجم المصاب الأليم.
تغريدة كاشفة
الرئيس كتب: "أتُابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وقد وجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم أوجه الرعاية الصحية للمصابين".
وأضاف: "أتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا لجوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها".
تبعها الرئيس بتغريدة أخرى كتب فيها: "السيد الرئيس يُجري اتصالاً هاتفياً مع قداسة البابا تواضروس، حيث قدم تعازيه في ضحايا حادث كنيسة الجيزة، وأكد خلال الاتصال قيام كافة مؤسسات الدولة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء آثار هذا الحادث الأليم".
صدمة عدد الضحايا
وزارة الصحة المصرية كشفت في البداية عن نقل 55 مصابا فقط إلى المستشفيات القريبة، مؤكدة أنها تعمل على حصر أعداد الوفيات.
قبل أن تعلن الكنيسة في بيان عاجل عن إحصائية جديدة، حيث قدّم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تعازيه إلى أسر الضحايا.
وقالت الكنيسة في بيانها: "مصادر من وزارة الصحة قالت إن الوفيات وصلت إلى 41، وعدد المصابين 14". بعدها بلحظات أكد مصدران أمنيان لوكالة "رويترز" أن عدد الضحايا ارتفع إلى 35 وفاة و45 مصابا.
إلى أن حسمت وزارة الصحة الأمر بإصدار بيان شامل تؤكد متابعة الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان في مصر، تقديم الخدمات الإسعافية والطبية، لمصابي الحريق.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان في مصر، إن عدد الوفيات بلغ 41، بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات الهروب.
قصص محزنة
مآس عدة في الحريق المروّع تلخصها تدوينات هنا وهناك من الأحبّة والأقارب المكلومين، كتبت ليال ميشيل إحدى أقارب ضحايا كنيسة أبو سيفين تدوينة عبر حسابها على "فيس بوك": "انتقلت إلى الأمجاد السماوية.. جدتي ماجدة نبيه حبيب وخالتي إيريني عاطف وأولادها بارثنيا تامر وميريام تامر وأبرام تامر، وأيضا خالتي ميرنا عاطف في حادث الكنيسة.. مع المسيح ذلك أفضل جدا.. اذكرونا أمام عرش النعمة.. بقى عندي ٦ قديسين في السماء.. بجد أنا مش مصدقة هتوحشوني أنتم الـ 6 مع بعض".
وفقدت أسرة باسم أمير 3 من أطفاله "يوسف، فلوتير ومهرائيل"، 3 سنوات، كما توفي شقيقان وهما إيرينا عاطف رمزي، 34 عاما، وشقيقتها ميرنا عاطف، 25 عاما.
أيضا كان لكاهن الكنيسة ويدعى "عبد المسيح" قصة مؤثرة، حيث نجا قبل عام من حادث سير مروّع، ليٌقدر له الموت اليوم داخل كنيسته التي تولى خدمتها منذ مارس/ آذار عام 2000، الرجل له أطفال، أصغرهم عمرها نحو 3 سنوات.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA=
جزيرة ام اند امز