فشل أردوغان الاقتصادي يحرق شابا تركيا حتى الموت
أكثر من 50 ألفا و378 تركيا أقدموا على الانتحار في الأعوام الـ17 الأخيرة في تركيا بسبب البطالة وسوء أحوال المعيشة والقمع
أقدم شاب تركي على الانتحار بإشعال النيران في نفسه، وعثرت الشرطة عليه متفحمًا بعد يومين من غيابه في مدينة آق سراي، وسط البلاد.
وذكر الموقع الإخباري التركي "تي 24"، الأربعاء، أن الشاب نائل يلماز أقدم على الانتحار بإشعال النيران في نفسه بواسطة البنزين.
الغريب في القصة، وفق المصدر، أن الشاب المنتحر قام برهن هاتفه المحمول ليشتري الوقود كي ينتحر؛ لأنه لم يكن يملك نقودا تكفي لشراء البنزين من محطة الوقود.
وعثرت شرطة المدينة على جثة يلماز متفحمة داخل قطعة أرض خالية، الأربعاء، بعد يومين من تلقي المكتب الجنائي بلاغا حول تغيبه.
كما عثرت فرق الأمن بجوار الجثة على الزجاجة التي كانت تحتوي على الوقود، الذي أخذه من محطة تبعد عن موقع الحادث نحو 600 متر وغادرها سيرا على الأقدام.
جهات التحقيق قامت بفحص كاميرات المراقبة بمنطقة الحادث، ليتضح أن يلماز جاء إلى محطة الوقود بالمكان قبل يومين بمفرده ليلا سيرا على الأقدام، وترك هاتفه المحمول كرهن لعدم امتلاكه المال وحصل على وقود بقيمة 10 ليرات.
وانتحر عشرات الأتراك خلال الأشهر الماضية، فيما شهد آخر 17 عاما انتحار 50 ألفا و378 شخصا، بسبب البطالة وسوء أحوال المعيشة والسياسات الأمنية القمعية.
وفي مارس/آذار الماضي، كشف النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أيهان بارود عن أن عدد الأتراك الذين لجأوا للأطباء النفسيين، في السنوات الثلاث الأخيرة، تجاوز 8 ملايين شخص.
وقال بارود في تصريحاته آنذاك "زادت كميات الأدوية المضادة للاكتئاب في البلاد"، موضحًا أن "60% من شبابنا العاطلين عن العمل فقدوا الأمل في مستقبلهم، كما فقد 5 آلاف و485 مواطنًا حياتهم في الفترة من 2002 إلى 2018 بسبب المشاكل الحياتية".
وأوضح أن صعوبة العيش أوصلت الأتراك لحالات نفسية سيئة تودي بهم أحيانًا إلى الانتحار.
وشهد الاقتصاد التركي خلال 2019 مجموعة من الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية، تمثلت في استمرار ضعف الليرة، وظهور أزمة عقارات، وتراجع في البورصة المحلية، وتخارج استثمارات نحو أسواق أكثر استقرارا.
وتشهد تركيا منذ فترة غياباً للعدالة الاجتماعية وأزمة اقتصادية طاحنة أثبتت فشل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعامل معها؛ وإيجاد حلول ناجعة لتخفيف وطأة الأزمة عن الأتراك الذين يعانون من الويلات في ظل ارتفاع جنوني للضرائب ومعدلات البطالة والتضخم، فضلاً عن ارتفاع الأسعار، وفق مراقبين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، ذكر موقع إخباري تركي أن حالات الانتحار المتتالية التي تشهدها تركيا منذ فترة "تجسد على اختلاف دوافعها وأبعادها أكثر النتائج الملموسة لحالة الفقر والعوز التي تعيشها تركيا، فضلاً عن شعور الأتراك بالظلم".
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA== جزيرة ام اند امز