أول سيارة طائرة تحصل على رخصة في الصين.. العصر الطائر يدق الأبواب
السيارات الطائرة حلم طال انتظاره، لاسيما في المدن المزدحمة، التي تشهد صعوبات شديدة في الحركة.. فهل يمكن أن يتحقق هذ الحلم قريباً؟
ربما يُصبح هذا الحلم واقعاً ملموسا بالفعل في الكثير من دول العالم، خلال العام المقبل 2024، خاصة مع قيام العديد من الدول بمنح اعتراف رسمي ببعض النماذج المصنعة من هذه السيارات.
ومن الناحية التاريخية، يُعد "والدو ووترمان" Waldo Waterman، رائد الطيران الأمريكي، هو من صمم أول سيارة طائرة في العالم عام 1934؟ ومنذ ذلك التاريخ ظلت السيارات الطائرة عنصراً أساسياً من عناصر الخيال العلمي الأكثر تشويقاً.
لكن السنوات الأخيرة شهدت دفعة إيجابية نحو مستقبل السيارات الطائرة، فاليوم منحت الصين أول شهادة رسمية لسيارة أجرة تعمل كطائرة كهربائية ذاتية القيادة، وهو ما يشكّل ضوءاً أخضر قريباً للبدء في الاستخدام التجاري لهذا النوع من المركبات في العالم.
الكثير من الخبراء يؤكدون أن البشر يقتربون رويداً من الدخول إلى ما يسمى بالعصر الطائر، فالسيارات ستتطير بأجنحة، وسينتقل البشر إلى أمكان عملهم ومنازلهم من خلال هذه السيارات الطائرة التي ستصبح وسيلة الانتقال في العصر القادم.
ما حدث في الصين، اليوم، هو أن السلطات الصينية المختصة منحت "شهادة نوع" لهذا النوع من السيارات، وتثبت هذه الشهادة أن الأمان متوافر في المركبة، وأنها صالحة للاستخدام، كسيارة أجرة طائرة من إنتاج شركة "إهانغ" الصينية الناشئة، وهي إحدى الشركات الرائدة عالمياً في قطاع النقل الجوي في المدن الآخذ في النمو.
وأكدت الشركة أنها أول "طائرة إقلاع وهبوط عمودي كهربائية" في العالم تحصل على مثل هذه الوثيقة، ما يجعل الصين واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال.
ومن جانبها، أفادت إدارة الطيران المدني بأن هذه الشهادة تشير إلى أن المركبة "تستوفي متطلبات صلاحية الطيران" و"تتمتع بمتطلبات الأمان مع وجود أي أشخاص على متنها، ومع هذا فإن هذا النموذج سيخضع لامتحانات التأهيل التشغيلي وسيتم وضعه رسمياً حيّز التشغيل التجاري بعد استيفاء المتطلبات".
ومن الصين إلى الولايات المتحدة، فقد اعترفت الحكومة الأمريكية أخيرًا بالسيارات الطائرة بعد أن أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية شهادة صلاحية طيران خاصة محدودة لسيارة من طراز "ألف"، وهي من إنتاج شركة طيران تسمى "ألف أيروناوتيكس".
وتتميز سيارة ألف الطائرة بنظام طاقة كهربائية بنسبة 100%. ويبلغ مداها 200 ميل ومدى طيران يصل إلى 110 أميال. وتقدر تكلفة إنتاجها بنحو 300 ألف دولار.
ومن جانب آخر، فقد تم الإعلان عن إمكانية أن يتم السماح للأفراد باقتناء سيارة طائرة بداية من العام القادم، وتم الإعلان عن أول سيارة من هذا النوع وتحمل اسم "هيليكس" للاستخدام الشخصي مقابل 190 ألف دولار، وتبلغ السرعة القصوى لها 100 كيلومتر في الساعة، وتحتاج 4 ساعات ونصف للشحن الكهربائي.
وفي ألمانيا، تخطط شركة Volocopter الألمانية الناشئة لإطلاق سيارات أجرة جوية كهربائية في سنغافورة خلال العام 2024. كما تقدمت الشركات الأسترالية بطلبات لشراء 90 طائرة كهربائية من شركة Eve التابعة لشركة Embraer للطائرات الكهربائية.
ويقدر محللون أن السوق المحتملة للمركبات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار بحلول عام 2040.
ومع ذلك تواجه المركبات الطائرة بعض الصعوبات، والتي من بينها صعوبات تكنولوجية تتعلق بالتزود بالكهرباء، فمن أكبر التحديات هو البطارية التي تزودها بالطاقة. ولا يمكن تشغيلها باستخدام بطاريات السيارات الموجودة اليوم، والتي تم تصميمها للنقل البري. يجب أن تكون بطاريات السيارات الطائرة ذات كثافة طاقة عالية جدًا حتى تتمكن من البقاء عالياً في الهواء لفترة طويلة من الوقت. كما أنها تحتاج إلى طاقة عالية جدًا أثناء الإقلاع والهبوط العمودي.
وإلى أن تصبح البطاريات أكثر قابلية للتطبيق، فمن غير المرجح أن يتم نشر سيارات الأجرة الطائرة على نطاق واسع في المستقبل القريب.
أيضا تواجه السيارات الطائرة مشكلات تتعلق بالتراخيص حيث يجب أن يكون قائدها طيارا، وتحتاج لمهارات وخبرات عالية في القيادة.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA=
جزيرة ام اند امز