"العين الإخبارية" تحاور أول مصري منتخب في البرلمان الكندي

كأي شاب يحلم بالهجرة إلى الخارج، سافر المهندس المصري، شريف سبعاوي، إلى كندا قبل نحو 3 عقود رغبة منه في تحقيق بعض أحلامه في مجال تخصصه..
تخصص في هندسة شبكات الكمبيوتر، ورغم أنه بات أستاذا لهندسة الكمبيوتر في جامعتي جورج براون وسنتينيال، إلا أنه بالتوازي كان شغوفا بعمل تطوعي آخر ألا وهو خدمة الجالية المصرية هناك قبل أن تتوسع نشاطاته وتشمل الجميع في "أونتاريو"، أكبر المقاطعات الكندية، بهدف صنع صورة إيجابية ومشرفة عن المصريين بالخارج.
الطائر المهاجر كان لديه إصرار لأن يكون خير سفير لبلاده، فحاول في 2014 بتشجيع من أصدقائه خوض سباق الانتخابات البرلمانية الكندية وبذل جهدًا كبيرًا في تجميع استمارات العضوية في دائرته، إلا أن الأمر لم يكلل بالنجاح حيث لم يوفق في مرحلة الانتخابات الترشيحية الأولية لاختيار مرشح الحزب الذي سيخوض السباق على عضوية البرلمان.
إلا أنه ومع استمراره في العطاء، كانت الفرصة أكبر في انتخابات 2018، وبالفعل نجح في حفر اسمه بحروف من نور كأول مصري يفوز بهذا المقعد في البرلمان بولاية أونتاريو الكندية عن دائرة "مسيساغا إيرين ميلز" ثم يعاد انتخابه مرة ثانية في 2022.
وتفوق سبعاوي مرشح حزب المحافظين، في الانتخابات الأخيرة، على كل من عمران ميان مرشح الحزب الليبرالي، وفارينا حسن مرشحة الحزب الديمقراطي الجديد، وميشيل أنجكاسا مرشح حزب الخضر، وتشارلز روبلفيسكي، مرشح الحزب الأزرق الجديد.
"العين الإخبارية" التقت سبعاوي الذي تحدث عن خططه على الصعيد المحلي وكذلك دوليا عبر المساهمة في توطيد العلاقات المصرية الكندية برلمانيا وتجاريا.
وعلى صعيد مقاطعة أونتاريو، أكد المصري الفائز بمقعد البرلمان الكندي أنه يعمل على مشاريع إنشائية واجتماعية لخدمة سكان المقاطعة.
وتشمل تحركات سبعاوي، خلال الفترة المقبلة، العمل على تعديل بعض القوانين، من أجل تسريع دخول المهاجرين سوق العمل، وخدمة الجاليتين المصرية والعربية ومساعدتهما في الاندماج بالمجتمع الكندي.
وعن العلاقات مع مصر، أكد سبعاوي، لـ"العين الإخبارية"، أنه سيعمل على تنشيط ورفع حجم التجارة الحرة بين مصر وكندا؛ وهو أمر هام جدا لفتح مجالات سوق العمل والاستثمار، وتعريف المستهلك الكندي على المنتجات والبضائع المصرية.
ونوه في هذا الصدد إلى أن المحاصيل والمنتجات المصرية تتمتع بسمعة طيبة جدا في كندا مثل القطن المصري.
وحول الإجراءات والتحركات المرتبطة بزيادة حجم التبادل التجاري، أوضح سبعاوي أن "هناك مساعي لإبرام اتفاقية تجارة حرة بين كندا ومصر، ستكون على مستوى الحكومة الفيدرالية".
وأشار إلى أن "هذا الأمر يحتاج لتواصل مكثف مع أعضاء البرلمان الفيدرالي، وهذا ما سنقوم به من أجل التوصل إلى اتفاق مبدئي يسمح بتقديم تسهيلات لوصول البضائع المصرية لكندا، وإتاحة الفرصة للشركات الكندية للاستثمار في القاهرة".
ولفت إلى أنه يعمل أيضا على توفير منح تعليمية عديدة للطلاب المصريين، للدراسة في الجامعات الكندية، والتواصل مع المعنيين لبحث آليات إعداد مذكرة تفاهم لمنع الازدواج الضريبي بين البلدين؛ تشجيعا للاستثمار المشترك.
وبعد فوزه، هنأته الدولة المصرية ممثلة في وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، مؤكدة أن نجاحه "يضاف للمزيد من إنجازات المصريين بالخارج، إذ يثبتون أنهم سفراء لمصر في الدول التي يقيمون بها، بما يقدمونه من صورة إيجابية ومشرفة لهم حول العالم".
وتم اختيار سبعاوي في أكتوبر/تشرين الأول 2019 للعمل كمساعد برلماني لوزير التراث والرياضة والسياحة والصناعات الثقافية، للمساعدة في دعم هذه الصناعة التي تضررت بشدة خلال جائحة كوفيد-19.
كما أنه ضمن قائمة تضم 4 مرشحين مصريين للجائزة السنوية لأفضل 25 مهاجرا في كندا لعام 2022، من مقاطعات كندية مختلفة؛ نظرا لإنجازاتهم في المجتمع الكندي.
وولد سبعاوي في الإسكندرية وأكمل دراسته بجامعتها وحصل على بكالوريوس الهندسة منها، ثم هاجر إلى كندا عام 1995، وبدأ نشاطه السياسي منذ ذلك التاريخ، عبر العمل على خدمة أبناء الجالية المصرية.