بـ"الويسكي" .. كندا والدنمارك تنهيان "حربهما" بالقطب الشمالي

أنهت الدنمارك وكندا نزاعا إقليميا عمره نحو نصف قرن في القطب الشمالي يما يعرف بـ"حروب الويسكي".

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن  المنطقة كانت محورا لنزاع إقليمي نادر لكندا، لأنها تقع في منتصف الحدود الدولية بين ذلك البلد وجرينلاند، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك.

وعلى مدى عقود، خاضت كندا والدنمارك هذا الصراع بطرق غريبة في كثير من الأحيان.

• الدنمارك تتشبث بحضن أوروبا.. ما دور روسيا؟

فمنذ أن بدأت القوات الكندية زيارة الجزيرة في عام 1984 لزرع أعلام أوراق القيقب وتركت وراءها زجاجات من الويسكي الكندي، كان الدنماركيون يتوافدون بانتظام لاستبدال العناصر الكندية بأعلام شنابس والأعلام الدنماركية.

ووصل وزراء من كلا البلدين بطائرة هليكوبتر لتأكيد المطالب المتضاربة لبلديهما.

لكن المأزق الدبلوماسي الطويل وصل إلى حد كبير إلى نهايته، فقد وقعت كندا والدنمارك، أمس الثلاثاء،.اتفاقية رسمية تحدد الحدود البحرية في القطب الشمالي وتسوي مسألة ملكية جزيرة هانز.

وبموجب الاتفاق سيتم تقسيم الجزيرة، مع تحول حوالي 60% من الصخور إلى الدنمارك والباقي يصبح لكندا، فيما أشاد وزيرا خارجية البلدين بالحل السلمي والناجح للنزاع.

تاريخ النزاع

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن تاريخ القتال يعود على قطعة صخرية لا معنى لها، إلى عام 1973، عندما أنهت الدنمارك وكندا الحديث عن حقوق الحدود وتحت الماء لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق بشأن جزيرة هانز.

وتقع احتياطيات النفط والغاز في مضيق ناريس الذي يبلغ عرضه 22 ميلاً حيث تقع الجزيرة هانز التي تفصل بين البلدين.

لكن مايكل بايرز، أستاذ القانون الدولي في جامعة كولومبيا البريطانية الذي يدرس سيادة القطب الشمالي، قال "إن الموارد عميقة للغاية وإن المنطقة مليئة بالجبال الجليدية ما يجعل النفط باهظ الثمن للغاية".

وأضاف: "إذا كنا نحفر عن النفط في تلك الأعماق وفي ذلك الموقع خلال 10 أو 20 أو 30 عامًا؛ سنخسر المعركة ضد تغير المناخ".

وحول طول مدة النزاع، قال "بايرز" إن عمليات إسقاط المشروبات الكحولية التي حظيت بدعاية كبيرة من قبل القوات من كلا البلدين كانت عادة تسبق الانتخابات، ما يشير إلى أن بعض الحكومات وجدت قيمة سياسية في إطالة النزاع.

وأضاف: "لقد كانت مجرد وسيلة لإثارة القليل من المشاعر الوطنية في سياق لا ينطوي على مخاطر على الإطلاق".

والاتفاق يعني نهاية حرب الويسكي، إذ تبادل وزير البلدين الزجاجات لآخر مرة يوم الثلاثاء.