أول تجربة إماراتية لعلاج التصلب المتعدد بالخلايا الجذعية الذاتية (خاص)
كشفت دراسة أُجريت في دولة الإمارات عن نتائج مشجعة لتوظيف الخلايا الجذعية الدموية الذاتية في علاج التصلب المتعدد المقاوم للعلاج.
وتوجد هذه الخلايا في نخاع العظم، وهي مسؤولة عن إنتاج خلايا الدم البيضاء (المناعة)، خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، وهي مأخوذة من نفس الشخص، وليست من متبرع.

وتعد التجربة التي شهدتها عيادة ياس بمدينة خليفة بأبوظبي، هي الأولى من نوعها التي توثق استخدام هذا النوع من الخلايا داخل الدولة كتدخل علاجي للتصلب المتعدد المقاوم للعلاج، وأُجريت خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2022 إلى يناير 2025، وهدفت إلى تقييم سلامة الإجراء، وإمكانية تطبيقه، وتأثيراته المبكرة على الإعاقة العصبية والنشاط الالتهابي للمرض.
وشملت الدراسة التي تنشرها الشهر المقبل دورية "مالتيبل سكليروزِس أند ريليتد ديسوردرز"، عشرة مرضى بالغين (7 نساء و3 رجال) بمتوسط عمر 28.9 عام، جميعهم يعانون من نشاط التهابي مستمر للمرض رغم تلقيهم علاجات عالية الفعالية، وخضع المرضى لبروتوكول علاجي متكامل تضمن تحفيز الخلايا الجذعية، ثم تهيئة مناعية بجرعات عالية من العلاج الكيماوي، قبل إعادة حقن الخلايا الجذعية الذاتية.
نتائج مطمئنة وسلامة عالية
وأظهرت النتائج نجاح الإجراء من الناحية الطبية دون تسجيل أي حالات وفاة مرتبطة بالعلاج، كما تحقق استقرار سريع لوظائف نخاع العظم، حيث تم تسجيل تعافي الخلايا البيضاء خلال متوسط 9.5 أيام. وعلى الرغم من رصد حالات تنشيط فيروسي عابر لدى بعض المرضى، فإنها لم تسفر عن مضاعفات خطيرة.
وأشارت المتابعة السريرية إلى استقرار الإعاقة العصبية لدى جميع المرضى دون تسجيل أي تدهور خلال فترة المتابعة.
كما لوحظ تحسن تدريجي في درجة الإعاقة لدى عدد من المرضى بعد 6 و12 شهرا من العلاج. والأهم، لم تُسجل أي انتكاسات سريرية، ولم تظهر صور الرنين المغناطيسي أي بؤر التهابية جديدة خلال فترة المتابعة.

وقف كامل للنشاط الالتهابي
وأكدت الدراسة التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، تحقيق تثبيط كامل للنشاط الالتهابي البؤري للمرض، وهو ما يُعد مؤشرا قويا على فاعلية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية في كبح تطور التصلب المتعدد لدى الحالات الشديدة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج، رغم اعتمادها على عينة محدودة، تدعم إدماج زراعة الخلايا الجذعية الذاتية ضمن مسارات علاج التصلب المتعدد في المنطقة، مع التأكيد على الحاجة إلى دراسات أوسع وطويلة الأمد لتقييم الفوائد المستدامة على المدى البعيد.
وتأتي هذه الدراسة في وقت يشهد فيه قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات تطورا متسارعا في العلاجات الخلوية وزراعة النخاع، ما يفتح آفاقا جديدة أمام مرضى التصلب المتعدد الذين لم تحقق معهم العلاجات الدوائية التقليدية النتائج المرجوة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز