أول قمة خليجية مع دول الآسيان.. تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات
في خطوة على طريق تعزيز علاقات الجانبين، تستضيف العاصمة السعودية الرياض، الجمعة، أول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان التي تضم 10 دول.
وتستهدف القمة تعزيز التعاون بين الجانبين ورفع مستوى التنسيق بينها حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وصولا لبناء شراكة استراتيجية تسهم في الارتقاء بالعلاقات لما يصب في صالح تحقيق تنمية ورخاء وازدهار الجانبين وتعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات والمخاطر المشتركة.
ولتحقيق تلك الأهداف، ستبحث القمة اعتماد إطار التعاون المشترك للخمس سنوات القادمة 2024-2028، الذي يشمل التعاون السياسي والأمني، والاقتصادي والاستثماري، إضافة إلى التعاون في مجالات السياحة، والطاقة، والأمن الغذائي والزراعي، والتعاون الاجتماعي والثقافي.
أيضا يتوقع أن يتصدر التصعيد الجاري في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أجندة مباحثات القادة المشاركين في القمة.
ويشارك في القمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي وممثلوهم، إضافة إلى قادة دول رابطة الآسيان التي تأسست عام 1967 وتضم كلا من (إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وتايلاند، وبروناي، وكمبوديا، ولاوس، وميانمار، وفيتنام).
وقد بدأ قادة الدول المشاركون في القمة التوافد إلى المملكة العربية السعودية.
أهمية خاصة
أيضا تبرز تلك القمة انفتاح دول مجلس التعاون الخليجي على بناء شراكات استراتيجية وتنموية واقتصادية مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي، بهدف تعزيز مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالمياً، وتحقيق مكاسب تعود بالنفع على مواطني دول المجلس وعلى المنطقة.
وسبق أن استضافت المملكة أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى 19 يوليو/تموز الماضي، وأول قمة خليجية صينية 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
قمم متتالية تبرز سعي دول الخليج لتعزيز شراكاتها حول العالم في ظل النظام متعدد الأقطاب الذي يتشكل حالياً.
علاقات الجانبين.. محطات مهمة
يعود تاريخ العلاقات بين دول مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان، إلى مارس/آذار 1986م، حينما قرر المجلس الوزاري الخليجي في دورته الثامنة عشرة الموافقة على إجراء اتصالات أولية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان"، كما قرر المجلس الموافقة على فتح حوارات اقتصادية وبحث سبل تعزيز التعاون بينهما.
وعُقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ورابطة الآسيان بالمنامة في مايو/أيار 2009م، وتم خلاله توقيع مذكرة التفاهم للتعاون بين الأمانتين.
وأقر الجانبان خلال الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي الذي عُقد في سنغافورة في يونيو/حزيران 2010م، خطة العمل التي شملت المجالات الاقتصادية والثقافية، كما شُكلت 6 فرق عمل متخصصة في مجالات الاقتصاد والتجارة، والاستثمار الزراعي والأمن الغذائي، والتعليم، والسياحة، والطاقة، والثقافة، والإعلام.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013م عُقد الاجتماع الوزاري الثالث بين مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان في المنامة، وتم خلاله التأكيد على أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار والنظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومواثيق الأمم المتحدة وميثاق رابطة أمم الآسيان، ومبادئ القانون الدولي.
كما حث الاجتماع على العمل لتعزيز الشراكة الاقتصادية والثقافية والعلمية، بهدف تعميق العلاقات وتأطيرها، وتأكيد العمل من أجل السلام العالمي والإقليمي، باعتبار أن ذلك هو أساس التقدم والازدهار لشعوب العالم بأسره، كما اتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق في المحافل الدولية حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الجانبان بعمق العلاقات بين دول مجلس التعاون ورابطة أمم الآسيان، والبعد الحضاري والثقافي الذي يربط بينهما، وتشجيع احترام التنوع، وحوار الأديان، والاعتدال من خلال التعليم والثقافة والإعلام والسياحة، التي تمثل دعامات أساسية في تقليص الأعمال المتطرفة، كما أنها تعمق الثقة المتبادلة والفهم المشترك، حيث إن التعاون في هذه المجالات يعد من أهم ركائز القوة للمنطقتين، وهو ما يعزز نموذجهما التنموي ودورهما الدولي.
وفي سبتمبر/أيلول 2018 م عقدت ترويكا مجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسة مباحثات مشتركة مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين في نيويورك.
والتزمت الجلسة بتعزيز العلاقات في إطار الرؤية المشتركة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية والمخاطر المشتركة.
وفي سبتمبر/أيلول 2019 م، عُقدت في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك جلسة مباحثات بين مجلس التعاون وبين رابطة أمم جنوب شرق آسيا "الآسيان" على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكدت الجلسة أهمية التجارة الحرة المفتوحة، والالتزام بسيادة القانون، والنظام التجاري متعدد الأطراف المبني على القواعد التي تجسدها منظمة التجارة العالمية.
وفي 15 أغسطس/آب 2023 ، عقدت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً تحضيرياً لقمة مجلس التعاون ورابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، بمشاركة الأمانة العامة وسفراء دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، ووفد من وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية.
وتنطلق القمة الخليجية مع دول الآسيان، الجمعة، وسط توقعات أن تكون نقطة انطلاقة بعلاقات الجانبين إلى آفاق أرحب من التعاون في مختلف المجالات.
يعزز تلك التوقعات ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة جنوب شرق آسيا "آسيان" من روابط مشتركة وتوافق حول أهمية التقدم الاقتصادي، وتوطيد الشراكات الاستثمارية الدولية، والتنمية الثقافية، وتعزيز السلام والاستقرار الدولي.
وتحمل القمة أهمية خاصة كونها تعد الأولى من نوعها على مستوى قادة الدول بين الجانبين.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز