أول وساطة بين روسيا وأوكرانيا في 2025.. جهود إماراتية لدعم استقرار العالم
وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا هي الأولى في 2025، تتوج جهود إماراتية متواصلة لحل أحد أبرز الأزمات بالعالم.
جهود إماراتية تتواصل في مستهل عام جديد، تضاف إلى جهود تسير فيها الإمارات بالتوازي لدعم استقرار المنطقة وحل أزماتها ولا سيما في فلسطين ولبنان وسوريا.
وتعد الوساطة الجديدة هي الثانية نحو أسبوعين، والـ11 منذ مطلع عام 2024، وترسل عبرها الإمارات رسالة طمأنة للعالم في مستهل عام جديد، أنها ماضية قدما في وساطاتها، للتخفيف من التداعيات الإنسانية للأزمة وإبقاء نافذة أمل نحو حل دبلوماسي، تتزايد فرص الوصول له خلال العام الجاري.
تفاصيل الوساطة
وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 50 أسير مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين منذ مطلع عام 2024 عبر 11 وساطة إلى 2534.
وأعلن الجيش الروسي، الأربعاء، مبادلة عدد من الجنود الأسرى مع كييف عبر اتفاق تم بوساطة إماراتية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على "تليغرام" إنه "نتيجة عملية التفاوض، أعيد 25 جنديا روسيا من الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام كييف. في المقابل تم تسليم 25 جنديا أوكرانيا".
وتعد هذه ثاني وساطة خلال نحو أسبوعين، بعد الوساطة الأخيرة التي جرت نهاية العام الماضي.
وأعلنت دولة الإمارات في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 150 أسيراً من الجانب الأوكراني و150 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 300 أسير ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 10 وساطات خلال عام 2024 إلى 2484 أسيراً.
وثمنت وزارة الخارجية تعاون واستجابة البلدين لجهود الوساطة الإماراتية واتمام عملية تبادل الأسرى، وبينت أن ذلك يدلعلى ما يلي:
- مكانة الدولة كوسيط موثوق به لدى روسيا الاتحادية وأوكرانيا.
- تقدير البلدين للمساعي التي تبذلها الإمارات في دعم المسار الدبلوماسي ومسار الحل السلمي لانهاء الأزمة بين البلدين.
وأكدت وزارة الخارجية على ما يلي:
- التزام دولة الامارات بمواصلة العمل على دعم كافة الجهود التي تعمل على الوصول إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا.
- دعم مختلف المبادرات للتخفيف من التداعيات الانسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى.
جهود ووساطات تأتي في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الواسع بين الطرفين، الأمر الذي يبرز حجم وأهمية وثقل الدور الذي تقوم به الإمارات، ومدى الثقة والتقدير اللذين تحظى بهما من طرفي الأزمة.
حصاد الوساطات
رؤية تبرز إصرارا إماراتيا على حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 12 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين، من بينها 10 خلال عام 2024 وهي كما يلي:
15 يناير/ كانون الثاني 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرا مناصفة من الجانبين.
30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى.
25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من أسراها من روسيا.
3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
وإضافة لتلك الوساطات نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا.
حل أزمات العالم
جهود إماراتية تتوج عملا إماراتيا متواصلا عبر أكثر من مسار لحل أزمات المنطقة والعالم.
ضمن أحدث تلك الجهود شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، يوم الأحد الماضي، في "اجتماعات الرياض الوزارية حول سوريا" التي عقدت في الرياض.
وقد شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الاجتماع الوزاري الدولي الموسع حول سوريا، الذي عقد في الرياض وبحث مجمل التطورات في الجمهورية العربية السورية وسبل تعزيز الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لضمان وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمن واستقرار شعبها.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن هذا الاجتماع الوزاري الموسع يأتي تجسيدا لأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية والأممية بهدف دعم الشعب السوري الشقيق على كافة المستويات بما يلبي تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار المستدامين والازدهار والتنمية.
كما جدد التأكيد على موقف دولة الإمارات الراسخ في دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، مشيرا إلى أهمية تكاتف وتلاحم الشعب السوري الشقيق بكافة أطيافه من أجل بناء سوريا موحدة ومستقرة وآمنة لا إرهاب فيها ولا إقصاء فيها.
حراك إماراتي متسارع لدعم استقرار سوريا، بالتزامن مع حراك مماثل لدعم استقرار لبنان وتعزيز العلاقات بين البلدين، يتوج بجهود إعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت.
ووصل وفد إماراتي رفيع المستوى يوم الأحد الماضي إلى العاصمة اللبنانية، لإجراء كافة الترتيبات لإعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت، وذلك استجابة لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
جاء وصول الوفد بعد أقل من 24 ساعة من مباحثات هاتفية بين رئيس دولة الإمارات والرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون اتفق خلالها الزعيمان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت.
تزامن وصول الوفد الإماراتي أيضا مع وصول الباخرة الثانية من المساعدات الإماراتية إلى ميناء بيروت محملة بـ3000 طن من المواد الإغاثية المتنوعة ضمن الحملة الوطنية "الإمارات معك يا لبنان"، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
مباحثات رئاسية هاتفية تبعها حراك دبلوماسي ودعم إنساني في خطوات متسارعة ضمن إطار مسار تاريخي متواصل ونهج ثابت لدولة الإمارات بدعم لبنان ومساعدته على استعادة دوره بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد أنهى شغورا رئاسيا استمر لأكثر من عامين.
وانتخب مجلس النواب اللبناني، يوم الخميس الماضي، قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، بعد حصوله على 99 صوتا من أصل 128 صوتا.
خطوات تأتي بالتزامن مع جهود دبلوماسية مستمرة لدعم التوصل إلى هدنة في غزة والدفع نحو إيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس حل الدولتين، جنبا إلى جنب مع دعم إنساني متواصل عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف من تداعيات الحرب المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
نشاط دبلوماسي مكثف تمضي عبره دولة الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة خلال عام 2025 بثبات نحو دعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التسامح والتعايش الإنساني، والالتزام الراسخ بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS44NSA=
جزيرة ام اند امز