الصيد والهجرة.. أزمة تشتعل بين ليبيا وتشاد
منذ يومين ضّل 4 صيادين ليبيين طريقهم، جنوبي البلاد، ليجدوا أنفسهم داخل الحدود التشادية لتنطلق معركة دبلوماسية بين البلدين.
بدأت الحكاية بدخول 4 صيادين ليبيين من مدينة إجدابيا -شمال شرقي البلاد- إلى الحدود التشادية بعد أن ضلوا طريق العودة، لتعتقلهم قوات إنجامينا، وتعرض صورهم على التلفاز، باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين.
السلطات الليبية أطلقت حملة أمنية لضبط التشاديين من المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما أدانته الخارجية التشادية في بيان لها.
واعتبرت، الخارجية التشادية أن القبض على التشاديين في ليبيا رد فعل انتقامي على قبض السلطات التشادية، على احتجاز الصيادين الليبيين، والذين تم تحويلهم إلى القضاء، بتهمة امتهان صيد الغزلان البرية والاعتداء على المحميات التشادية.
وتابعت الخارجية التشادية، في بيانها، أن اعتقال الليبيين جاء خلال عملية صيد غير مشروع بحسب القانون التشادي، داعية السلطات الليبية المختصة إلى حماية التشاديين المعتقلين من التعرض للإهانة أو أي معاملة غير إنسانية.
وطالبت الخارجية التشادية من السلطات الليبية تمكينها من زيارة رعاياها المحتجزين وتقديم الخدمات اللازمة لهم، مؤكدة استعدادها لبحث هذه القضية المثيرة للقلق مع السلطات الليبية.
تطورات القضية
وزير البيئة التشادي محمد أحمد لزينا كشف في تصريحات صحفية آخر تطورات القضية، مؤكدا أن المعتقلين صيادون غير شرعيين، وبعضهم ضُبط العام الماضي، أثناء قيامه بالصيد الجائر وصورها ما سبب حرجا عالميا لتشاد مع المنظمات الدولية.
وتابع أن عمليات القبض الحالية ليست في مصلحة الشعبين، وهو أمر غريب ومستهجن ولا يمثل الدولة الليبية، ولا بد للقضاء أن يتدخل وليس السلاح، وفق قوله
وختم حديث بقول إن تشاد ترغب في تشكيل قوات مشتركة مع ليبيا لتأمين المناطق الحدودية ومنع التهريب والهجرة غير الشرعية .
ليبيا تسعى للتعاون
ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الليبية أن الشباب الليبيين ضلوا طريقهم في الصحراء إلى داخل الأراضي التشادية، وأنها قامت بتشكيل خلية أزمة تعمل على مدار الساعة للتواصل مع كافة الأطراف المعنية لضمان الإفراج عن هؤلاء الشباب، وتمكينهم من العودة لوطنهم والالتحاق بذويهم.
وتابعت أنها تواصلت مع الجانب التشادي على أعلى المستويات لغرض الإفراج عن الشباب الليبي، وأن سفارة جمهورية تشاد المعتمدة بطرابلس قد أكدت قرب الإفراج عنهم.
وأبدت الوزارة استعدادها التام للتعاون مع السلطات التشادية بالخصوص، والتباحث أيضا للحد لمثل هذه الحوادث وغيرها من القضايا التي تتعلق بضبط وأمن الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي سبتمبر/أيلول 2021 اتفقت ليبيا مع النيجر وتشاد والسودان على تنفيذ الاتفاقية الرباعية التي ستساهم بشكل مباشر، في حلحلة العديد من الملفات الإقليمية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والجرائم العابرة للحدود.
كما تنص الاتفاقية على ضرورة إنهاء وجود التشكيلات العسكرية، التي تهدد استقرار المنطقة، وضرورة دمجها في الحياة الاجتماعية بعد عودتها لبلدانها.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز