أمريكا وفنزويلا.. 5 مؤشرات تنذر باندلاع مواجهة محتملة

تعيش منطقة الكاريبي حالة من التوتر غير المسبوق بعد أن اتهمت فنزويلا طائراتٍ حربيةً أمريكية بالتحليق على بُعد 46 ميلاً فقط من سواحلها الشمالية، في خطوة وصفتها كاراكاس بأنها "استفزاز عسكري مباشر" يهدف إلى ترهيب حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
يأتي ذلك في ظل تصاعد الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، حيث ترصد صور الأقمار الصناعية وتحليلات الدفاع سلسلة تحركات مكثفة تشمل طائرات شبحية، ووحدات من مشاة البحرية، وسفنًا حربية متمركزة بين بورتو ريكو وشرق الكاريبي، ما يثير مخاوف من اقتراب مواجهة مفتوحة بين البلدين.
تؤكد هذه التحركات أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تولي اهتماماً متزايداً بمواجهة نظام مادورو، الذي تتهمه واشنطن بالارتباط بشبكات الجريمة المنظمة.
ويبدو أن استعراض القوة الأمريكية في الكاريبي لا يهدف فقط إلى الردع، بل يعبّر أيضاً عن استعداد فعلي لتدخل عسكري محتمل. فالمناورات الجوية والبحرية، إلى جانب إعادة تأهيل قواعد قديمة في بورتو ريكو، تكشف أن الولايات المتحدة لا تكتفي بالضغط الدبلوماسي.
وفي الداخل الأمريكي، بدأ أعضاء الكونغرس يطالبون بتوضيح الإطار القانوني للعمليات الأخيرة ضد زوارق يُشتبه بانتمائها لعصابات تهريب المخدرات، وسط قلق من أن تتحول هذه الضربات المحدودة إلى عمليات أوسع نطاقاً دون تفويض واضح.
1 - اتهامات فنزويلية بـ"المضايقة العسكرية"
أصدرت وزارتا الدفاع والخارجية في فنزويلا بياناً مشتركاً اتهمتا فيه الطائرات القتالية الأمريكية بارتكاب "توغّل غير قانوني".
وأوضح البيان أن الدفاعات الجوية رصدت الطائرات على بُعد 46 ميلاً من الساحل الشمالي للبلاد.
2. طائرات إف-35 بي في بورتو ريكو
نشرت شركة الاستخبارات الصينية ميزار فيجن عالية الدقة تُظهر ما لا يقل عن عشر مقاتلات شبح من طراز إف-35 بي متوقفة في العراء بمطار "خوسيه أبونتي دي لا توري" في مدينة سيبا ببورتو ريكو، وهو موقع كان سابقاً قاعدة بحرية أمريكية رئيسية.
ويرى خبراء أن السماح برؤية هذه الطائرات المتقدمة عبر الأقمار الصناعية يحمل رسالة واضحة، مفادها أن واشنطن تستعرض قوتها الجوية في مرمى نظر كاراكاس؟
3 - صور البنتاغون تكشف توسيع البنية العسكرية
في الوقت ذاته، نشر البنتاغون أولى الصور التي توثق وصول مقاتلات إف-35 بي إلى بورتو ريكو منتصف سبتمبر/ أيلول. كما أظهرت الصور فرقاً هندسية من سلاح الجو الأمريكي تُعيد تأهيل مدرج طيران جديد في القاعدة القديمة، في إطار ما وصفته وزارة الدفاع بأنه "دعم لمهام القيادة الجنوبية وعمليات وزارة الحرب الموجهة وأولويات الرئيس"؟
4 - تحركات لوجستية وبحرية مكثفة
كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن عمليات شحن ليلية إلى منطقة "أغواديا" شرق بورتو ريكو، نفذتها طائرة نقل من طراز سي-17 غلوبماستر. كما رُصدت طائرات دعم أخرى، من بينها ناقلات وقود عسكرية.
وفي البحر، التُقطت صور لسفن حربية أمريكية في ميناء "بونس"، من بينها المدمّرة يو إس إس تروكستون وسفينة النقل البرمائية يو إس إس سان أنطونيو.
ومع تزايد هذا الحشد، ارتفع الوجود البحري الأمريكي في الكاريبي إلى 4 مدمرات، وطراد، وسفينة قتال ساحلية، وثلاث سفن هجومية برمائية ضخمة، إضافة إلى الغواصة النووية يو إس إس نيوبورت.
5 - عمليات خاصة وسفينة "الشبح"
رصدت الأقمار الصناعية الأوروبية هذا الأسبوع سفينة العمليات الخاصة الأمريكية إم في أوشن تريدر وهي تتحرك في شرق الكاريبي. هذه السفينة التجارية المعدلة قادرة على حمل وحدات من قوات النخبة وتوفير دعم عملياتي متقدم.
وبحسب صحيفة واشنطن إكزامينر، فقد حشدت الإدارة الأمريكية ما يكفي من القوات في المنطقة للسيطرة على منشآت استراتيجية داخل فنزويلا، مثل ميناء أو مطار، في حال صدور الأوامر.
كما أعلن متحدث باسم القيادة الجنوبية أن مجموعة من عناصر قوات النخبة ستجري تدريبات مشتركة هذا الشهر مع وحدة غواصين تكتيكيين من الأرجنتين، في إشارة إلى تصاعد التنسيق العسكري الإقليمي.
وفي موازاة ذلك، وجّه الرئيس ترامب مذكرة إلى الكونغرس أعلن فيها أن الولايات المتحدة أصبحت في «نزاع مسلح غير دولي» مع عصابات تهريب المخدرات المصنفة كمنظمات إرهابية، في خطوة اعتبرها محللون تبريراً قانونياً للضربات الجوية السابقة ضد قوارب يُشتبه بانتمائها لتلك العصابات، وربما تمهيداً لعمليات جديدة.
ردّت فنزويلا على التصعيد بإعلان حالة الطوارئ الوطنية وتعبئة قواتها المسلحة، مع منح تفويضات استثنائية لحماية المؤسسات الحيوية.
ودعا مادورو إلى تعبئة شعبية واسعة للدفاع عن "السيادة الوطنية في مواجهة العدوان الخارجي".
في المقابل، يشير حجم الحشد الأمريكي — الأكبر منذ عقود في الكاريبي — إلى أن واشنطن تتجاوز مرحلة الردع نحو الاستعداد العملي لأي تطور مفاجئ.
ومع تشدد الخطاب بين الطرفين واستنفار القوات على الجانبين، يرتفع خطر سوء التقدير أو اندلاع مواجهة عسكرية مفاجئة قد تُشعل واحدة من أخطر الأزمات في نصف الكرة الغربي منذ سنوات.