«حرب اللحى» بجيش أمريكا.. انتقادات صحية ودينية

أشعل وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، نقاشاً واسعاً داخل الأوساط العسكرية والمدنية عقب إعلانه اعتزامه فرض قواعد صارمة على "اللحى".
هيغسيت أعلن في وقت سابق، نيته فرض قواعد صارمة تلزم الجنود، بحلق لحاهم، متعهداً بإنهاء ما وصفه بـ"عصر الأعذار الطبية السخيفة".
غير أن هذه الخطوة، التي يروج لها على أنها تعزيز للانضباط والوحدة الشكلية داخل المؤسسة العسكرية، أثارت موجة اعتراضات واسعة بدعوى أنها قد تمس الحريات الدينية والصحية لآلاف الجنود، وفقا لموقع "أكسيوس".
يرى منتقدو القرار، أن التشدد في فرض حلاقة اللحية قد يدفع جنوداً من ديانات متعددة، كالسيخ والمسلمين وبعض الطوائف اليهودية، إلى الاختيار بين عقيدتهم الدينية وخدمتهم العسكرية.
ويضاف إلى ذلك مخاطر حقيقية على جنود يعانون من أمراض جلدية مزمنة، أبرزها "التهاب الجريبات الكاذب"، الذي يصيب نسبة كبيرة من الرجال ذوي الشعر المجعد، خصوصاً من الأمريكيين السود.
وقال كايل بيبي، القائد السابق في قوات المارينز وأحد مؤسسي "مشروع المحاربين القدامى السود": "إذا كان لدينا جندي كفؤ، لكنه يعاني من حالة طبية، فمن غير المنطقي أن نزيد القيود عليه لمجرد مظهره."
وفي خطاب ألقاه بقاعدة "كوانتيكو" العسكرية، قال هيغسيث، إن من يرغب في إطلاق لحيته يمكنه الانضمام للقوات الخاصة، مضيفاً بسخرية: "لسنا جيشاً مليئاً بالوثنيين الإسكندنافيين".
وأكد أن "كل من لا يجتاز معايير اللياقة القتالية أو يرفض الحلاقة والظهور بشكل احترافي عليه البحث عن موقع آخر".
تاريخ من الإعفاءات الدينية
القرار الجديد يصطدم بسوابق قضائية وتشريعية طويلة. ففي عام 2017، خفف الجيش الأمريكي قيوده على لحى الجنود السيخ.
وفي 2022 أجبرت محكمة فدرالية مشاة البحرية على السماح للجنود بالتدريب بلحاهم وعمائمهم. كما سبق أن ربح حاخام يهودي قضية ضد الجيش سمحت له بالاحتفاظ بلحيته أثناء خدمته كقسيس عسكري.
وأكدت ماريزا روسيتي، كبيرة المحامين في "تحالف السيخ"، أن حلق اللحية بالنسبة لجنود السيخ "يشبه قطع أحد الأطراف"، مضيفة: "لدينا جنود يخدمون حالياً بلحاهم ولم يشكّل ذلك عائقاً على أدائهم."
وقد وجه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) رسالة إلى هيغسِث شددت على أن الحرية الدينية "حق دستوري لا يسقط حتى بارتداء الزي العسكري"، وطالب بضمان استمرار حق المسلمين واليهود والسيخ وغيرهم في الخدمة دون التخلي عن معتقداتهم.
المذكرة الجديدة
المذكرة التي أصدرها هيغسيث تعيد العمل بالمعايير السابقة لعام 2010، وتنص على أن الإعفاءات الدينية ستخضع لمراجعة فردية صارمة، مع اقتصارها في الأغلب على مناصب غير قتالية منخفضة المخاطر.
كما شددت على أن الحالات الطبية الدائمة ستُعتبر سبباً محتملاً للفصل الإداري.
ورفض "البنتاغون" توضيح ما إذا كان سيموّل العلاج للجنود المتضررين أو يحافظ على الإعفاءات السابقة.
ورغم الجدل، يرى محللون عسكريون، أن القيادات الميدانية ستسعى لتخفيف أثر هذه القرارات وحماية الجنود من تداعياتها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز