فضيحة «سيغنال».. هيغسيث يحتمي من سهام الانتقادات بدرع البيت الأبيض

يواصل البيت الأبيض دعمه لوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لكن حلفاءه يخشون أن تؤدي إدارته الفوضوية إلى سقوطه.
بعد فضيحة "سيغنال"، أقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث العديد من أعضاء دائرته المقربة متهمًا إياهم بالوقوف وراء تسريب الخطط العسكرية للهجوم على اليمن وفي ذلك الوقت احتشد البيت الأبيض وكبار حلفائه خلفه.
لكن الوضع بدأ يتغير عندما بدأ كبار الشخصيات في تيار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، مثل تاكر كارلسون وميغين كيلي، بإجراء مقابلات مع الموظفين المطرودين الذين أكدوا براءتهم، مما دفع بعض مسؤولي البيت الأبيض وأشخاص مقربين من نائب الرئيس جيه دي فانس لأن يطلبوا أدلة من هيغسيث على هذه الاتهامات وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وذكرت المجلة أن ما لا يقل عن 6 أشخاص من المستويات العليا في الإدارة تواصلوا مع الموظفين المطرودين لمعرفة وجهة نظرهم في القصة وأعربوا عن أسفهم إزاء هذا الوضع، وأشاروا إلى أن دان كالدويل، ودارين سيلنيك، وكولين كارول اتُهموا ظلمًا.
ومع ذلك، فإن الأمر ليس مهما بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث يواصل البيت الأبيض دعمه لهيغسيث رغم الجدل المتلاحق والأزمات المتكررة للوزير وهو ما يُظهر مدى استعداد الرئيس لغض الطرف عن الفوضى التي تعم البنتاغون من أجل الرجل الذي يحبه بحسب "بوليتيكو".
ونقلت المجلة عن مسؤول بالبيت الأبيض قوله "يحاول الكثيرون افتعال المشكلات لإسقاطه.. ما أعرفه هو أن كل من يهمه الأمر يدعمه تمامًا، حاليًا".
مع ذلك، لا شك أن العلاقة بين الجانبين معقدة حيث منع البيت الأبيض هيغسيث لأشهر من تسمية مرشحه ريكي بوريا رئيسًا للأركان كما يثير وزير الدفاع التساؤلات بين المسؤولين حول موجة التسريح وفضيحة سيغنال.
الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لهيجسيث هو أن الدراما لم تنتهِ بعد فظهرت الأسبوع الماضي تقارير تُشير إلى أن جهاز الرقابة التابع للبنتاغون حدد أن الرسائل المنشورة تحت حساب هيغسيث في فضيحة سيغنال تتضمن محتوى من رسائل بريد إلكتروني سرية، رغم ادعائه بغير ذلك وقال أحد المقربين منه "سيكون هناك المزيد من الفضائح".
وخوفًا من أن تؤدي قائمة الفضائح الطويلة إلى سقوطه، تدخل عدد من حلفاء هيغسيث وناشدوه إعادة النظر في إحاطة نفسه بأشخاص لا يثق بهم البيت الأبيض وحثه آخرون على التصالح مع الموظفين السابقين الذين طردهم لكنه لم يُنصت للتحذير حتى الآن.
وفي بيان، صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، بأن ترامب "يثق ثقة كاملة بالوزير هيغسيث، الذي يؤدي عملاً رائعاً في قيادة وزارة الدفاع".
وقال شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون "رغم الهجمات المستمرة من وسائل الإعلام الكاذبة، فإن إرادة الوزير هيغسيث لمواصلة القتال ووضع مقاتلينا في المقام الأول هي سبب استمرار قواتنا في تأييد قدرته على القيادة من خلال التطوع للخدمة بأعداد قياسية" وأضاف "الوزير سينفذ أجندة الرئيس مهما كانت الظروف".
وتنبع قوة هيغسيث، من إعجاب الرئيس الراسخ به فعندما كان ترامب يستعرض العام الماضي أسماء المرشحين لوزارة الدفاع سأل "أين بيت؟" مما أثار حيرة فريقه حول من الذي يقصده فقال "بيت هيغسيث.. أريد بيت".
ويُجسد هذا المحارب القديم الذي خدم في العراق وأفغانستان "روح المحارب" التي يُعجب بها ترامب الذي وقف إلى جانب هيغسيث حتى مع تكهنات الكثيرين في وسائل الإعلام بأنه على وشك الطرد.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إنه في خضم الجدل، قال ترامب لهيغسيث "استمر في النضال.. أنا أحب ما تفعله" وأرجع أحد مسؤولي البيت الأبيض هذا الدعم إلى الجهد السياسي الكبير الذي بذله فريق ترامب لتثبيته.
حاليا، يُشيد المقربون من ترامب بهيغسيث لنجاحه في تنفيذ عملية "مطرقة منتصف الليل" وقصف المنشآت النووية الإيرانية إضافة إلى قوة المهام العسكرية المشتركة على الحدود كما ينسبون إليه الفضل في تجنيد أعداد كبيرة من الجنود ورفع معنويات الجنود الذين يُحبونه وكذلك قيادته لرغبة ترامب في بناء نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية".
ومهما كانت تطورات الأحداث، سيكون على مسؤولي البيت الأبيض إيجاد طريقة للعمل معه لأن ترامب أوضح أن هيغسيث لن يرحل.
ورغم الدعوات للاعتذار لموظفيه المفصولين هناك مقاومة من هيغسيث الذي لا يزال مصرا على أنه كان محقا في طردهم وقال أحد المقربين منه إنه "مثل ترامب، لا يرغب في التراجع عن قراره" وأضاف "بيت لا يريد تحمّل المسؤولية أو المحاسبة".
ورغم حب القوات الأمريكية لهيغسيث لا تزال الروح المعنوية مُتراجعة، وفقًا لثلاثة مصادر قالت إن البنتاغون لا يزال يعج بالصراعات الداخلية.
في غضون ذلك، يواصل بعض حلفاء ترامب، التعبير عن قلقهم وقال أحدهم إن "هيغسيث قد يكون يتدرب مع القوات وينظم مجموعة من الفعاليات المبهجة لهم. لكن السؤال هو: كم من الوقت يجب أن تقضيه في المبنى لإدارته، وأن تكون قائدًا فعالًا بدلاً من الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون؟"
وحتى الآن، لم تصل هذه المخاوف إلى أعلى مستويات البيت الأبيض بل على العكس يزداد تعاطف الكثيرين في دائرة ترامب مع هيغسيث الذي يشعرون أنه محاصر باستمرار من قِبل كارهيه ووسائل الإعلام>> ومع ذلك، أقرّ مسؤول كبير في البيت الأبيض بأنه لا يوجد أحد في الإدارة بمنأى عن المحاسبة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzkg جزيرة ام اند امز