خط إنترنت سري ومحادثات مشبوهة.. مساعدو هيغسيث في قلب عاصفة «سيغنال»

لا يزال الجدل مشتعلا حول فضيحة "سيغنال" مع استمرار التحقيقات داخل وزارة الدفاع الأمريكية.
تجري اثنتان من أبرز هيئات التحقيق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحقيقات مع اثنين من مساعدي وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث المقربين، لمعرفة دورهما في الجدل الدائر حول استخدام الحكومة لتطبيق المحادثات "سيغنال" في مناقشة معلومات حساسة.
ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن 3 مصادر مطلعة على التحقيقات قولها إن المحققين يبحثون فيما إذا كان ريكي بوريا، كبير مساعدي هيغسيث، قد ساعد وزير الدفاع في إنشاء خط إنترنت غير آمن يتجاوز بروتوكولات الأمن الخاصة بالوزارة ويسمح لهيغسيث بالوصول إلى تطبيق "سيغنال".
وكان مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع قد فتح تحقيقًا في أوائل أبريل/نيسان الماضي، حول ما إذا كان هيغسيث قد انتهك معايير الوكالة لمشاركة المعلومات السرية باستخدام تطبيق المحادثات التجاري لمناقشة خطط عسكرية في اليمن.
ولا يُعتمد تطبيق سيغنال للاستخدام الحكومي عند مناقشة المعلومات السرية بسبب المخاوف الأمنية.
وفي تحقيق منفصل بقيادة مكتب التحقيقات الخاصة التابع للقوات الجوية، وهو وكالة إنفاذ قانون فيدرالية داخل البنتاغون، يتساءل المحققون عما إذا كان بوريا مصدرًا للتسريبات عندما حضر اجتماعات حساسة كمساعد عسكري في وقت سابق من العام الجاري وكان لديه إمكانية الوصول إلى أجهزة هيغسيث.
ووفقا للمصادر الثلاثة فإن محققي وكالة القوات الجوية، يريدون أيضًا معرفة ما إذا كان المحامي الشخصي لهيغسيث، تيم بارلاتور، الذي يشغل منصب كبير مستشاري وزارة الدفاع قد حضر اجتماعات تتجاوز مستوى التصريح الممنوح له تمت خلالتها مناقشة معلومات سرية، كما يبحث المحققون دوره في التحقيق في التسريبات.
ولم يُذكر سابقًا أن تحقيقات وزارة الدفاع تركز على اثنين من كبار مساعدي هيغسيث.
وقد تؤدي التحقيقات في تصرفات وزير الدفاع ودائرته الداخلية إلى مزيد من زعزعة استقرار المسؤولين الكبار في البنتاغون بعدما تركت سلسلة من عمليات الفصل جراء الفضيحة هيغسيث بدون رئيس أركان أو مستشار سياسي كبير لأشهر.
وقال أحد المصادر إن "ريكي وتيم من بين الأشخاص الذين يتم التركيز عليهم في محاولتهم الوصول إلى جذر كل شيء".
وكان بوريا وهو كبير المساعدين العسكريين الذي انتقل مؤخرًا إلى وظيفة مدنية رفيعة المستوى في وزارة الدفاع، وبارلاتور، محامي هيغسيث المخضرم قد برزا كاثنين من أكثر حلفاء وزير الدفاع ثقة.
لكن المسؤولين ألمحوا إلى أن صبر الإدارة ربما بدأ ينفد بسبب الأخطاء المتكررة التي ارتكبها هيغسيث وحلفاؤه المقربون بما في ذلك القرارات المفاجئة مثل تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومراجعة صفقة غواصات "أوكوس".
ويمثل تركيز محققي وزارة الدفاع على بوريا وبارلاتور خطوة محتملة إلى الأمام في التحقيق الذي استنزف البنتاغون لأشهر عندما بدأ المفتش العام للوزارة تحقيقا موسعا بعد تقارير نشرتها صحيفة "ذا أتلانتيك" الأمريكية تفيد بأن هيغسيث استخدم سيغنال في مارس/آذار الماضي لمناقشة تفاصيل العمليات العسكرية في اليمن مع كبار مسؤولي الإدارة.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أول من نشر الأسئلة التي طرحها محققو مكتب المفتش العام على الشهود ومن بينها "من كتب المعلومات المنسوبة إلى وزير الدفاع في صحيفة ذا أتلانتيك بشأن محادثة سيغنال؟".
كما طُلب منهم "وصف من كان حاضرًا مع وزير الدفاع في 15 مارس/آذار 2025"، وهو اليوم الذي جرى فيه إرسال تلك الرسائل.
وسأل المحققون أيضا عن نقاط ضعف تطبيق سيغنال، ومدى استخدام هيغسيث له وصحة الرسائل التي نشرتها "ذا أتلانتيك".
كما استجوب كل من مكتب المفتش العام ومكتب التحقيقات الفيدرالي الشهود حول ما إذا طُلب منهم حذف رسائل سيغنال من هواتفهم وهو ما قد ينتهك قوانين السجلات الفيدرالية الأمر الذي يفرض عقوبات مدنية وإدارية وحتى أحكام بالسجن ودفع غرامات إذا ثبتت إدانتهم بإزالة معلومات سرية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg3IA== جزيرة ام اند امز