4 جوانب رئيسية.. هيغسيث ومعضلة إصلاح الجيش الأمريكي

يسعى وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، لإدخال إصلاحات على الجيش، لكنّ هناك شرطا وحيدا حتى تؤتي التغييرات ثمارها.
وتولى وزير الدفاع الأمريكي قيادة "البنتاغون" في إطار خطة لإصلاح الجيش الأمريكي.
وفي 30 أبريل/نيسان الماضي، أعلن وكيل الوزارة الجديد لشؤون الأفراد والاستعداد، ستيوارت شيلر، وهو مُقدِّم سابق في سلاح مشاة البحرية، نيته الدفع نحو إصلاح الجيش، معددا الإحباطات التي أدّت إلى محاكمته العسكرية عام 2021 لانتقاده علنًا الانسحاب من أفغانستان.
وتشمل التحديات التي تواجه شيلر البيروقراطيات المتضخمة، والانتهازية المهنية، وغياب القيادة الأخلاقية، والعقيدة العسكرية المتحجرة، وهي أمور سلّط عليها وكيل الوزارة الضوء بشكل واضح.
وقد يكون تعيين شيلر في منصب وكيل الوزارة، فرصة فريدة للتغيير، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وفق موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت".
وأشار الموقع إلى أن نظام شؤون الموظفين في الجيش عزز ثقافة قيادية غالبًا ما تخدم مصالح المجمع الصناعي العسكري على حساب الأمن القومي.
ويُحفّز نموذج الترقية "الصاعد أو الهابط" الضباط على إعطاء الأولوية للتقدم الوظيفي على نجاح المهام، فهو يكافئ الذين يتجنبون الجدل ويتوافقون مع الوضع الراهن.
وبعد إصلاحه، سيُعطي الجيش الأولوية لنجاح المهام وسلامة القوات على الجمود البيروقراطي ومصالح المقاولين من خلال تجنب الاشتباكات المتهورة وضمان نشر أفراد الخدمة العسكرية عند الضرورة فقط.
وقدم تقرير "ريسبونسيبل ستايت كرافت"، استراتيجية إصلاحية ترتكز على 4 قواعد هي الأخلاق، والجدارة، والشفافية، والكفاءة.
الأخلاق
يؤدي تبني فلسفة قيادة لامركزية، إلى تمكين القادة الصغار من اتخاذ قرارات تتماشى مع أهداف واضحة، مما يعزز الشجاعة الأخلاقية على الطاعة العمياء.
الجدارة
وفق الموقع، فإن تغيير نظام "الترقية" الذي وضعته البحرية عام 1917، ثم وزارة الدفاع عام 1947 وتبني هيكلية أكثر بساطةً قائمة على الجدارة، سيؤدي إلى أن تتم الترقيات بناءً على المهارات العملية والقدرة على التكيف، والتفكير النقدي، والابتكار التكتيكي بدلاً من مدة الخدمة أو العلاقات.
هذا المسار يحافظ على المواهب ويضمن إعطاء القادة الأولوية لنجاح المهام على استرضاء شركات الدفاع أو السعي وراء الترقيات.
الشفافية
تؤدي عمليات الترقية والتعيين غير الشفافة إلى انعدام الثقة، حيث يرى الجنود كيف تسيطر المحاباة. وبالتالي، فإن وضع معايير واضحة ومفتوحة للتقدم، مرتبطة بمقاييس ذات صلة بالمهمة، سيعيد بناء الثقة.
الكفاءة
سلط تقرير دائرة أبحاث الكونغرس (CRS) بعنوان "الجنرالات وضباط الإعلام في القوات المسلحة الأمريكية: خلفية واعتبارات للكونغرس" المُحدّث في 8 مارس/آذار 2024، الضوء على زيادة أعداد كبار الضباط (برتبتي 3 و4 نجوم) مقارنةً بحجم القوة الإجمالي.
ويُشير التقرير إلى المخاوف بشأن خطر إنشاء "قوة عسكرية من البيروقراطيين بدلًا من المحاربين". كما يُشير إلى تحذيرات تاريخي، مثل تصريح الجنرال جون شيهان عام 1998 حول مخاطر الإفراط في البيروقراطية في هيئة الأركان العسكرية.
ويناقش التقرير أيضًا أوجه عدم الكفاءة، مثل كثرة رتب الضباط (التي تصل إلى 30 في بعض الحالات)، مما يعوق عملية صنع القرار وفعالية العمليات.
ووفق الموقع، فإن تقليص مناصب الضباط وموظفي المقر، كما هو مقترح في مذكرة وزارة الدفاع الصادرة في 30 أبريل/نيسان 2025، سيؤدي إلى تمكين قادة الخطوط الأمامية وتركيز الموارد على جاهزية القوات.
كما أن الهيكل الأكثر مرونة سيحقق الردع فيما يتعلق بالالتزامات الخارجية غير الضرورية، ويضمن نشر أفراد الخدمة العسكرية فقط لتحقيق أهداف واضحة وقابلة للتحقيق.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODQg
جزيرة ام اند امز