فيلم «الرحلة 404».. كيف تعالج «التدهور الأخلاقي» بدواء السطحية؟
يسعى الفيلم المصري "الرحلة 404" للمخرج هاني خليفة إلى تقديم تجربة شخصية أكثر من كونه حبكة تقليدية، إلا أن المبالغات الواضحة، والارتباكات والتناقضات في تطور الشخصية الرئيسية وكذلك الشخصيات الداعمة لها، تجعل الفيلم يبدو كأنه مستوحى من أفلام الأربعين
الفيلم الذي يُظهر محاولات (غادة - منى زكي) للتوبة ولملمة شتات حياتها بعد سلسلة من الصدمات، يُظهر بوضوح تأثيرات ماضيها وكيف يعترض حاضرها.
الحبكة.. خطأ يلقي بها إلى الهاوية
تبدأ القصة بتسليط الضوء على معاناة غادة بعد فقدان غشاء بكارتها في فترة الجامعة، وهو الحدث الوحيد الذي قادها إلى اتخاذ خيارات مأساوية تؤدي بها إلى عالم الدعارة.
وعلى الرغم من زواجها مرة أخرى، إلا أنها تجد نفسها محاصرة في دائرة من العلاقات الفاسدة والأزمات النفسية.
شخصيات تدور في فلك الفساد
يتضح أن جميع الشخصيات المحيطة بغادة هي شخصيات فاسدة، تسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية، مما يضاعف من معاناة البطلة.
حيث يظهر طارق الأول، الذي تزوج غادة بعد استغلالها، وطليقها المدمن، الذي يتسبب في تعاستها.
الشخصية الوحيدة التي قد تظهر بعض النوايا الحسنة هي ياسر (خالد الصاوي)، لكنه يبقى شخصية مضطربة، لا تساهم في تخفيف الأعباء عن غادة.
ثغرات في البناء الدرامي
يستخدم الفيلم الحوار كوسيلة رئيسية للتعبير عن معاناة الشخصيات، مما يجعل السرد أحيانًا يبدو مفرطًا في الاعتماد على الكلام بدلاً من تصوير الأحداث.
هذه المبالغة في الحوار تساهم في تشكيل صورة أحادية عن الشخصيات، حيث يفتقر الفيلم إلى مشاهد الفلاش باك التي كانت قد تعزز من فهم خلفيات الشخصيات بشكل أفضل.
التوجه الأخلاقي
يسعى الفيلم إلى نقل رسالة دينية تفيد بأن "الخير يغلب الشر"، مما يجعله يقع في فخ الرسائل الأخلاقية السطحية.
فرغم وجود لحظات مؤثرة، إلا أن معالجة الفيلم تفتقر إلى العمق المطلوب، حيث تُعتبر الشخصيات مجرد أدوات لنقل الفكرة الأساسية، وليس تعبيرًا حقيقيًا عن الأزمات الإنسانية.
الأداء الفني والإخراج
من جهة أخرى، يُظهر أداء منى زكي قوة ملحوظة في تجسيد الشخصية، حيث تنجح في جذب الانتباه إلى محنة غادة.
لكن على الرغم من ذلك، يبقى الفيلم محصورًا في إطار معين، ولا يتمكن من تجاوز المأزق الأخلاقي ليصل إلى عمق المأزق الوجودي الذي يعاني منه المجتمع.
محاولة فاشلة في رسم صورة واقعية
يفشل "الرحلة 404" في تقديم معالجة درامية متوازنة وعميقة، فالعنوان، الذي يحمل رقمًا عشوائيًا، يعكس الفوضى وعدم التركيز في المحتوى، مما يجعل الفيلم في النهاية يعاني من ضعف في الصياغة الفنية ويترك الجمهور مع شعور بالإحباط.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز