بالصور.. مطعم عائم في الصومال يتحدى خطر القراصنة
بدأ خطر القرصنة في التراجع واستعادت الصومال شيئًا من الاستقرار بعد ما يقرب من 30 عاما من الصراع والفوضى
عانت الصومال لسنوات من خطر القراصنة الذين طاردوا ناقلات النفط والسفن الأخرى وطالبوا بدفع فدية مقابل الإفراج عمن احتجزوهم.
ولكن مع استعادة الصومال شيء من الاستقرار بعد ما يقرب من 30 عاما من الصراع والفوضى، بدأ خطر القرصنة في التراجع على الرغم من الانفجارات المتفرقة التي لا تزال تقع في العاصمة.
ووجود القليل من الهدوء يعني أن الصوماليين سيسعون لممارسة المزيد من الأنشطة الترفيهية خارج منازلهم وشاطئ ليدو الشهير برماله البيضاء يجتذب الحشود.
ولا يأخذ الكثير من أصحاب المطاعم في اعتبارهم خطر القرصنة، وهم يضعون خططا لمشاريعهم لكن عبدالقادر محمد كان ملزما بالتفكير في ذلك عندما قرر افتتاح مطعم لا لانتيرنا العائم قبالة شاطئ ليدو.
وقال وهو على متن القارب المؤلف من طابقين الذي يتهادى مع المياه الدافئة للمحيط الهندي على بعد مسافة قصيرة من ساحل العاصمة: "فكرنا أن القراصنة قد يختطفون القارب ويستخدمونه للهجوم على سفن الشحن جعلنا القارب بطيئا"، موضحا أن ذلك لن يجعله مطمعا في أعين القراصنة لاستخدامه في أي هجوم.
وهناك إجراءات أمن إضافية ونقاط تفتيش لحماية الشاطئ الذي يمتد على مسافة كيلومترين ونصف من أي هجمات محتملة قد ينفذها إرهابيون؛ وبذلك يشكل الشاطئ ملاذا بعيدا عن العاصمة التي تحمل أعمال العنف والمعارك والهجمات.
وتنزل العائلات المياه أو تجلس على الشاطئ أما الزوار الذين لديهم حس المغامرة، فيمكنهم ارتداء سترة نجاة وركوب زورق يوصلهم إلى لا لانتيرنا الذي يقبع قرب الشاطئ.
وعلى متنه يمكنهم طلب الشاي أو المشروبات الباردة والمأكولات الخفيفة، وهي فرصة لنسيان كل التحديات والمشكلات في الصومال.
وذكرت سميرة محمد، وهي على متن لا لانتيرنا: "أنا سعيدة أنني على متن مثل هذا القارب، القدوم لشاطئ ليدو يعطيك الكثير من الأمل".
ويقول مدير السياحة والاستثمار في الحكومة عبدالفتاح محمد سياد إن مقدشيو شهدت دمارا وخرابا بسبب الحروب والعنف وأن أغلب سكانها لديهم "قصصهم المحزنة"، وتابع: "ما قد يشفي جراح الناس هو نشر السعادة بينهم وتشكيل بيئة ملائمة للسياحة وإتاحة وقت لهم للتجول ووقت لتبادل الأحاديث ونسيان الماضي".
ويذكر عمر عبدول وهو مدير شركة سياحية وهو يصف المياه صافية الزرقة والغروب الذي يصبغ الأفق باللون البرتقالي: "عندما تجلس على شاطئ ليدو وأنت تحتسي الشاي أو القهوة قرب الغروب يمكنك أن ترى شتى الألوان وتشعر في بعض الأحيان أنك في عالم آخر".