أسرار «المركب الكيميائي».. كيف قلب عالم عربي معادلة معالجة المياه؟ (حوار)

في زمن تتسابق فيه الدول على امتلاك مفاتيح الابتكار، يخرج من معامل المركز القومي للبحوث في مصر بصيص أمل يُضيء طريق الاستقلال الصناعي.
والأمل يكمن في مركب كيميائي يحمل بين جزيئاته حلا لإحدى أعقد مشكلات الدول البيئية والاقتصادية: معالجة مياه الصرف.
خلف هذا الابتكار يقف الدكتور حسام الناظر، أستاذ الكيمياء التطبيقية، الذي آمن بأن البحث العلمي لا تكتمل رسالته إلا إذا ترجمته الصناعة، وأن في عقول الباحثين العرب كنوزا لم تُستثمر بعد.
في هذا الحوار، يحدثنا الدكتور الناظر عن رحلة هذا المركب الكيميائي، من الفكرة إلى التطبيق، وعن ما يمكن أن يوفره هذا البوليمر من ملايين الدولارات سنويًا، والأهم: ما يمثله من خطوة جريئة نحو الاكتفاء الذاتي.
بداية، ما هو المركب الكيميائي الذي أعلنتم عنه مؤخرا؟
المركب هو بوليمر صناعي عالي الكفاءة، قمنا بتطويره في المركز القومي للبحوث، ويُستخدم في معالجة مياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية. يتميز بتركيبة مبتكرة تُتيح له أداء عاليا وفعالا من حيث التكلفة والجودة.
ما الذي يميزه عن المنتجات المستخدمة حاليا؟
يتمتع هذا المركب الكيميائي بسبعة مزايا رئيسية، أهمها أنه مصنوع من خامات محلية بنسبة 65%، ويتميز بكفاءة عالية في التكتل والفصل باستخدام تقنية ضغط الحزام، كما يقلل من حجم الحمأة الناتجة، ويُحسن التشغيل ويُخفض استهلاك الموارد، والأهم أنه يقلل تكلفة المعالجة بنسبة تصل إلى 75%.
كم يمكن أن توفر الدول ماليا من استخدام هذا البوليمر؟
نُقدّر أن استخدام هذا المركب يمكن أن يُحقق وفرا يصل إلى 10 ملايين دولار سنويا، تُدفع لاستيراد منتجات مماثلة من الخارج.
هل لديكم خطط لتسويق المنتج على نطاق واسع؟
نعم بالتأكيد. فهو جاهز حاليا للاستخدام الصناعي، ونستهدف التعاون مع محطات معالجة مياه الصرف والمؤسسات الصناعية التي تبحث عن حلول فعالة ومستدامة وموفرة في آن واحد.
كيف يُسهم المركب في توطين الصناعة؟
يُعد هذا الابتكار مثالا حيا على ربط البحث العلمي باحتياجات السوق، ودعم التوجه الوطني للدول نحو التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل معالجة المياه، ونأمل أن يكون بداية لسلسلة من المنتجات العربية المحلية المنافسة عالميا.