كارثة بيئية.. سكان هذه المدينة يشربون من الصرف الصحي!
يُعبر سكان مدينة النجف العراقية عن مخاوفهم من نقص المياه الطبيعية النظيفة.
ويقول خبراء إن كثيرا من إمدادات المياه ملوثة بمياه الصرف الصحي التي تحتوي على معادن ثقيلة يمكن أن تسبب أمراضا.
ويقف محسن الكرعاوي، أحد سكان المدينة، قرب تيارات مياه تمر عبر أكوام من القمامة التي يقول إنها تتراكم وتلوث المياه المحلية منذ أكثر من خمس سنوات، ولم تُتخذ إجراءات تُذكر لعلاج المشكلة.
وقال الكرعاوي "أكثر الأمراض سببها هذه المجاري الموجودة منذ نحو ست سنوات، حتى الحيوانات أصابها المرض".
- «حروب المناخ».. قصة «اللهو الخفي» في الصراع الدموي بالسودان
- ماذا نعرف عن المنتدى الدولي للميثان 2024 في سويسرا؟
وقال صفاء مجيد، وهو أستاذ متخصص في دراسة البيئة والتلوث، إن المياه التي تؤخذ لتحليلها في المختبر تظهر وجود تركيزات عالية لعناصر ومركبات مثل الرصاص والزنك بمستويات تتجاوز الحدود العالمية.
وأضاف "أكثر من 40 موقع صرف صحي متوزعات على شطي الكوفة والعباسية وبحر النجف، تُطرح العديد من المخلفات التي تحوي على الدهون والشحوم والعناصر الثقيلة والعناصر الخطرة".
وتابع مجيد قائلا "عند أخذ عينات من هذه المياه وتحليلها في المختبر، وُجد أن ارتفاع التركيزات للعناصر والمركبات الخطرة، الرصاص، الكادميوم، الزنك، الحديد، النحاس، الخارصين، إلى آخره أعلى من الحدود المسموح بها عالميا، إضافةً إلى أنه عندما أُخذت عينات من هذه المياه وتحليلها ميكروبيولوجيا، وجدت أعداد كبيرة من البكتيريا وعلى رأسها بكتيريا القولون، علاوة على البكتيريات المختلفة، أيضا حتى الكوليرا تم تشخيص وجودها في بعض المواقع".
وقال صادق الزرفي الأستاذ في كلية العلوم بجامعة النجف: "نسبة الأملاح زائدة بشكل كبير جدا، ونسبة التلوث ازدادت، وهذا بالتأكيد يؤثر على التنوع الأحيائي الموجود بالمياه".
وقال مجيد "تستخدم جميع أراضي بحر النجف الزراعية مياه الصرف الصحي لأن مياه الصرف الصحي لها قدرة على زيادة النمو الخضري، فبالتالي تحوي هذه المياه، الصرف الصحي، على عناصر ثقيلة معدنية إضافة إلى البكتيريا والفطريات التي سوف تزيد ضمن هذه المنطقة، وفي حال تناول هذه النباتات سواء كانت نباتات ورقية أو نباتات مثل الطماطم (البندورة)، الخيار، الباذنجان إلى آخره، سوف تنتقل إلى السلسلة الغذائية وتسبب الكثير من الأمراض".
وبينما يلجأ العديد من سكان النجف لشراء المياه النظيفة من الأسواق، تتم معالجة بعض مياه المدينة في محطات تنقية المياه حيث يتم تنقية مياه النهر الملوثة لأول مرة قبل معالجتها بمواد كيميائية مثل الكلور لقتل البكتيريا الضارة.
وفي أثناء ملء القوارير بمياه نظيفة قال مبسم ناجي، من سكان النجف، إنه يأتي لتعبئة القوارير التي تفرغ، مضيفا "ماء (الصنبور) ملوث وغير جيد وليس دائما موجودا".
وتساعد مثل محطات المياه في تخفيف التلوث لكن المعركة مستمرة لتنظيف إمدادات المياه في المدينة وتقليل التلوث بشكل كبير.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز