14 ألف منطقة أوروبية معرضة للغرق.. نظرة على خرائط الفيضانات

أكثر من 14 ألف منطقة في الاتحاد الأوروبي معرضة بشكل كبير لخطر الفيضانات،

وفقًا لخرائط تم إطلاقها من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بدعم من المفوضية ووكالة البيئة الأوروبية.

مخاطر الفيضانات

تؤثر مخاطر الفيضانات على ما يقرب من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم. وسيؤدي تغير المناخ والتوسع الحضري غير المخطط له إلى زيادة هذه المخاطر. ومن ثمَّ، يُمكن أن تكون التأثيرات على الاقتصادات والمجتمعات والأشخاص بعيدة المدى.

ومن جانبه، ذكر مفوض البيئة والمحيطات ومصائد الأسماك، "فيرجينيوس سينكيفيسيوس"، لقد كانت التكاليف البشرية والاقتصادية الناجمة عن الفيضانات الأخيرة في سلوفينيا واليونان مدمرة. ومن المؤسف أن مثل هذه الأحداث المناخية المتطرفة أصبحت أكثر تكرارا في الاتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم، لذلك يتعين أن يكون العالم أكثر استعدادا.

 وفي عام 2022، أودت الفيضانات في باكستان بحياة أكثر من 1700 شخص، وأثرت على 33 مليونًا نسمة، وتسببت في أضرار وخسائر اقتصادية تزيد عن 39 مليار دولار أمريكي. وفي العام نفسه، تعرضت نيجيريا وأستراليا أيضًا لفيضانات مدمرة.

وبالتالي، لإدارة هذه المخاطر بشكل أفضل وبناء مجتمعات أكثر مرونة، من الضروري وجود خرائط مفصلة ودقيقة لمخاطر الفيضانات.

• عواصف مدمرة.. كيف أدى تغير المناخ إلى الفيضانات الكارثية؟
• الفيضانات تغمر شوارع إسبانيا.. أضرار جسيمة

خرائط مخاطر الفيضانات

تستخدم خرائط مخاطر الفيضانات منهجًا نوعيًا لتحديد المناطق ذات المخاطر المنخفضة أو المتوسطة أو العالية؛ حيث أنها توفر معلومات قيمة حول عمق الفيضان المتوقع وسرعة التدفق. وفي الوقت نفسه، تعرض خرائط مخاطر الفيضانات التأثير المحتمل للفيضانات على صحة الإنسان وحياته، والنشاط الاقتصادي والبنية التحتية، والتراث الثقافي والبيئة.

هذا، وتُعُّد الخرائط أداة رئيسة للإدارة المتكاملة لمخاطر الفيضانات؛ حيث إنها أداة مهمة لرفع مستوى الوعي حول المناطق المعرضة لخطر الفيضانات ولمساعدة المجتمعات على تطوير استراتيجيات للحد من هذه المخاطر من خلال التدابير الهيكلية وغير الهيكلية.

تعرض خرائط المخاطر الأكثر تفصيلاً والتي تستخدم نهجًا كميًا، المخاطر المحتملة في الأضرار النقدية لكل متر مربع، كما تُستخدم هذه المعلومات التفصيلية لحساب اقتصاديات الاستثمارات المختلفة في إدارة مخاطر الفيضانات باستخدام تحليل التكلفة والعائد وتحليل متعدد المعايير، كما أنه يمكن للحماية المدنية والمستجيبين الأوائل، استخدام الخرائط للتخطيط للاستجابة لحالات الطوارئ وتُشير صناعة التأمين -في هذا الصدّد- إلى الخرائط والبيانات الأساسية لتصميم منتجات التأمين ضد الفيضانات؛ حيث تعد الخرائط ضرورية أيضًا لتخطيط استخدام الأراضي والتنمية الحضرية لتجنب خلق مخاطر جديدة.

تحديث خرائط الفيضانات

هناك حاجة إلى معلومات عن العناصر المعرضة للفيضانات؛ لإنتاج خرائط مخاطر الفيضانات،. ويشمل ذلك معلومات عن السكان ومساكنهم، والبنية التحتية الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات، والبنية التحتية للنقل، والمواقع الصناعية، والأراضي الزراعية، والمناطق المحمية، وأنواع أخرى من الأصول والعناصر الطبيعية.

وفي سياق توجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن الفيضانات، خطتا كل من بلغاريا ورومانيا قفزة إلى الأمام في تحديث أساليبهما في رسم خرائط الفيضانات؛ بدعم من البنك الدولي لتحديث خرائطهما الوطنية لمخاطر الفيضانات ومخاطرها (FHRM) كجزء من حملة تنفيذ الدورة الثانية لتوجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن الفيضانات.

يوفر هذا التوجيه إطارًا شاملاً للإدارة المتكاملة لمخاطر الفيضانات ويتطلب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ما يلي:

 (1) تحديد المناطق المعرضة لمخاطر الفيضانات الكبيرة المحتملة (APSFRs)

 (2) تقييم مخاطر الفيضانات ومخاطرها بالتفصيل وإعداد خرائط الفيضانات

 (3) وضع خطط لإدارة مخاطر الفيضانات مع برامج تدابير لمعالجة مخاطر الفيضانات.

وبدعم من البنك الدولي، تم تطوير FHRMs للتعامل مع مصادر مختلفة للفيضانات بما في ذلك الفيضانات النهرية والمطرية والفيضانات المفاجئة والفيضانات الساحلية لجميع المناطق APSFR التي تم تحديدها.

وجدير بالذكر، أن تطوير خرائط الفيضانات تتطلب دراسة دقيقة للمخاطر وتحديد كميات هائلة من بيانات المدخلات التي تتراوح بين البيانات المكانية (مثل استخدام الأراضي ونماذج التضاريس الرقمية والمقاطع العرضية للأنهار)، وبيانات الأرصاد الجوية والبيانات الهيدرولوجية، فضلاً عن المعلومات المتعلقة بالبنية التحتية الهيدروتقنية الحالية وقواعدها التشغيلية.

رومانيا وبلغاريا نموذجًا

وقد استثمرت رومانيا بكثافة في تحسين بيانات المدخلات، فقد تم إنتاج نماذج الارتفاع الرقمية الجديدة لمنطقة تبلغ مساحتها حوالي 28 ألف كيلومتر مربع باستخدام بيانات من تقنية LiDAR المحمولة جواً - وهي طريقة للاستشعار عن بعد تستخدم الطائرات لمسح الارتفاع - وقياسات من أكثر من 33000 مقطع عرضي للأنهار.

 وفي بلغاريا، تم إجراء رسم الخرائط التصويرية الجوية جنبًا إلى جنب مع المسوحات الميدانية لجمع بيانات إضافية تتعلق بالمقاطع العرضية للنهر والهياكل الهيدروليكية، مما أدى إلى إنتاج خرائط جديدة تغطي مساحة تزيد عن 2500 كيلومتر مربع.