الفيضانات تضاعف معاناة النازحين باليمن.. "كل شيء تدمر" (صور)
أفلت عبدالرقيب المحيا وعائلته بأعجوبة من سيل جارف اجتاح منزله الواقع بمدينة تعز اليمنية وأصبح واحدا من آلاف المتضررين الباحثين عن مأوى.
كان المحيا قد نزح وعائلته من خطوط النار إلى منزل في حارة "الحرازية" في مديرية صالة شرق تعز قبل أن تغمره مياه السيول وتدمر كل شيء بما فيه الأبواب والنوافذ والمواد الغذائية ومقتنيات ثمينة كانت الأسرة تدخرها لشهر رمضان.
يقول المحيا لـ"العين الإخبارية"، إنه فر "من مناطق قنص وخطر ومن قرى تحولت إلى مسرح عمليات دام فبغتتنا السيول فجأة وقضت على كل ما نملك، أصبحت فجأة مشردا، والوضع مزر من الصعب العيش في الشارع".
أضرار ووفيات
والمحيا هو واحد من أكثر من 40 أسرة تضررت في مديريات صالة والمظفر وجبل حبشي في تعز، بالإضافة إلى أكثر من 13 ألف يمني تضرروا في محافظة مأرب، فيما تدمرت العديد من المنازل القديمة لاسيما في العاصمة المختطفة صنعاء.
وهطلت أمطار متفاوتة الشدة مصحوبة بعواصف رعدية على أجزاء واسعة من محافظات: الجوف، صعدة، حجة، المحويت، عمران، صنعاء، ذمار، ريمة، الضالع، البيضاء، إب، تعز، لحج وأبين، ما تسبب بوقوع خسائر ووفيات.
وشكا المواطن اليمني غياب الاستجابة الطارئة للمنظمات الدولية وعجز السلطات المحلية في تعز عن تقديم العون إلا من حلول مؤقتة لا تسد حجم الضرر الذي ألحقته السيول.
ودعا المحيا المنظمات الدولية والسلطات اليمنية إلى "الوقوف إلى جانبنا ومد يد العون حتى نستطيع ترميم وبناء منازلنا التي دمرتها السيول خاصة أننا قرب الشهر الفضيل وتفاقمت حالتنا بين ليلة وضحاها للأسوأ".
واليومين الماضين، جرفت الفيضانات التي ضربت تعز (جنوب) إثر موسم أمطار مبكر طفلين ما أدى إلى مصرعهما فيما تضررت عشرات المنازل في المدينة وغمرت المياه الشوارع وتناثرت النفايات البلاستيكية من أنابيب الصرف الصحي.
في الجوف (شمال شرق) دمرت الأمطار الغزيرة منازل الإيواء لـ20 أسرة نازحة في مخيم "الحبل" بمديرية خب والشعف، فيما تضررت عشرات الأسر جزئياً جراء الأمطار التي أسقطت الخيام وأتلفت المواد الغذائية.
في صنعاء، انهار منزل قديم من 3 طوابق على ساكنيه ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 2 آخرين في حارة "الفرقان" بحي حمير في مديرية شعوب بأمانة العاصمة.
وفي إب (وسط)، شهدت المحافظة انزلاقات صخرية، جراء الأمطار الغزيرة طالت حصن "التراخم" بمنطقة "خَاو" بمديرية تريم، حيث تدحرجت صخور كبيرة إلى قرب منازل مواطنين في عدة أحياء، دون تسجيل وقوع أي ضحايا.
مأرب الأكثر تضررا
تأثيرات الأمطار الموسمية التي بدأت منذ الجمعة الماضي، أدت إلى تضرر أكثر من 13 ألفاً من سكان المخيمات في محافظة مأرب تضرروا جراء الأمطار والسيول، وفقا للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية.
وقالت الوكالة الحكومية إن 89% من النازحين يعيشون في مساكن من القش وخيام مهترئة، وأنهم يحتاجون إلى مساعدات عاجلة لحمايتهم من آثار السيول.
وبحسب الوحدة التنفيذية فإن الأمطار التي هطلت الأيام الماضية أدت إلى تضرر 7941 أسرة تضررا جزئيا، و256 تضررت كليا من سكان المخيمات، وسجلت عدة إصابات فيما دمرت الرياح عديد الخيام في مخيم "السويداء" بمأرب.
وحذرت نشرة الإنذار المبكر الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أن 571 موقعاً للنزوح في اليمن أي 25% من المخيمات تواجه مخاطر فيضانات عالية تغطي ما مجموعه 603 آلاف من سكان تلك المخيمات.
ووجهت الحكومة اليمنية نداء لمزيد من المساعدات الأممية فيما دعا ناشطون منظمات دولية لتوفير الرعاية للأسر المتضررة، ومعالجة الأضرار الناتجة، وإصلاح مجاري السيول.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg
جزيرة ام اند امز