«هيلين» يعصف بمناجم «الكوارتز».. صناعة الإلكترونيات العالمية في خطر
عرّضت الفيضانات في ولاية كارولينا الشمالية عمليات المناجم التي تنتج أنقى رمال الكوارتز في العالم للخطر، وهو مكون رئيسي لتصنيع المكونات في قلب الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
ولا تزال بلدة سبرس باين حيث تقع هذه المناجم الفريدة، في وضع يائس، إذ انقطعت الكهرباء والمياه وخدمة الهاتف المحمول إلى حد كبير في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء، بحسب ما أفادت واشنطن بوست.
وبينما تراجعت مياه الفيضانات التي تسبب بها إعصار هيلين، قال السكان المحليون إن العديد من الطرق لا تزال غير سالكة، ولا يزال بعض الناس يحاولون يائسين التأكد من سلامة أحبائهم.
ودمرت الكارثة هذه البلدة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 2200 نسمة على طول نهر نورث تو، ولكن من المتوقع أيضًا أن تؤثر في الناس في جميع أنحاء العالم.
ويعد الكوارتز عالي النقاء من مناجم سبرس باين أمرًا أساسيًا لإنتاج أشباه الموصلات، التي تعمل كعقول داخل أجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى الألواح الشمسية وكابلات الألياف الضوئية وغيرها من المنتجات الصناعية.
وقال مايكل فانس، وهو مطور عقاري محلي كان ينسق بشكل غير رسمي بعض جهود الإغاثة في سبرس باين، "لا أعتقد أن الأمة تدرك حقًا مدى أهمية هذه البلدة الصغيرة".
وقالت شركتا تشغيل المناجم الرئيسيتان في سبرس باين، "سيبلكو" و"كوارتز كورب"، إنهما أوقفتا عملياتهما منذ نهاية الأسبوع الماضي، قبل يوم من مرور مركز العاصفة فوق غرب كارولينا الشمالية، ولم تعرفا بعد متى يمكن استئناف العمل؟
وقالت الشركتان إن تركيزهما الفوري هو ضمان سلامة الموظفين والاتصال بمن لا يزالون غير قادرين على الوصول إليهم.
وقالت شركة سيبلكو البلجيكية: "يواجه العديد من الأشخاص في المنطقة، بمن في ذلك موظفونا وعائلاتهم، نزوحًا وانقطاعًا كبيرين. لقد أكدنا سلامة معظم الموظفين ونعمل بجد للاتصال بمن لا يزالون غير قادرين على الوصول إليهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر وتحديات الاتصال".
ولم تؤكد شركة سيبلكو ولا شركة كوارتز كورب يوم الإثنين ما إذا كانت منشآتهما قد تضررت أو ما هو نوع التأثير الأطول أمدًا الذي قد يخلفه ذلك على إنتاجهما.
وقالت شركة كوارتز كورب إنها "ليست لديها رؤية" بشأن موعد استئناف العمليات، وأن بعض موظفيها انضموا إلى فرق العمل المحلية للمساعدة في استعادة الخدمات الأساسية للمنطقة.
وقالت ماي كريستين هاوجين، رئيسة الاتصالات في شركة كوارتز كورب، المملوكة بشكل مشترك لشركات فرنسية ونرويجية، "نحن في مرحلة تقييم الوضع ومن السابق لأوانه التعليق على التأثير على إنتاج الكوارتز عالي النقاء"، وأضافت "أولويتنا الآن هي الناس والأسر المتضررة من هذه العاصفة الرهيبة".
وقال دان هاتشيسون، وهو محلل مخضرم في صناعة أشباه الموصلات، إنه في حين أن المناجم من المحتمل أن تتعافى في الوقت المناسب، يمكن للمستهلكين أن يتوقعوا رؤية أسعار أعلى للإلكترونيات في الأشهر المقبلة.
ويمكن للمصنعين التحول مؤقتًا إلى مصادر أخرى للكوارتز، لكن هذا من شأنه أن يفرض نفقات تكرير إضافية.