في حافلة نقل تجمعهم، كلٌ متجه إلى طريقه، منطلقين من مدينة قنا جنوب مصر، تفاجأ الجميع بمياه السيول تحيط الحافلة من جميع الاتجاهات.
في حافلة نقل تجمعهم، كلٌ متجه إلى طريقه، منطلقين من مدينة قنا جنوب مصر، تفاجأ الجميع بمياه السيول تحيط بالحافلة من جميع الاتجاهات، فقرروا عدم الاستسلام للغرق.. هكذا واجه مجموعة من المصريين، كمئات غيرهم، مياه السيول التي اجتاحت بلادهم في اليومين الماضيين.
غير أن هذه المواجهة، ليست خياراً للجميع، فهناك من كان السيل أكبر من قدرته على التصدي له، فلقي نحو 29 مصرعهم جراء تلك السيول، التي ضربت 4 محافظات تطل على البحر الأحمر، لتتبدل ملامح أبرز مدنها وقراها، في نحو 48 ساعة.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، سيارات تغمرها المياه في مدن الصعيد، فيما يحاول الأهالي تفاديها أو دفعها بعيداً عن المنازل بواسطة أدوات سحب تستخدم في منازلهم.
ومن بين هذه المدن، كانت مدينة "رأس غارب" وتتبع محافظة البحر الأحمر، والتي تعاني من سوء الأحوال المعيشية؛ من نقص حاد في الخبز والماء والدواء، لتأتي السيول فتضيف لهم نكبة جعلتهم يعترضون موكب سير رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، أمس، في محاولة للاستغاثة بالحكومة.
ولم يجد أهالي المدينة وسيلة لطلب النجدة غير مواقع التواصل الاجتماعي ليطلبوا المساعدة بعدما وصل السيل ذروته، فابتلع السيارات مهدداً المنازل ومن يسكنها، بسبب ضغط المياه وطفح مياه المجاري، وهو ما ظهر جلياً في صفحات حملت عناوين حملات لمساعدة من تعرضوا للسيول من الفقراء والمعدومين.
وفعلياً وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص مبلغ 100 مليون جنيه (11 مليون دولار) لتعويض المتضررين من السيول، واستعادة كفاءة البنية الأساسية بشكل عاجل بالمناطق المتضررة من السيول. وعلى الصعيد ذاته، كلف شيخ الأزهر بيت الزكاة بالتكفل بتوفير أثاث للمنازل المتضررة، وتخصيص دعم عاجل للمتضررين.
وبعد غرق عدد كبير من مدارس رأس غارب، بمياه السيول، قررت الحكومة تأجيل الدراسة حتى إشعار آخر، لحين إجراء صيانات عاجلة للمدارس المتضررة والأبنية التي تضررت من السيول، فيما سيتم تحديد المدارس التي تحتاج لإعادة بناء من جديد.
وتعكس الأزمة عدم متابعة المحافظات لما يدور في الغرف الرسمية، خاصة أن تحذيرات وجهتها هيئة الأرصاد الجوية للمحافظات قبل بداية فصل الخريف، بشأن اتخاذ التدابير اللازمة، لم تغير من أضرار السيول شيئاً، خاصة أن السيول كانت قد فاقت جميع توقعات الأرصاد المصرية.
ووجهت هيئة الأرصاد، قبل 5 أيام، بياناً توقعت فيه تعرض محافظات سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب الصعيد لأمطار غزيرة ورعدية تصل لحد السيول، وعلى المحافظين اتخاذ كل التدابير اللازمة للتقليل من الآثار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية.
لكن السيول دمرت عشرات البيوت وأتلفت عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية، فيما واجهت مدن بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء عزلة تامة بعد توقف حركة السفر على الطرق المؤدية إليها، ما دفع وزارة النقل لدفع فرق لصيانة الطرق المتضررة.
ومفسراً ما حدث، قال وزير النقل المصري، في تصريحات، إن هذه السيول مرتبطة بالتغييرات المناخية التي يشهدها العالم في آخر 4 سنوات، لكن يبقى السؤال حول أسباب تأثر مدينة كرأس غارب أكثر من غيرها، وهو ما فسرته وزارة الري المصرية بأن "الأرض مشبعة بالزيوت، ما أفقدها القدرة على امتصاص كميات الأمطار، ما زاد من تأثير السيول بالمنطقة".
وليست المرة الأولى التي تتعرض لها مصر لأزمة السيول؛ ففي العام الماضي، واجهت الأزمة نفسها، والتي عادة ما تحدث كنتيجة لغزو الهواء البارد لمنطقة جبلية ساخنة، ما ينتج عنه عدم استقرار الغلاف الجوي يصاحبه تكون سحب ركامية بها بلورات ثلجية شديدة فتسبب هطول أمطار غزيرة تتجمع عند قمة الجبل وعندما تصل لكمية معينة تبدأ في الانحدار ثم الاندفاع الشديد فتجرف معها كل ما تصادفه لا سيما إذا اصطدمت بمنشأت وطرق زراعية.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز