فيضانات تضرب تهامة اليمنية.. عشرات الضحايا وأضرار مادية جسيمة
تسببت فيضانات مفاجئة في مناطق تهامة اليمنية بسقوط عشرات الضحايا بين قتلى ومفقودين وتهدمت منازل وطرقات ومخيمات للمشردين.
وشهدت محافظتا الحديدة وحجة المطلتان على البحر الأحمر منخفضًا جويًا وأمطارًا غير معهودة منذ عقود.
وتحوَّلت السيول إلى فيضانات عارمة اجتاحت مناطق واسعة على الساحل الغربي دون وجود إحصائيات رسمية بالخسائر والضحايا.
وفي أجزاء من محافظة الحديدة الخاضعة للحوثيين، سجلت إحصائية أولية مقتل وفقدان أكثر من 35 شخصًا، غالبيتهم قتلى، وتهدمت العديد من المنازل وانجرفت 7 مركبات مدنية، فيما نزحت 500 أسرة بعيدًا عن منازلها، وما زالت السيول تقطع عدة أودية في السهل التهامي.
وسجل مقتل 15 شخصًا آخرين في مناطق شمال الحديدة وحجة، وفقًا لمصادر محلية.
وقالت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية" إنَّ الضحايا أكثر من ذلك بكثير، إذ كشفت الفيضانات التي ضربت مدينة الحديدة ومديرياتها الجنوبية والشمالية إجرام مليشيات الحوثي، التي حفرت عشرات الأنفاق تحت الأحياء والقرى مما أدى إلى غمرها بالمياه وانهيار الكثير من المنازل.
وأدت السيول إلى جرف وكشف الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في مزارع المواطنين والقرى والطرقات إلى الجنوب من المحافظة الساحلية.
وأوضحت المصادر أن الأمطار الغزيرة استمرت لأكثر من 9 ساعات، حيث جرفت السيول كل ما في طريقها من عشش البسطاء وhgمواشي، وأغرقت المنازل، بعد ارتفاع منسوب المياه لأكثر من متر، كما تضررت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في الأودية الأكثر خصوبة في البلاد.
غياب التدخلات الطارئة
وأظهرت الفيضانات المأساوية في الحديدة وحجة الوضع الهش في البلاد وغياب المؤسسات، إذ اجتاحت السيول قرى وأحياء سكنية بأكملها دون أي تدخل أو دور للجهات المعنية الخاضعة لمليشيات الحوثي ومنظمات الإغاثة.
وأطلق ناشطون يمنيون دعوات للأهالي لتشكيل لجان محلية لإحصاء الأضرار في القرى والمديريات، فيما أطلق آخرون مبادرات مجتمعية ودعوات للتبرع لنجدة المتضررين وسط تحذيرات من استغلال هذه التبرعات من قبل المليشيات لإثراء قياداتها بسبب متاجرتها الطويلة بمأساة أبناء تهامة.
ورصدت "العين الإخبارية" نداءات استغاثة أطلقها سكان محليون على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أبلغوا عن وجود عشرات المفقودين في قرى بلاد الرقود في مديرية زبيد، والزين مديرية القناوص، واللاوية مديرية الدريهمي، فيما غمرت السيول أحياء غليل وشارع موسى والحي التجاري وأحياء الحوك في مدينة الحديدة.
وشهدت مديريات المراوعة، والسخنة، والمنصورية، وزبيد وبيت الفقيه، سيولا جارفة إثر هطول كميات كبيرة من الأمطار خلفت أيضا خسائر وأضرارا كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم ومزارعهم ومواشيهم.
وقال مصدر في السلطة المحلية المعترف بها في الحديدة لـ"العين الإخبارية" إن المنازل التي تعرضت للهدم كانت عادة من البناء البسيط بما في ذلك العشش الذي اعتاد التهاميون تشييدها لمواجهة لهيب الحر.
وأكد المصدر أن "البحث جار عن كل المفقودين مع استمرار أعمال الإجلاء والإنقاذ بما يتناسب مع إمكانيات المحافظة البسيطة في ظل هذه المرحلة التي تسيطر مليشيات الحوثي على معظم قدرات المحافظة".
وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة الحديدة إن السيول دمرت العديد من الخيام، وتسببت في انهيار بعض المرافق الأساسية، وتضررت المزارع ومواشي المواطنين في مديريتي حيس والخوخة الخاضعتين للحكومة اليمنية.
وأشارت إلى أن النازحين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة بسبب فقدان المأوى والممتلكات، داعية المنظمات الإغاثية للتدخل العاجل للتخفيف من كارثة السيول والأمطار في المحافظة الساحلية.
تحذير متأخر
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) أطلقت تحذيرا متأخرا من مخاطر عالية من الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية بسبب هطول الأمطار الغزيرة على مناطق متعددة من اليمن.
وتوقعت المنظمة أن يشهد اليمن خلال الأيام القليلة المقبلة هطول أمطار غزيرة تراكمية تصل إلى 300 ملم في المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية، مع توقع أعلى كثافة لهطول أمطار يومية (أكثر من 120 ملم) خلال هذا اليوم الجاري.
وأكدت أن المناطق المعرضة لخطر الفيضانات هي "أودية تُبن ورسلان وزبيد ورماح وسهام، على طول السواحل الجنوبية والغربية والأجزاء الغربية من وادي الجوف، كما أن مناطق أخرى مثل وادي بنا ووادي مور ووادي سردد، تحت حالة التأهب".
وأشارت إلى أن البلاد عادة ما تشهد هطول أمطار غزيرة بين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، لكن "أمطار هذا العام من المتوقع أن تكون أشد غزارة، مما قد يؤدي إلى أضرار واسعة النطاق، وخاصة في المناطق الزراعية المنخفضة".
في السياق، وجه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية بالتدخل الفوري في كافة مناطق الساحل الغربي المحررة المتضررة من سيول الأمطار.
من جهته، أجرى رئيس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك اتصالات مكثفة، مع الوزراء المعنيين ومحافظي المحافظات المتضررة وغرف الطوارئ والوحدات التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، للاطلاع على التقارير الأولية حول الاضرار والجهود المبذولة للتعامل معها بشكل عاجل.
وفيما وجه ابن مبارك أولوية لجهود الإنقاذ العاجلة وحشد كل الإمكانات، دعا بشكل عاجل المنظمات الأممية والدولية لإسناد جهود الحكومة المعترف بها دوليا في تقديم العون الإنساني والإغاثي الطارئ للمتضررين من كارثة الفيضانات، وتلبية الاحتياجات العاجلة.
وعلى مدى الأيام الماضية، ضربت عدداً من المحافظات، وخاصة في عدد من مديريات حجة وتعز والحديدة، الفيضانات مما خلف أضرارا كبيرة في البنى التحتية ومنازل المواطنين والضحايا والإصابات البشرية.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز