التغير المناخي عدو أكبر.. لماذا تصالحت ولاية أمريكية معه؟
أعلنت حكومة ولاية فلوريدا عن قرار مثير للجدل، يضعها في مصاف الجهات التي لا تتعامل مع التغير المناخي كتهديد حقيقي.
ذلك بعد أن صدر مرسوم رسمي عن حاكم الولاية، يقضي بعدم اتخاذ التغير المناخي كدافع أول عند صياغة حكومة الولاية الأمريكية لأي قوانين تتعلق بالطاقة.
ولن تتخذ الولاية الأمريكية التغير المناخ كأولوية في اتخاذ قرارات سياسة خاصة بمستقبل الطاقة بها، على الرغم من التهديدات التي تواجهها من الأعاصير القوية والحرارة الشديدة وتفاقم تكاثر الطحالب السامة، وفق ما ذكرته "واشنطن بوست".
وأفادت الصحيفة الأمريكية، أن أمس الأربعاء، وقع حاكم الولاية، رون ديسانتيس، على التشريع، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو/تموز المقبل.
التشريع يقضي بإلغاء أيضًا معظم الإشارات إلى تغير المناخ في قانون الولاية، ويحظر توربينات الرياح البحرية في مياه الولاية ويضعف اللوائح المتعلقة بتغير المناخ وتخص خطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
ونقلت "وانشطن بوست"، تصريحات لحاكم فلوريدا قال بها بحسب مصادر مقربة منه،: “إن التشريع الذي وقعته اليوم سوف يبقي طواحين توليد طاقة الهواء بعيدًا عن شواطئنا، والغاز في خزاناتنا، والصين خارج ولايتنا”.
وتابع قائلاً، "وقعت على مشروع القانون بالفعل، نحن نستعيد العقلانية في نهجنا تجاه الطاقة ونرفض أجندة المتعصبين والمتطرفين للبيئة."
يقول المناصرين لحاكم ولاية فلوريدا، المؤيدين لهذا القرار، إن القانون الجديد يساعد الولاية على إعطاء الأولوية لمخاوف سكان فلوريدا بشأن القدرة على تحمل تكاليف الطاقة، والتي يقولون إنها مهددة بالتنظيم المفرط.
ولكن بعض المدافعين عن المناخ قالوا إن هذا الإجراء رمزي إلى حد كبير ولن يكون له تأثير يذكر على تحول فلوريدا نحو الطاقة المتجددة.
مع العلم بأن الطاقة الشمسية في الولاية تعيش فترة ازدهار، وعلى الرغم من رغبة المشرعين الجمهوريين في الحد من بناء توربينات الرياح، فإن فلوريدا ليست عاصفة بما يكفي لإثارة اهتمام رواد صناعة طاقة الرياح، أو مركزا لتوليدها داخل الولايات المتحدة.
وبدلاً من ذلك، قال دعاة حماية البيئة إن القانون الجديد هو أحدث مثال على حرص حاكم ولاية فلوريدا، على استخدام تغير المناخ كقضية حرب ثقافية مثل الإجهاض لجذب الاهتمام الوطني لنفسه واللعب على الأوتار الصحيحة التي تميل لصالحه الناخبين اليمينيين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع حاكم فلوريدا، على مشروع قانون يحظر استيراد اللحوم المصنعة في المختبر من الولاية، التي تعتبر من الحلول الصديقة للبيئة لصناعة اللحوم، على الرغم من أن المنتج غير متوفر تجاريًا.
وفي منشور على موقع "X" مصاحب للإعلان، قال الحاكم إن القانون سيحمي فلوريدا من "النخب العالمية" في المنتدى الاقتصادي العالمي، زاعمًا كذبًا أن التجمع السنوي للقادة السياسيين في دافوس يضم خططًا لإجبار العالم "على تناول اللحوم المزيفة" على حد وصفه.
وقال جريج كينشت، مدير منظمة الحفاظ على الطبيعة في فلوريدا، إن الإجراء الجديد الذي يزيل معظم الإشارات إلى تغير المناخ يخالف إلى حد كبير الرأي العام في الولايات المتحدة، وولاية فلوريدا تحديدا.
ودلل على ذلك بالإشارة لأحدث استطلاع أجرته جامعة "فلوريدا أتلانتيك"، يقول إن 90% من سكان فلوريدا يؤكدون على حدوث التغير المناخي بالفعل، وأن 69% يؤيدون إجراءات الدولة لمعالجته.
كما أكد العديد من المشاركين في الاستطلاع أيضًا على تعرضهم لتجارب سلبية مع الفيضانات والرياح العاتية الناجمة عن الأعاصير، وهو ما قد يفسر سبب شعور سكان فلوريدا بالقلق من التغيير المناخي أكثر من رفقائهم في الولايات الأمريكية الأخرى.