اهتم بوقت تناول الطعام وليس نوعه.. دراسة تنصح مرضى السكري
كشفت دراسة أسترالية جديدة أن تناول الطعام في أوقات محددة، وهي استراتيجية تعتمد على تحديد وقت الأكل بدلا من التركيز على نوع أو كمية الطعام، يمكن أن يساعد مرضى السكري من النوع الثاني على التحكم في مستويات السكر في الدم.
ويُعد مرض السكري من النوع الثاني حالة مزمنة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، والفشل الكلوي، ومشاكل الرؤية.
ويعد النظام الغذائي، إلى جانب ممارسة الرياضة وتناول الأدوية، جزءا أساسيا من إدارة هذا المرض، ومع ذلك، في حين أن النصائح الغذائية الفردية من اختصاصيي التغذية المعتمدين فعالة للغاية، فإنها غالبا ما تكون معقدة ويصعب الوصول إليها.
ووجدت الدراسة، التي أجراها باحثون أستراليون، أن تناول الطعام في أوقات محددة، أي تقييد تناول الطعام في إطار زمني محدد كل يوم، كان فعالا بقدر فعالية الخطط الغذائية الشخصية في خفض مستويات السكر في الدم.
ولم يكن هذا النهج فعالا فقط، بل إن المشاركين في الدراسة، المنشور نتائجها بدورية "أبحاث مرض السكري والممارسة السريرية"، وجدوا أن هذه الطريقة سهلة التطبيق ومستدامة، مما جعلهم أكثر قدرة على الالتزام بها وتبني عادات صحية أخرى.
ما هو تناول الطعام في أوقات محددة؟
يعتمد تناول الطعام في أوقات محددة، والذي أصبح شائعا كنظام غذائي، على تناول الطعام ضمن إطار زمني محدد كل يوم، مثل تناول الطعام بين الساعة 11 صباحا و7 مساء، والصيام خلال الساعات المتبقية، ويتوافق هذا النهج مع الأنماط البيولوجية الطبيعية للجسم، مما يدعم صحة التمثيل الغذائي.
وبالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، يوفر تناول الطعام في أوقات محددة فوائد إضافية، فعادة ما تكون مستويات السكر في الدم أعلى في الصباح، وتأخير أول وجبة حتى منتصف الصباح يسمح بممارسة النشاط البدني، مما يساعد على خفض مستويات الجلوكوز وتحضير الجسم للوجبة الأولى.
النتائج الرئيسية من الدراسة
قامت الدراسة التي استمرت لمدة 6 أشهر بمقارنة تناول الطعام في أوقات محددة مع النصائح الغذائية التقليدية من اختصاصيي التغذية.
وتم تقسيم 52 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 35 و65 عاما، عشوائيا إلى مجموعتين: مجموعة اتبعت تناول الطعام في أوقات محددة، والأخرى تلقت نصائح غذائية، وخلال فترة الدراسة، أظهرت كلتا المجموعتين انخفاضًا مشابها في مستويات السكر في الدم، خاصة خلال أول شهرين.
إلى جانب تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، فقد خسر بعض المشاركين أيضا وزنا (من 5 إلى 10 كغم). وأفاد المشاركون في مجموعة تناول الطعام في أوقات محددة بأنهم شعروا بالسيطرة بشكل أكبر على عاداتهم الغذائية، وأشاروا إلى حدوث تغييرات إيجابية في النوم وتناول الوجبات مع العائلة.
وقد جعل التركيز على توقيت الوجبات هذا النهج أكثر سهولة وواقعية مقارنة بالتغييرات الغذائية المعقدة.
هل تناول الطعام في أوقات محددة مناسب للجميع؟
بينما يظهر تناول الطعام في أوقات محددة نتائج واعدة، تسلط الدراسة الضوء أيضا على بعض العوائق، مثل المناسبات الاجتماعية والالتزامات الأسرية وجدول العمل. ومع ذلك، نظرا لأن هذا النهج لا يتطلب تغييرات في أنواع الأطعمة المتناولة، فقد يكون من السهل تبنيه في أنماط الحياة والثقافات المتنوعة.
وتوجه الدراسة أنه قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي، بما في ذلك تجربة تناول الطعام في أوقات محددة، يُنصح الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الثاني باستشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم، خاصةً أولئك الذين يتناولون أدوية لا يُنصح معها بالصيام.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC4xMDIg جزيرة ام اند امز