طعام رواد الفضاء.. قليل من الملح كثير من فيتامين "د"
مع بدايات برنامج الفضاء الأمريكي كان رواد الفضاء مجبرين على تناول مساحيق الطعام المجففة والمكعبات الصغيرة.
هل يتناولون طعاما مشابها لسكان الأرض، أم أن قائمة طعامهم تبدو مختلفة؟ واحد من الأسئلة المهمة التي تثار دائما حول حياة رواد الفضاء، ويظن مثيروها أن الاجابة ستكون هي وجود اختلافات كبيرة، ولكن الواقع عكس ذلك.
يقول تقرير نشره موقع "space.com" في يوليو الماضي، إن رواد الفضاء مثلهم مثل سكان الأرض يحتاجون إلى نفس كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الإنسان على الأرض، مع اختلافات بسيطة تتمثل في احتياجاتهم من الحديد والصوديوم وفيتامين "د".
وتذهب معظم كمية الحديد التي يتناولها الإنسان على الأرض إلى كرات الدم الحمراء، ولكن عدد كرات الدم الحمراء عند رواد الفضاء يكون أقل من الطبيعي، ومن ثم فإن تناول أطعمه صحية غنية بالحديد يسبب مشاكل صحية لهم، لذلك يتم اختيار الأطعمة القليلة في نسبتها من الحديد.
وفي المقابل يحتاج رواد الفضاء إلى الإكثار من فيتامين "د" -الذي نحصل عليه بشكل طبيعي عند التعرض لأشعة الشمس- وهو مهم لرواد الفضاء لحاجتهم إلى بناء كتلة عظمية سليمة وقوية، كما يجب أيضا التقليل من تناول الصوديوم "ملح الطعام"، حيث إن تناوله يؤثر على الكتلة العظمية.
وللحصول على الوجبة الغذائية التي تضمن تأمين حاجة رواد الفضاء للسعرات الحرارية، بشرط الإكثار من تناول فيتامين " دي " والتقليل قدر الإمكان من عنصر الحديد وملح الطعام، كان على رواد الفضاء في الماضي التعامل مع خيارات محدودة.
ومع بدايات برنامج الفضاء الأمريكي كان رواد الفضاء مجبرين على تناول مساحيق الطعام المجففة والمكعبات الصغيرة، ولم يكن هناك تنوع في النكهات والخيارات، ولكن مع تطور تقنيات التعبئة والتغليف توسعت قائمة الطعام لتشمل مثلا عصير التفاح وكوكتيل الجمبري.
وتقول د.ميشيل بيرشونوك، عالِمة أغذية عملت سابقًا في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" كمدير لمشروع تكنولوجيا الأغذية المتقدمة في التقرير الذي نشره موقع "space.com "، إن التغذية الجيدة تلعب دورا مهما في تقليل الآثار السلبية للجاذبية كنقص الكتلتين العضلية والعظمية، لذلك يحرص خبراء التغذية على أن يحصل كل رائد فضاء بمحطة الفضاء الدولية على كمية تتراوح من 1900 إلى 3200 سعر حراري في اليوم، حسب وزن رائد الفضاء وجنسه.
وتشير د. بيرشونوك إلى عده معايير ينبغي توافرها في أي مادة غذائية لإدراجها على قائمة الطعام الخاصة برواد الفضاء، وهي أن تكون قابلة للحفظ، وألا ينتج عنها الكثير من الفتات الذي قد يؤثر تناثره على أجهزة محطة الفضاء، وأن تكون سهلة للتحضير في مطبخ مركبة الفضاء المكون من موزع للمياه وفرن حراري، وأن تكون سهلة التناول في بيئة منعدمة الجاذبية.
ويتم تناول الأغذية الطازجة في الأيام الأولى من الرحلة تحسبا لتلفها، مثل البرتقال والتفاح، ويتم تأجيل تناول الأطعمة التي تحتاج إلى الماء مثل المأكولات المصنوعة من دقيق الشوفان، وحساء الجبن، والأرز والمعكرونة ولحوم الدجاج وسمك التونة، وبالنسبة للمشروبات متاح تناول الشاي والقهوة والعصائر والحليب.
وتوضح د. بيرشونوك أن الخبز من المواد الغذائية غير المرغوب فيها لأنها تخلف الكثير من الفتات الذي يمكن أن يضر بسلامة أجهزة محطة الفضاء، ويتم استبداله برقائق خبز التورتيلا، لأنها لا تخلف فتاتا يذكر، ومن المواد المرغوب فيها أيضا المنكهات مثل الكاتشب والمايونيز والخردل، ويتم توفير ملح الطعام والفلفل بصورة سائلة وفي حدود ضيقة جدا حرصا على صحة رواد الفضاء، ولا يتم توفيرها في صورتها المعتادة خشية تطايرها بما قد يؤدي إلى سد فتحات التهوية وتلوث المعدات.