أزمة الغذاء والطاقة النظيفة.. جهود "ماراثونية" إماراتية في ألمانيا
شاركت دولة الإمارات في مؤتمر وزاري بألمانيا حول أزمة الغذاء العالمية، فيما يصل وفد آخر من أبوظبي لبحث التعاون مع برلين بالطاقة النظيفة.
الاتحاد من أجل الأمن الغذائي العالمي
شاركت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات، في "المؤتمر الوزاري للاتحاد من أجل الأمن الغذائي العالمي" الذي عقد في برلين.
وضم المؤتمر -الذي استضافته الحكومة الألمانية- وزراء من مجموعة الدول الصناعية السبع، والدول المتبرعة، وأكثر الدول المعرضة لمخاطر الأمن الغذائي وممثلين عن منظمات الأمم المتحدة، وشخصيات خيرية، ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بهدف حشد الجهود للعمل المشترك من أجل تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وقالت مريم المهيري، في حديثها خلال جلسة عُقدت تحت عنوان "الجهود الدبلوماسية والعمل الإنساني": إن دولة الإمارات تولي أهمية بالغة لتعزيز الأمن الغذائي ومعالجة التحديات ذات الصلة على المستوى العالمي.
وأضافت: بصفتها دولة مانحة، وأحد أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ورئيسة الدورة الثامنة والعشرين للدورة الـ28 من مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP28/، تلتزم بلادنا بالعمل الجماعي لمعالجة أزمة الغذاء العالمية والحد من تفاقم الجوع.
وفي هذا السياق، استعرضت "المهيري" ثلاثة مجالات يمكنها إحداث تأثير فوري وطويل الأمد وتشمل دعم الإنفاق على الحماية الاجتماعية من جانب المؤسسات المالية الدولية، وتوجيه الاستثمار إلى منظومات الغذاء والمياه المرنة مثل الري المحسن والمحاصيل المقاومة للجفاف في الدول الهشة، وزيادة الاستثمار في الابتكار.
وألقت الضوء على مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" بصفتها نموذجا حيا لالتزام دولة الإمارات بتعزيز الاستثمار في المنظومات الغذائية المبتكرة للتعامل مع تحديات الأمن الغذائي.
وأكدت أن هذه المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية تستهدف تسريع وتيرة الاستثمارات في الزراعة الذكية مناخيا، وفي مجال الأبحاث والتطوير والابتكار الزراعي لمساعدة منتجي الأغذية على التأقلم مع التغير المناخي وخفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تطلقها النظم الغذائية حول العالم، والتي تبلغ ما نسبته 33% من إجمالي حجم الانبعاثات.
وأضافت المهيري: يسعدني القول إن مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ تلقى الآن دعماً من تحالف يضم أكثر من 200 شريك حكومي وغير حكومي، وستشهد المبادرة زيادة بالاستثمارات الإجمالية في المنظومات الزراعية المستدامة والمبتكرة إلى 8 مليارات دولار بحلول مؤتمر "COP27".
وأكدت المهيري استعداد دولة الإمارات لمشاركة خبراتها مع الدول التي تحتاجها، تماشيا مع التزامها بدعم تلك الدول التي تواجه تحديات مناخية في المجال الزراعي.
وحول مساعدة المجتمعات التي تعاني من تحديات الأمن الغذائي قالت المهيري: بغرض تسهيل وتسريع إيصال المعونات إلى من يحتاجها بشكل أكبر تم إنشاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أكبر مركز للخدمات اللوجستية الإنسانية في العالم، تعمل من خلاله 54 منظمة إنسانية وتسع وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وخلال زيارتها لبرلين، عقدت مريم بنت محمد المهيري عدة اجتماعات ثنائية استهدفت تعزيز التعاون في مواجهة أزمة الغذاء العالمية.
واجتمعت المهيري مع نيلز أنين وزير الدولة للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، وجيم أوزدمير وزير الغذاء والزراعة الألماني.
كما اجتمعت مع هارجيت ساجان وزير التنمية الدولية الكندي، المسؤول عن وكالة التنمية الاقتصادية لمنطقة المحيط الهادئ في كندا.
تعاون إماراتي ألماني في الطاقة النظيفة
يقوم وفد من دولة الإمارات برئاسة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، بزيارة بعد غد لجمهورية ألمانيا الاتحادية، يضم عددا من ذوي الاختصاص من الوزارة وممثلين عن شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة مصدر.
يبحث الوفد، خلال الزيارة، سبل تعزيز فرص التعاون المشترك في مجال الطاقة خاصة النظيفة منها والهيدروجين، واستكشاف فرص الاستثمار الواعدة في تلك المجالات الحيوية، في إطار استكمال "إعلان النوايا" في مجالات الطاقة بين البلدين الذي وقعه الجانبان في بداية عام 2017.
وسيتم خلال الزيارة إبرام شراكات واعدة في مجال الطاقة، لمواصلة الجهود وضمان استدامة القطاع، وتعزيز الشراكة في مجال الهيدروجين، وإحداث تغير حقيقي يلبي تطلعات الدولتين في العمل المناخي إلى جانب القيام بجولة ميدانية بعدد من مشاريع الطاقة ومجموعة من الشركات الرائدة في ذلك القطاع.
وقال شريف العلماء، في تصريحات بهذه المناسبة: تهدف الزيارة إلى إرساء آليات تعاون مستدامة بين البلدين، بهدف تعظيم الاستفادة من اتفاقيات التعاون المشتركة التي وقعها البلدان خلال السنوات السابقة.
وأكد أن الزيارة ستتضمن التعريف بالمزايا والخدمات التي تتيحها الاتفاقية أمام الشركات العالمية في قطاع الطاقة في البلدين، وفرص بناء شراكات جديدة ومستدامة وكيفية الاستفادة منها بالشكل الأمثل.
وأضاف أن وفد الدولة سيلتقي خلال الزيارة عددا من كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص في ألمانيا لعقد لقاءات موسعة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاع الطاقة والهيدروجين.
وأشار إلى أن ألمانيا تعتبر شريكا استراتيجيا لدولة الإمارات في مجال الطاقة، لا سيما النظيفة منها، وشهدت العلاقة بينهما تقدما كبيرا، خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل دعم القيادة الحكيمة للدولتين والثقة المتبادلة والاحترام والمصالح المشتركة.
جدير بالذكر، أن دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية كانتا قد أطلقتا عام 2017، شراكة الطاقة الإماراتية الألمانية لتعزيز الحوار وتوفير إطار للتعاون في انتقال الطاقة.
وجرى خلال الفترة الماضية عقد مجموعة من الاجتماعات لتحقيق فوائد ملموسة في قطاع الطاقة النظيفة، وخلق فرص فريدة لتسريع التعاون المشترك، ومناقشة كيفية مواجهة التحديات لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين بين الإمارات وألمانيا.
aXA6IDMuMTMzLjE0NC4xNDcg جزيرة ام اند امز