الغذاء والطاقة وسلاسل الإمدادات تتصدر أعمال قمة "G7"
يبدو أن النفط الروسي سيكون على أولويات اجتماعات المجموعة والبحث عن حلول لتقييد إمداداتها.
في وقت يأتي فيه لهيب الحرب الروسية الأوكرانية على مساحات واسعة من القمح والإمدادات العالمية في قطاعات الغذاء والأسمدة والطاقة، يأتي اجتماع لمجموعة دول السبع، لمناقشة الخطوات المرتقبة لإدارة هذه الأزمة.
القمة التي تعقد على إحدى قمم جبال الألب في ألمانيا يستشرف الأعضاء الكبار في المجموعة، من خلالها، المشهد العام لتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي من الشرق إلى الغرب.
ستبدو من هناك مشاهد التضخم بادية على الاقتصادات العالمية، وتذبذب متزايد في سلاسل الإمدادات، بسبب لهيب الحرب الذي تجاوز القارة ليصل غالبية دول العالم.
- مجموعة السبع تشعل معركة العقوبات.. سقف لأسعار النفط الروسي
- أوروبا تستحضر "السبع" لتفعيل حظر النفط الروسي.. والغاز يقاوم
الرئيس الأمريكي جو بايدن سيكون حازما تجاه أية مقترحات ضد روسيا، خاصة أن اقتصاد بلاده يعيش اليوم إحدى أسوأ فتراته منذ الأزمة المالية العالمية، خاصة أسواق الأسهم والرهن العقاري.
بينما التضخم، فهذه أزمة عالمية سجلت ذروة 40 عاما في الولايات المتحدة ومثلها في بريطانيا، بينما تستنزف الحكومات مدخراتها على شكل حزم إنقاذ جديدة لمساعدة الأسر والشركات على مواجهة التضخم المرتفع.
** النفط الروسي
يبدو أن النفط الروسي سيكون على أولويات اجتماعات المجموعة التي تستمر ثلاثة أيام، إذ يتوقع أن يتفق الأعضاء على وضع سقوف سعرية للنفط الروسي، بهدف منع تجاوزه مستويات مرتفعة وبالتالي منع إيرادات ضخمة للكرملين.
بالأرقام، روسيا حتى اليوم مستفيدة من تبعات الحرب على صناعة الطاقة، إذ كانت تتوقع البلاد متوسط 75 دولارا لبرميل النفط في موازنة العام الجاري، لكن الأسعار العالمية اليوم تتجاوز 110 دولارات.
ويبدو أن الدول الكبار خضعوا أخيرا إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو تعتبر سببا في التضخم العالمي، لذا جاء مقترح وضع السقوف السعرية على النفط الخام.
** مدعمات الزراعة
كذلك، من المرتقب أن يناقش الكبار في مجموعة السبع التأثيرات الناتجة عن تراجع إمدادات روسيا وبيلاروسيا للأسمدة المستخدمة في الزراعة، بسبب القيود التصديرية الناجمة عن العقوبات.
وتواجه دول العالم، اليوم، ارتفاعات حادة في أسعار الأغذية وسط تذبذب سلاسل الإمدادات من جهة، والعقوبات الغربية التي تصعب الصادرات الروسية في بعض القطاعات.
وأمس السبت، تطرّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، إلى الأوضاع السائدة في أسواق الأسمدة.
وتعتبر روسيا وبيلاروس من أكبر الدول المنتجة. لكن البلدين يؤكدان أن العقوبات الغربية التي تستهدفهما على خلفية النزاع الدائر في أوكرانيا تؤثر على قدراتهما التصديرية في سياق من القلق المتزايد على الأمن الغذائي العالمي.
وأمس السبت، قال بوتين إنه توافق مع لوكاشنكو على "بذل كل الجهود الممكنة لتلبية احتياجات مستهلكينا وزبائننا"، مشيرا إلى أن موسكو "على تواصل وثيق مع وكالات الأمم المتحدة المختصة" بهذا الشأن.
ومجموعة الدول الصناعية السبع هي عبارة عن ملتقى سياسي حكومي دولي يضمّ كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
ويُعتبر أعضاء المجموعة أكبرَ الاقتصادات المتقدمة في العالم وفقا لصندوق النقد الدولي، وأغنى الأنظمة الديمقراطية الليبرالية، منذ عام 2018، تستأثر دول مجموعة السبع بنسبة تقارب 60% من صافي الثروة العالمية.
كما تستأثر على ما نسبته 32% حتى 42% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و770 مليون نسمة تقريبا أو 10% من سكان العالم.
** قادة يواجهون صعوبات
يتوقع أن يُدرج الخفض الكبير في شحنات الغاز من قبل موسكو، الذي يهدف حسب الغربيين إلى التسبب بأزمة طاقة في أوروبا قبل فصل شتاء سيسوده التوتر على الأرجح، على رأس جدول أعمال المناقشات اعتبارا من الأحد.
وسيبدأ قادة الدول السبع محادثاتهم بجلسة حول الاقتصاد العالمي الذي يعاني من تضخم متسارع مرتبط خصوصا بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
وتهدف مشاركة إندونيسيا والهند والسنغال وجنوب أفريقيا والأرجنتين، وهي اقتصادات ناشئة معرضة بشكل خاص لخطر نقص الغذاء وأزمة المناخ، في القمة إلى صياغة ردود مشتركة على هذه التحديات.
وتتوقع الجهات الفاعلة في مجال المناخ أيضا تقدما ملموسا من مجموعة السبع، بما في ذلك "التخطيط" للتخلص بشكل كامل من الوقود الأحفوري.
وستستكمل الجلسات بلقاءات ثنائية تبدأ صباح الأحد باجتماع بين الألماني أولاف شولتس وجو بايدن اللذين يواجه كل منهما مواقف صعبة في بلده.
شهد المستشار الألماني انخفاضا في شعبيته في الأشهر الأخيرة بسبب عدم إظهاره دعما قويا لكييف. وهو يعول على مجموعة السبع هذه لتلميع صورته في ألمانيا وخارجها.
أما بايدن فيواجه أمريكا أكثر انقساما بعد أن طعنت المحكمة العليا في حق الإجهاض، في بلد يعاني بشدة من ارتفاع معدلات التضخم.
وأخفق نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوع في الحصول على الأغلبية المطلقة وسيتعين عليه التعامل مع أطراف أخرى في التزام غير مسبوق بالنسبة له.
أما جونسون الذي أضعفته فضيحة الحفلات (بارتي جيت)، فقد شهد خسارة حزبه مقعدين في انتخابات فرعية ويبدو في مأزق.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز