قمة الأمن الغذائي في لندن.. النظم المستدامة ركيزة عالمية بمعركة المناخ
على مسار استشراف نظم غذائية مستدامة حول العالم، انطلقت فعاليات القمة العالمية للأمن الغذائي، اليوم الإثنين، في لندن.
وعقدت القمة بالتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وجمهورية الصومال الديمقراطية، وبرعاية مؤسسة صندوق استثمار الأطفال، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، في العاصمة البريطانية.
وشهدت القمة حضور نخبة من كبار الشخصيات العالمية بمن فيهم حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال، وريشي سوناك، رئيس وزراء المملكة المتحدة.
ويشارك في القمة ممثلون من أكثر من 20 دولة، بما في ذلك الصومال ودولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل وباكستان واليمن وإثيوبيا وتنزانيا ومالاوي وموزمبيق.
- محمود محيي الدين: متفائل بـCOP28.. وهذه المؤتمرات كانت فارقة
- منتدى «COP28» المناخي للأعمال التجارية والخيرية.. فرصة فريدة للتواصل
تعزيز الأمن الغذائي من خلال العلم والابتكار
وتستهدف القمة تعزيز الأمن الغذائي من خلال العلم والابتكار؛ حيث تجمع الخبراء لمعالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي وبناء نظم غذائية أكثر مرونة.
كما تهدف القمة إلى إحداث تغيير طويل المدى بشأن الجوع وسوء التغذية.
وقد افتتحت القمة فعالياتها، الإثنين، بكلمات من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيس الصومال حسن شيخ محمود، ووزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات ومسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف COP28 مريم بنت محمد المهيري، والسير كريس هوهن من معرض الأثاث الدولي الصيني.
بناء نظم غذائية أكثر مرونة
من جانبه، حثّ رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في كلمته الافتتاحية المجتمع الدولي على معالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي، وبناء نظم غذائية أكثر مرونة، والعمل الآن لمنع الأزمات الغذائية وسوء التغذية.
وقال سوناك: "علينا أن نتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي العالمي، وغير المرئية في كثير من الأحيان".
سبل وحلول مبتكرة
القمة ستشهد إطلاق الكتاب الأبيض الذي تتضمن أولوياته تعبئة التمويل الدولي، وإصلاح النظام الدولي، وتسخير الابتكار، ووضع النساء والفتيات في مركز الصدارة، وضمان الفرص للجميع.
كما تطلق المملكة المتحدة مركزاً علمياً جديداً حيث سيقوم الخبراء بتطوير محاصيل مقاومة للمناخ وتحديد المخاطر التي تهدد النظم الغذائية العالمية، حسبما أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك.
يذكر أن المملكة المتحدة، تعمل بالتعاون مع شركائها، على معالجة تدهور الأمن الغذائي وحالة سوء التغذية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جميع أنحاء أفريقيا.
وسيتم إطلاق ما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني من التمويل الإنساني للبلدان الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي بما في ذلك إثيوبيا والسودان وجنوب السودان وأفغانستان، وللبلدان التي تعاني من الأعاصير والجفاف المرتبطة بالمناخ، مثل ملاوي.
وتساعد المملكة المتحدة أيضاً في تجنب أزمات الغذاء والتغذية المستقبلية في الصومال من خلال بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية وتعزيز الخدمات الصحية.
ويشار إلى أن سوء التغذية هو السبب الكامن وراء 45% من وفيات الأطفال حول العالم، ومن شأن دعم صندوق تغذية الطفل خلال القمة بالتمويل اللازم؛ زيادة الدعم للرضاعة الطبيعية وتغذية الرضع والرعاية الصحية وتحسين مراقبة ما هو أفضل لإدارة ومنع أسوأ أشكال سوء التغذية لدى الأطفال. كما سيساعد ذلك في تأمين إمدادات أكثر موثوقية من الأغذية الحيوية للأطفال الصغار الذين يعانون من أسوأ أشكال سوء التغذية.
الاستثمار في نظم الغذاء المستدامة.. دعوة إماراتية للعالم
وبدورها، دعت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة مسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف COP28، خلال مشاركتها في القمة العالمية للأمن الغذائي، قادة العالم إلى التعاون معاً لاستثمار إمكانات النظم الغذائية المستدامة في جهود مواجهة التغير المناخي.
وقد شهدت القمة إبراز المملكة المتحدة دعمها لـ "إعلان الإمارات حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي" ضمن "برنامج مؤتمر الأطراف COP28 للنظم الغذائية والزراعة" الرامي إلى تشجيع الدول على الاستثمار في نظم الزراعة والغذاء المستدامة ومواءمة أنظمتها الغذائية الوطنية واستراتيجياتها الزراعية مع مساهماتها المحددة وطنياً، وخطط التكيف الوطنية، والاستراتيجيات الوطنية للتنوع البيولوجي.
ويشكل الإعلان جزءًا من الركيزة الأولى من الركائز الأربع التي تشكل "برنامج مؤتمر الأطراف COP28 للنظم الغذائية والزراعة" وهي، تحفيز القيادة الوطنية؛ وإشراك الجهات الفاعلة غير الحكومية؛ وتعزيز الابتكار؛ وتوسيع نطاق التمويل.
وقالت المهيري: "يسرني دعم المملكة المتحدة لـ(إعلان الإمارات حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي). ذلك أن العمل الجماعي هو الذي يتيح لنا إحداث تغيير جوهري وحماية كوكبنا وشعوبنا".
وأضافت: "يشهد العالم اليوم دورة من التهديدات المناخية المتصاعدة التي يمكن تجنبها فقط إذا أظهرنا إرادة حقيقية على صنع الفرق وبذلنا الجهود الكافية لتحقيق ذلك".
وخلال كلمتها الافتتاحية في انعقاد القمة، أكدت المهيري أن دولة الإمارات –التي تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 في غضون 10 أيام فقط- تعتزم "استكمال زخم أجندة الغذاء والمناخ التي وضعتها المملكة المتحدة خلال مؤتمر الأطراف COP26 وتسارعت وتيرتها بشكل أكبر في مؤتمر الأطراف COP27 بمصر.
وأوضحت أن دولة الإمارات ستعمل من خلال "برنامج مؤتمر الأطراف COP28 للنظم الغذائية والزراعة" على حفز الحوار بشأن النظم الغذائية و"وضعه في صميم أجندة عمل رئاسة المؤتمر".
وأضافت، متطلعة إلى انعقاد مؤتمر الأطراف COP28: "يبدأ برنامج رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 بجلسة رفيعة المستوى حول ’الغذاء والمناخ‘. ويتضمن كل يوم بعد ذلك حدثاً واحداً على الأقل تستضيفه رئاسة المؤتمر يتعلق بالنظم الغذائية والزراعة، ليصل البرنامج إلى ذروته في 10 ديسمبر/كانون الأول، وقبل انتقال الأطراف إلى المفاوضات النهائية يومي 11 و12 ديسمبر/كانون الأول 2023، فإننا نحتفي بتخصيص يوم لـلأغذية والزراعة والمياه".
وأكدت قائلة: "يتركز هدفنا على تسليط الضوء على الضغوط والمخاطر الشديدة التي تفرضها التغيرات المناخية على النظم الغذائية والزراعية والمائية، التي تعتبر محورية لرفاهية الإنسان. وفي اليوم المخصص للأغذية والزراعة والمياه في مؤتمر الأطراف COP28، سنستعرض التحديات والفرص التي توفرها النظم الغذائية وما يمكن أن تفعله للحفاظ على كوكب الأرض".
كما افتتحت مريم المهيري في وقت لاحق من اليوم حلقة نقاشية حول "بناء قطاع زراعي ونظام غذائي مستدام ومقاوم للمناخ". وتحدثت عن أهمية الابتكار والتكنولوجيا والتمويل في تحويل أنظمتنا الغذائية وخلق عالم أكثر استدامة.