أيام الكرة والكورونا.. الأزمة أكبر من الحجر الصحي
فيروس كورونا خلق أسبابا أخرى تصعب من عودة نشاط كرة القدم في العالم، بخلاف السبب الرئيسي وهو مكافحة انتشار العدوى.
البوابات مغلقة، الأنوار مطفأة، غرف خلع الملابس خالية، المدرجات خاوية.. هذا هو المشهد في أيام الكرة والكورونا، بعد توقف النشاط الرياضي لكرة القدم في كوكب الأرض لمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩" الذي كان من بين مصابيه بعض اللاعبين والمدربين والعاملين في قطاع كرة القدم.
مع ظهور مقترح جديد من إنجلترا يفيد بعودة الدوريات عن طريق استخدام فنادق عزل للاعبين، مثل معسكرات البطولات المجمعة، لتقليل اختلاطهم بالعالم الخارجي، تأتي عدة أسباب تجعل عودة كرة القدم صعبة في ظل وجود فيروس كورونا، بخلاف سبب الخوف من انتشار المرض بين اللاعبين، أو خضوعهم للحجر الصحي.
1- الموافقات الحكومية
الموافقة الحكومية أول الأسباب التي خلقها فيروس كورونا لفعل أي شيء حاليا، مجرد الذهاب للسوبر ماركت في دولة مثل إيطاليا حاليا، له ضوابط محددة أعلنتها الحكومة منها قائمة الانتظار والمسافات الآمنة، فما الحال بالنسبة لمباراة كرة قدم؟
ستحتاج روابط الدوريات المختلفة إلى الحصول على موافقات من الحكومات داخل بلادهم، لاستئناف نشاط كرة القدم، بعد اتخاذ هذه الدول قرارات سيادية بتوقف النشاط الرياضي، وإعلان الفيفا عدم تدخلها في الشؤون المحلية والصحية للدول فيما يتعلق بعودة الدوريات.
في ظل تزايد الحالات وانتشارها خصوصا في أوروبا وتحديدا دول الدوريات الخمس الكبرى سيكون من الصعب اتخاذ الحكومات قرارا بعودة مباريات كرة القدم تحت أي ضمانات خوفا من خلق بؤر جديدة للمرض، لا سيما مع عدم التزام العديد من اللاعبين بالإجراءات الاحترازية وكسر الحجر الصحي مثلما فعل الصربي لوكا يوفيتش وهاجمه رئيس البلاد واستدعاه وزير الداخلية للاستجواب.
2- الجماهير
جميع المقترحات الخاصة بعودة دوريات كرة القدم، تتضمن اللعب بدون جماهير، سيكون هذا البند محل معارضة من عدد كبير من الأندية، التي ترفض فكرة اللعب بدون جماهير، على رأسها نادي ليفربول الإنجليزي الذي اقترب بشكل كبير من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي حال استكماله.
فيرجيل فان ديك أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي، قال إن فريقه ليفربول لا يريد اللعب بدون جماهير، مبررا: "سنشعر بالحسرة حال تتويجنا بالدوري خلف الأبواب المغلقة دون وجود الجماهير".
واتفق معه في الرأي بيب جوارديولا، مدرب مانشيستر سيتى، الذي صرح قبل توقف الدوري قائلا: "إذا لم تتمكن الجماهير من حضور المباريات فلا معنى لإقامة مباريات كرة القدم".
أغلب جماهير الكرة خصوصا في أوروبا حاليا تشغلهم اهتمامات تتعلق بحياتهم وعملهم، أكثر من مشاهدة كرة القدم، فعلى سبيل المثال تنتظر إيطاليا يوميا بين الخامسة والسادسة مساء بتوقيتها المحلي، لمعرفة الإصابات والوفيات الجديدة والتي تزداد يوما بعد آخر، فهل هذه الجماهير مؤهلة لمشاهدة كرة القدم بعد معرفة عدد الوفيات اليومية؟
3- إصابات الملاعب
بعدما أنهك انتشار فيروس كورونا أغلب الأنظمة الصحية في العالم خصوصا أوروبا، سيكون من الصعب وضع ضغط جديد على هذه المستشفيات بإصابات الملاعب، فتعرض اللاعبين لإصابات خطيرة وطويلة تحتاج إلى عمليات ومتابعة سيكون صعبا في الظروف الصحية الحالية، بعد ظهور انتشار مقاطع فيديو تشير لافتراش المرضى ممرات المستشفيات لعدم وجود أماكن لعلاجهم، ولجوء الدول لبناء مستشفيات ميدانية في الشوارع.
من ناحية أخرى، تردد أي لاعب على مستشفى في الوقت الحالي قد يعرضه للعدوى بفيروس كورونا ما يزيد الأعباء عليه وعلى ناديه، وربما يزيد من انتشار العدوى.
4- الملاعب والتنقل
في ظل إعلان حظر التجوال والتنقل في الكثير من المدن الأوروبية وعزل بعضها، وإغلاق الحدود ووقف حركة الطيران، وتقليل حركة المواصلات العامة، وانتشار الشرطة في كل مكان، سيكون من الصعب تنقل الفرق بين الملاعب والمدن المختلفة.
وفي ظل وجود صعوبات لفرض حظر التجول على المواطنين، في أغلب دول العالم، وتشديد العقوبات على غير الملتزمين، سيكون من الصعب السماح للفرق بالتنقل، لأن ذلك يحرض الأشخاص على النزول خصوصا جماهير هذه الفرق، والمشجعين المتعصبين، كما حدث في مباراة باريس سان جيرمان وبروسيا دورتموند في باريس التي أقيمت بدون جماهير خوفا من فيروس كورونا، لكن تجمعت الجماهير في محيط استاد حديقة الأمراء قبل وبعد المباراة لتشجيع فريقها، ما نقل الزحام من داخل الملعب لخارجه.
5- الحالة النفسية
في ظل انتشار فيروس كورونا، سيكون عامل الحالة النفسية للمدربين واللاعبين أحد أهم أسباب استمرار توقف النشاط الرياضي، بعدما طالت العدوى عددا كبيرا منهم ومن العاملين في الأندية.
وإذا خاض اللاعب مباراة في التوقيت الحالي وهو معزول في فندق بعيدا عن أسرته كما هو المقترح في إنجلترا، وفي ظل غياب الجماهير عن المباريات، وقلقه على إصابة أحد من أفراد عائلته بفيروس كورونا، فسيكون من الصعب عليه التركيز في كرة القدم والاستمتاع بها.
وكان المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، لاعب فريق بريشيا الإيطالي تحدث عن تأثره نفسيا بأزمة فيروس كورونا، وطالب بوقف الدوري الإيطالي قبل إصدار القرار، حيث كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "أنستقرام": "أنا لا أرى أولادي بالفعل بسبب هذا الفيروس، وهذا يثير القلق والحزن بالنسبة لي".
وأضاف: "لماذا اللعب؟ للترفيه عن شخص آخر؟ أو لمنعهم من خسارة المال؟ لا تمزح، احصل على المال بنفسك، لدينا ما يكفي الآن، لا مزاح مع الصحة".
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز