تمثل الملاعب المزدحمة والساحات المكتظة بالجماهير والأجواء الصاخبة، أبرز الملامح التي تظهر معها حمى كرة القدم لدى الجماهير العاشقة لها.
لكن كأس أمم أوروبا "يورو 2024" المقامة حاليا في ألمانيا لم يقتصر الأمر فيها على ذلك فحسب، بل امتد إلى الأماكن التي تتمتع بأجواء أقل صخبا، لكنها قررت المشاركة في الحدث الكروي القاري بشكل أو بآخر، مثل دار الأوبرا.
على ضفاف نهر إلبه في هامبورغ، إحدى المدن المستضيفة للبطولة، يتم بيع إنتاج جديد لدار الأوبرا يسمى "فوسبال أوبر" (أوبرا كرة القدم)، تم تخصيصه لعشاق الساحرة المستديرة المحبين في الوقت ذاته للموسيقى.
ويحاكي العمل الذي أخرجه إنكين راهاردت كواليس ملعب كرة القدم، والتفاعلات الفوضوية التي تحدث بين اللاعبين والحكم والكرة، ويمزج هتافات المشجعين مع الألحان التقليدية وأغاني البوب، وذلك لمدة تستمر لـ90 دقيقة هي زمن المباراة.
وتتراوح الأغاني من نشيد دوري أبطال أوروبا، إلى نيسون دورما لجياكومو بوتشيني، مع مشاركة كبيرة من المتفرجين الذين يرتدون القبعات والأوشحة الملونة.
وقال راهاردت في ليلة مزدحمة أخرى في مكان أوبرنلوفت (أوبرا لوفت) في الجزء الحديث من ثاني أكبر مدينة في ألمانيا: "العلاقة بين كرة القدم والأوبرا مثالية.. القاعة مليئة بالضجيج والناس سعداء ويتعرفون على حركات كرة القدم ويربطون ذلك بالموسيقى العاطفية للأوبرا ويقضون أمسية رائعة".
وقالت المغنية فريجا ساندكام، التي تلعب دور الحكم، مازحة إن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو الحد من صوتها الأوبرالي العادي وتعلم كيفية "توزيع" أغاني كرة القدم بدلا من ذلك، مضيفة "إنه مزيج كبير من كل شيء، وأنواع مختلفة".
وقالت إحدى السيدات إنها تمكنت أخيرا من إحضار زوجها العاشق لكرة القدم إلى الأوبرا، بينما أشاد آخرون بالاندماج الخيالي بين ثقافات الترفيه.