نوادر كروية.. حكم يمنح لاعبا 3 بطاقات ثم يعتزل
تشهد كرة القدم دائما وقائع نادرة يصعب تكرارها مهما تعاقبت الأجيال لتبقى بمثابة قصة تتداولها الجماهير على مر العصور المختلفة.
في بعض الأحيان يكون بطل تلك الواقعة لاعباً قام بعمل كبير أو حقق إنجازاً يصعب محاكاته أو خطأ على قدر من الأهمية، لكن في بعض الأحيان يكون بطل الواقعة هو حكم المباراة.
كأس العالم 2006 في ألمانيا حملت نهاية درامية للحكم الإنجليزي جراهام بول، الذي أدار لقاء في ختام مرحلة المجموعات بين كرواتيا وأستراليا.
المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 مما أدى لتأهل أستراليا لثمن النهائي بـ4 نقاط، صحبة البرازيل بطلة المجموعة، بينما لم تحصد كرواتيا إلا نقطتين لتودع المسابقة.
بول قام خلال اللقاء بإشهار البطاقة الصفراء 3 مرات في وجه الكرواتي جوسيب سيميونيتش، لاعب هيرتا برلين الألماني في ذلك الحين.
الواقعة بدأت في الدقيقة 60 من عمر اللقاء حين منح بول سيميونيتش البطاقة الأولى للاعب، ثم تسبب تداخل عنيف على أحد لاعبي أستراليا في منحه البطاقة الصفراء الثانية والتي كانت تستوجب الطرد معها في الدقيقة 90، لكن ذلك لم يحدث.
ومنح الحكم سيميونيتش بطاقة صفراء ثالثة في الوقت بدل الضائع وأتبعها بالبطاقة الحمراء.
السر في القرار؟
روى بول في كتاب عن سيرته الذاتية صدر عام 2007، أنه عند منحه اللاعب الكرواتي صاحب القميص رقم 3 البطاقة الصفراء الثانية دونها باسم لاعب أستراليا الذي يحمل رقم 3، كريج مور، وذلك بسبب لكنة اللاعب الكرواتي القريبة من الأسترالية.
الحكم الإنجليزي استبعد نهائياً من قيادة المباريات في مرحلة خروج المغلوب في كأس العالم 2006 بسبب هذه الواقعة.
الاعتزال
في 29 يونيو/حزيران 2006 أعلن الحكم الإنجليزي اعتزاله التحكيم الدولي مؤكدا أن خطأ مباراة كرواتيا وأستراليا كان له دور رئيسي في قراره.
وأوضح في بيان الاعتزال: "لا خلاف على أنني ارتكبت خطأ في القانون، هذا الخطأ لم يكن سببه توجيهات الفيفا أو بحثي عن التحكيم بأسلوب مختلف عن أسلوب تحكيمي في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقوانين اللعبة واضحة ومحددة للغاية".
وواصل معترفاً بشجاعة: "الحكم يتحمل مسؤولية أفعاله على أرض الملعب".
شعور الحكم بالذنب جعله يرفض أن يحمل اسم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في أي بطولة كبرى للمنتخبات بعد ذلك واكتفى بإدارة المباريات في دوري أبطال أوروبا والمباريات الدولية، قبل أن يعتزل نهائياً في 2007.
بول أدار العديد من المواجهات الكبرى في تاريخ الكرة الأوروبية مثل نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2005 بين سبورتنج لشبونة البرتغالي وسسكا موسكو الروسي والذي انتهى بفوز الأخير 3-1، وقبله نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2000 الذي انتهى بنتيجة 1-0 لتشيلسي الإنجليزي على حساب أستون فيلا.
من أشهر المباريات التي أدارها بول للجماهير العربية كانت قمة الاتحاد السعودي والأهلي المصري في كأس العالم للأندية 2005 والتي انتهت 1-0 للفريق الجداوي بهدف محمد نور.