حكام كرة القدم واعترافات بعد فوات الأوان
الحكم الإنجليزي السابق هاوارد ويب يكمل مسلسل اعترافات حكام كرة القدم بوقوعهم في الأخطاء خلال مسيرتهم المهنية ولكن بعد فوات الأوان.
أكمل الحكم الإنجليزي السابق هاوارد ويب مسلسلا طويلا من اعترافات حكام كرة القدم بوقوعهم في الأخطاء خلال مسيرتهم المهنية، غير أن هذه الاعترافات جاءت بعد فوات الأوان، وبعدما تسببت في قلب نتائج مباريات، وأحيانا بطولات.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تصريحات ويب التي اعترف فيها بخطئه خلال المباراة التي جمعت بين فريقي مانشستر يونايتد وتوتنهام، في الجولة الـ34 من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي انتهت بفوز "الشياطين الحمر" بنتيجة 5-2.
مانشستر يونايتد دخل المباراة وهو متصدر جدول الترتيب برصيد 77 نقطة، بفارق 6 نقاط عن وصيفه ليفربول، وكان "الريدز" يحتاج إلى هزيمة "الشياطين الحمر" من أجل مواصلة المنافسة على لقب "البريمييرليج".
وبالفعل، كان توتنهام متقدما بهدفين نظيفين قبل أن ينجح البرتغالي كريستيانو رونالدو في تسجيل هدف تقليص الفارق من ركلة جزاء، حصل عليها زميله الإنجليزي مايكل كاريك، بداعي عرقلته من حارس الفريق اللندني.
وقال ويب عن تلك اللقطة: "من موقعي بالملعب شاهدت مايكل كاريك يصل إلى الكرة أولاً، ومن ثم عرقله حارس توتنهام، من وجهة نظري حينها هي ركلة جزاء واضحة".
وأضاف: "كان من الواضح حينما رأيت اعتراض هوريليو جوميز حارس توتنهام أنني ارتكبت خطأ باحتساب ركلة الجزاء لصالح نادي مانشستر يونايتد".
وأنهى حديثه: "كنت أتمنى أن يضيعها كريستيانو رونالدو ولكنه لم يفعل، بعدها انقلبت المباراة رأساً على عقب، وفاز مانشستر يونايتد بنتيجة 5-2 بعدما كان متأخراً بهدفين".
وكلف هذا الخطأ نادي توتنهام خسارة المباراة، كما خسر ليفربول فرصة الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ عام 1990.
وفي نهاية المسابقة، احتل ليفربول المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 86 نقطة، بينما احتل مانشستر يونايتد المركز الأول برصيد 90 نقطة.
يد مارادونا
تصريحات ويب لم تكن الأولى من نوعها، فهناك العديد من الحكام حول العالم اعترفوا بأخطاء قاموا بها خلال مسيرتهم، ومن بينهم التونسي علي بن ناصر، صاحب الخطأ الأشهر في تاريخ كرة القدم.
دييجو مارادونا سجل هدفا بيده للمنتخب الأرجنتيني في شباك إنجلترا، بالدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 1986، ليتسبب في تأهله إلى الدور نصف النهائي.
بن ناصر الذي كان يدير تلك المباراة تحكيميا اعترف بالخطأ الذي وقع فيه خلال تلك المباراة، ولكنه أشار إلى أن مساعده البلغاري يتحمل مسؤولية هذا الأمر.
وأشار الحكم التونسي إلى أنه نظر إلى مساعده البلغاري ليستشيره، وهو من أكد صحة الهدف لأن مجال رؤيته كان أفضل منه.
واَضاف: "لاعبو المنتخب الإنجليزي لم يعترضوا على قراري، ولكن في نفس الوقت أقول دائماً، لو لم يسجل مارادونا هذا الهدف لأعلنت عن احتساب ركلة جزاء لصالحه".
إقصاء إسبانيا
ومن بين أشهر المباريات إثارة على المستوى التحكيمي في تاريخ كرة القدم، تلك التي جمعت بين المنتخبين الإسباني والكوري الجنوبي، في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
الحكم المصري جمال الغندور أدار المباراة، وتعرض لسلسلة من الاتهامات باتخاذ قرارات عكسية ضد المنتخب الإسباني، أبرزها إلغاء هدف سجله فرناندو مورينتس، في المباراة التي شهدت فوز كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، بعد التعادل السلبي بدون أهداف.
الغندور اعترف بأن إلغاء الهدف كان خطأ، ولكنه تبرأ منه، إذ اعتبر أن ذلك الخطأ يأتي من قبل الحكام المساعدين.
وفي فيلم وثائقي على إحدى القنوات الإسبانية، أكد الغندور أنه قدم أفضل مباراة في تاريخهن ولكن الخطأ الوحيد جاء من جانب الحكم المساعد.
وأضاف: "الصحف الإسبانية تهاجمني، ولكنني قدمت أفضل مباراة في تاريخي، اللقطات التلفزيونية تكشف بأن قراراتي كانت صحيحة، لقد حصلت على تقييم 8.7 لأدائي خلال هذه المباراة".
"صاروخ" إنييستا
اعترف الحكم النرويجي السابق توم هينينج أوفريبو هو الآخر بالخطأ الذي وقع فيه خلال المباراة التي جمعت بين فريقي تشيلسي الإنجليزي وبرشلونة الإسباني، في إياب الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2009.
المباراة أقيمت على ملعب ستامفورد بريدج، معقل تشيلسي، بعدما انتهت مباراة الذهاب على ملعب كامب نو بالتعادل السلبي بدون أهداف، حيث نجح الفريق الكتالوني في الخروج بالتعادل 1-1، بعد الهدف الشهير للاعب الوسط الإسباني أندريس إنييستا في الدقائق الأخيرة، ليقود فريقه إلى المباراة النهائية.
المباراة شهدت اعتراضات واسعة من قبل لاعبي تشيلسي على الحكم النرويجي، بداعي عدم احتسابه لبعض ركلات الجزاء، قبل أن يدرك برشلونة هدف التعادل والتأهل للمباراة النهائية.
ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية تصريحات هينينج التي قال فيها: "لم يكن أفصل يوم لي حقاً، أعترف بذلك، ولكن هذا يحدث للاعب كرة القدم والمدرب ولكل شخص في العالم".
وأضاف: "الأخطاء تُرتكب كل يوم، ولا يمكن لكم بأن تختزلوا مشواري المهني في هذه المباراة فقط، أنا فخور لكوني من أفضل الحكام في أوروبا في هذا الوقت، وأيضاً من بين الأفضل في النرويج".
وأنهى حديثه: "نعم ارتكبت أخطاء عديدة خلال تلك المباراة، وكانت هناك العديد من لمسات اليد داخل منطقة الجزاء من قبل لاعبي برشلونة، ولكن هذا ما حدث وتعلمت من أخطائي التي قمت بها".