عودة الكرة.. بين التضحية لأجل المتعة والخوف من كورونا
بين الخوف من انتشار فيروس كورونا والتضحية ببعض الأمور من أجل المتعة.. تضارب وجهات النظر حول عودة الدوريات العالمية خلال الفترة المقبلة.
في الوقت الذي بدأت فيه العديد من روابط الدوريات حول العالم الاستعداد للعودة للاستئناف خلال الفترة المقبلة، بدأت حالة من الجدل تثار حول مدى إمكانية ذلك، في ظل انتشار فيروس كورونا بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
وتوقفت الدوريات العالمية منذ مارس/آذار الماضي، بسبب انتشار فيروس كورونا، قبل أن تبدأ بعض الدوريات وضع خطط جديدة من أجل العودة خلال الفترة المقبلة.
خطط العودة
رابطة الدوري الإنجليزي وضعت خطة محكمة من أجل استئناف المسابقة يوم 8 يونيو/حزيران المقبل، مع العودة للتدريبات الجماعية يوم 18 مايو/أيار، أي بعد أسبوع من الموعد الذي قد تحدده رابطة الدوري الإسباني للعودة إليها.
كريستيان شايفرت، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الألماني، قال في تصريحات نقلتها صحيفة "بيلد" الألمانية، الخميس الماضي، إن المسابقة قد تعود في 9 مايو/أيار المقبل، بشرط موافقة الحكومة على الأمر.
رابطة الدوري الإيطالي أعلنت هي الأخرى موافقة جميع الأندية على عودة المسابقة في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنها تنتظر قرار الحكومة الإيطالية في الأمر.
في المقابل، أعلنت رابطة الدوري الهولندي إنهاء الموسم الحالي قبل موعده، دون تحديد بطل، وهو الأمر نفسه الذي تتجه إليه رابطة الدوري الفرنسي، لكن مع تتويج المتصدر باريس سان جيرمان باللقب.
مطالب العودة
الفترة الأخيرة شهدت العديد من المطالبات بعودة الدوريات المختلفة خلال الفترة المقبلة، باعتبار أنها المتعة الكبرى للجماهير واللاعبين والمدربين على حد سواء.
البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي، قال في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس" البريطانية إن عودة الدوري الإنجليزي الممتاز ستكون في مصلحة الجميع.
وأوضح: "إذا جرى استكمال الجولات الـ9 الأخيرة، سيكون ذلك في مصلحة الجميع، مصلحة كرة القدم والدوري الإنجليزي الممتاز، سيكون بمثابة ضوء في نهاية نفق مظلم".
وعن إمكانية غياب الجماهير، قال: "أرى أن مباريات كرة القدم لم تقم أبدا بدون جماهير، فهناك كاميرات وهذا يعني أن الملايين يشاهدونها".
وأتم: "أفتقد كرة القدم، لكن أفضل القول إنني أفتقد عالمنا، أعتقد أننا جميعا نشعر بذلك، كرة القدم جزء من عالمي، لكن علينا أن نتحلى بالصبر، إنها معركة علينا جميعا خوضها".
الاستعداد للعدوى
الأمر لم يتوقف عند حد المطالبة بالعودة، ولكنه امتد للمطالبة بتلك العودة حتى ولو كان ذلك على حساب صحة بعض الأفراد، وهو ما قاله الكرواتي إيفان راكيتيتش، لاعب وسط برشلونة الإسباني.
وقال راكيتيتش في تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية: "يجب علينا أن نحاول العودة مع اتخاذ أفضل التدابير الاحترازية الممكنة، ولكن يجب أن نعلم أن ذلك لن يتحقق بنسبة 100%".
واستدرك: "الخطر نفسه سوف يطول كل العاملين خلال عودتهم للعمل، موظفو محلات البقالة يقومون بتغيير ملابسهم في غرف خاصة، ولديهم نفس درجة المخاطرة في نقل العدوى وربما أكثر".
وأضاف: "هم يأخذون تلك المخاطرة، وأنا أريد أن نأخذها نحن أيضا، أعتقد أنه يجب علينا فعل ذلك، ومتأكد من أننا لو سألنا الجماهير فسيبدون رغبتهم في عودة كرة القدم".
ولم يكتفِ اللاعب الكرواتي بذلك، بل إنه عبر عن استعداده للمخاطرة بنفسه في سبيل العودة، قائلا: "أنا مستعد لذلك بلا أدنى شك".
وأتم: "أنا أقول ذلك من إدراكي أن درجة المخاطرة سوف تكون صغيرة للغاية".
الخوف من العودة
غير أن تصريحات لاعب الوسط الكرواتي لم تكن هي ذاتها التي قالها عدد من نجوم كرة القدم الحاليين والسابقين، حيث عبروا عن تخوفهم من العودة للمباريات في الوقت الحالي، في ظل انتشار الفيروس.
جاري نيفيل، أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي، حذر من العودة، قائلا: "لو كان الناس محقين في وضع الصحة في المقام الأول، لما كنا نتحدث عن عودة كرة القدم في الوقت الحالي".
وأضاف: "لو نُقل أي لاعب أو مدرب إلى العناية الفائقة ما الذي سيحدث؟ المسؤولية على عاتقهم، وأقول لهم 'هذه مخاطرة".
الأمر نفسه أكده جابرييل باوليستا، مدافع فالنسيا الإسباني، الذي أشار إلى أن الإصرار على العودة في الوقت الحالي قد يتسبب في موت بعض الأفراد.
وأوضح: "يمكننا تفهم حرص الكثيرين على عودة الدوري الإسباني، بسبب الضغوط المالية على الرابطة والأندية".
واستدرك: "لا يجب علينا التسرع، مع ضرورة وضع القضايا الجوهرية على رأس أولوياتنا".
وأتم: "من الممكن أن يتسبب هذا التعجل في إصابة أي فرد من أفراد أسرنا أو زملائنا بالفيروس، أو قد يؤدي ذلك إلى موته".
الأرجنتيني سيرخيو أجويرو، مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، انضم هو الآخر للمحذرين من عودة المسابقات خلال الفترة المقبلة، حيث اعتبر ذلك تهديدا لصحة عناصر اللعبة.
وقال أجويرو: "أغلب اللاعبين خائفون من العودة لأنهم يمتلكون عائلة وأطفالا وآباء، عندما نعود فأعتقد أن الأمر سيكون مخيفا".
وأضاف: "سوف نكون حريصين للغاية، وفي اللحظة التي يتعرض أحد فيها للمرض سيقول ماذا يحدث، أتمنى أن يكون هناك مصل لينتهي هذا الأمر".
وأردف: "الأمر يخيفني، ولكنني أجلس هنا وحدي رفقة صديقتي، وليس لدي أي اتصال مع أي شخص".
وأتم: "يقولون إن هناك بعض الأشخاص الذين يحملون الفيروس دون أن تظهر عليهم الأعراض، ولهذا فأنا أبقى في المنزل، لأنه يمكنك أن تُصاب بالفيروس إذا لم تكن لك معرفة بذلك".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA=
جزيرة ام اند امز