كيف تتلاعب "السوشيال ميديا" بعقول المشجعين؟
مع بداية فترة الانتقالات الشتوية هذا الشهر ينتظر جمهور الكرة أخبار الصفقات، والشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة دورا بارزا في سوق الانتقالات، ويتأثر بها كل عناصر اللعبة، وفي مقدمتهم المشجعون، بجانب الكشافة والوكلاء واللاعبون والمدربون.
مصدر مطلع
نشرت صحيفة "ذا أثليتيك" الأمريكية تقريرا عن الحسابات التي تنشر شائعات الميركاتو، والمعروفة بلقب "ITK"، أو مصدر مطلع، حيث يزعم القائمون عليها معرفتهم بما يدور داخل الأندية.
وتناول التقرير قصة حساب شهير على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حمل اسم "Utdreport3"، كان ينشر شائعات بخصوص تحركات نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي في الميركاتو، وكانت أغلب الشائعات التي نشرها مزيفة تماما، مثل تأكيد انتقال عثمان ديمبيلي وجادون سانشو إلى الفريق.
الحساب نسب بعض تغريداته إلى صحفيين موثوقين خاصة في أخبار الانتقالات، مثل فابريزيو رومانو وجيليم بالاج، لكنهم نفوا صلتهم به، أو علاقتهم بالأخبار المنشورة.
وفي كثير من الأحيان، تقوم حسابات "المصدر المطلع" باختلاق الأخبار، مثلما فعل الحساب المذكور، لكن في بعض الأحيان تكون تلك الحسابات المجهولة على دراية حقا، ويمكن أن تسبب الكثير من المتاعب بنشر معلومات دقيقة.
كيث واينيس، الرئيس التنفيذي السابق لناديي إيفرتون وأستون فيلا الإنجليزيين، قال في تصريحات نقلتها الصحيفة: "في 9 مرات من أصل 10 تكون شائعات وسائل التواصل الاجتماعي مجرد هراء، لكن الشائعة الصحيحة تكون جيدة ودقيقة للغاية، وكانت تكشف بالفعل تحركاتنا إلى السوق.. كان ذلك خطيرا للغاية".
وأضاف: "أنشأنا مجموعة محترفة لمحاولة معرفة من يقف وراء هذه الشائعات، كانوا يكتبون أشياء قريبة جدا من الحقيقة، في النهاية لم نكتشف من أين أتت، لكن بمجرد أن أعلنا إجراء تحقيق داخلي كان ذلك كافياً لإيقاف الشائعات، لذلك كان من الواضح أنه تسريب من الداخل".
يعمل مارك جونز في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويعيش على بعد مسافة قصيرة من ملعب "أولد ترافورد" معقل يونايتد، كما سبق له العمل داخل النادي، ونشر تغريدات على "تويتر" بخصوص انتقالات "الشياطين الحمر" على حساب باسم "Mack The Knife"، ويقول إنه في بعض الأحيان يكون الصحفيون المعروفون أقل موثوقية من أشخاص مثله.
وقال جونز في تصريحاته: "لدي دائرة كبيرة من الأصدقاء في عالم كرة القدم، سواء كانوا لاعبين سابقين أو أشخاصا يقطعون العشب".
وأضاف: "بالنسبة لناد مثل مانشستر يونايتد هناك جمهور عالمي ضخم يثرثر دائما حول الانتقالات، في الأيام التي سبقت إغلاق النافذة الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان انتقال سانشو من بروسيا دورتموند أحد أهم الموضوعات الشائعة حول العالم".
وأتم: "الشهية الدائمة للحصول على المعلومات يمكن أن يكون لها جانب مظلم، ومؤخرا تحولت أخبار الانتقالات لما يشبه المخدرات لبعض المشجعين، في بعض الأحيان تلقيت تهديدات بالقتل بسبب تلك الشائعات".
ما السبب؟
توظف الأندية الكبيرة الكثير من الأشخاص، وبمرور الوقت يصبح من العسير الحفاظ على سرية المعلومات لا سيما المتعلقة بالصفقات، وبات من الطبيعي أن تتسرب المعلومات المميزة عبر الإنترنت قبل نشرها في وسائل الإعلام التقليدية.
وتأتي بعض الشائعات عبر الإنترنت من أشخاص يختلقون الأشياء لمجرد لفت الانتباه والحصول على متابعين أكثر، وفي حالات أخرى تكون التسريبات مستمدة من أخبار حقيقية.
الشائعات أحيانا يكون لها أهداف استراتيجية، ونشرت "ذا أثليتيك" تصريحات لأحد وكلاء اللاعبين، رفض الكشف عن هويته، قال إن الأندية والوكلاء يقفون أحيانا وراء نشر معلومات مضللة عمدا لخدمة مصالحهم الخاصة.
وأضاف الوكيل أن هذه التسريبات قد يكون وراءها ناد يرغب في الترويج للاعب، أو وكيل أعمال يسعى للأمر نفسه، كذلك فإن الأندية أحيانا تسرب شائعات اهتمامها بأحد اللاعبين، لقياس مدى رضا الجمهور عن الصفقة، قبل التحرك الفعلي لإتمامها.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز