أسعار الفائدة تضرب أسهم الطاقة النظيفة.. تراجع حاد وتسارع وتيرة البيع
أشار تقرير نشره موقع أويل برايس إلى وجود ارتباط قوي الآن بين أسهم قطاع الطاقة المتجددة من ناحية وعوائد السندات من ناحية أخرى.
وذكر التقرير أن أسهم الطاقة المتجددة تعرضت لتراجع كبير، وكان أداؤها أقل من نظيراتها من الوقود الأحفوري خلال العام الحالي، مع تسارع عمليات البيع في الأشهر الأخيرة بفضل ارتفاع أسعار الفائدة الذي يزيد من تكلفة التمويل بالنسبة للشركات، بل ويجذب قطاعاً كبيراً من المستثمرين.
وانخفض صندوق "آي شير غلوبال كلين إنرجي" وهو أكبر صندوق متداول للطاقة الخضراء في العالم بنسبة 26.2٪ منذ بداية العام، مقابل نسبة 14.5٪ حققها مؤشر أس أند بي 500 وعائد 3.9٪ من مؤشر قطاع الطاقة "أس أند بي" للطاقة.
ولم تكن أسهم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أفضل حالًا، حيث انخفض صندوق انفستكو سولار بنسبة 31.4٪ منذ بداية العام، بينما هبط صندوق فيرست تراست ويند إنرجي بنسبة -21٪.
وتخلص المستثمرون من أسهم شركات الطاقة المتجددة بأسرع معدل على الإطلاق في الربع الثالث المنتهي في سبتمبر/أيلول، حيث تعرضت أسهم الطاقة النظيفة لضربة جراء ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف المواد، ما أدى إلى الضغط على هوامش الربح.
وفي وقت سابق على هذا التراجع، تمكن القطاع من تعويض بعض الخسائر بفضل انخفاض عوائد سندات الخزانة الأسبوع الماضي في أعقاب الحرب الجارية في غزة.
وارتفع صندوق آي شير غلوبال كلين إنرجي بنسبة 3.7٪ خلال جلسات التداول الخمس الماضية، بالتزامن مع انخفاض بمقدار 21 نقطة أساس في عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.65٪، وهو أكبر انخفاض في أسعار الفائدة منذ أغسطس/آب.
وتراجع قطاع الطاقة الشمسية بشدة بشكل خاص بفضل ارتفاع تكاليف التمويل لتركيبات الألواح بالإضافة إلى الاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد، مما أدى إلى تراجع طلبات أنظمة الطاقة الشمسية السكنية والشركات خلال غالبية أشهر العام الحالي.
ارتباط بأسعار الفائدة
ويميل قطاع الطاقة المتجددة بشكل عام إلى أن يكون حساسًا للغاية لأسعار الفائدة لأن مشاريع الطاقة النظيفة تتطلب من المطورين والشركات اقتراض الكثير من رأس المال.
وما يعقد الأمور هو أن تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة تميل إلى التأثر بشكل أكبر بارتفاع أسعار الفائدة مقارنة بالكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري.
أفق إيجابي
وقد يكون القطاع على وشك الصعود حيث ارتفعت أسهم الطاقة الشمسية والطاقة البديلة الأخرى بعد أن كشفت الحكومة الفرنسية عن خطط لزيادة قدرتها على الطاقة المتجددة بأكثر من الضعف بحلول عام 2035 من خلال توفير كميات غير مسبوقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في محاولة لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2050.
وارتفع سهم شركة إيميرين جروب بنسبة 15.4% وصعد سهم سن رن بنسبة +13.6% كما ارتفع سهم سان باور بنسبة 12% وصعد أيضا سهم سن نوفا إنريجي بنسبة 11% وارتفع سهم جينكو سولار بنسبة 8,8%.
وتوقع أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أن التوترات في الشرق الأوسط قد تعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن "يستمر في رفع أسعار الفائدة وسط حالة من عدم اليقين المتزايد، واقتراب احتمالية الوصول إلى ذروة أسعار الفائدة فجأة على الرغم من التأثير التضخمي المحتمل".
شركات الهيدروجين
ولكن الطاقة الشمسية ليست القطاع الوحيد الذي شهد مكاسب كبيرة حيث ارتفعت أسهم شركات إنتاج الهيدروجين وشركات تكنولوجيا الهيدروجين، خاصة بعد أن أعلنت إدارة بايدن عما يصل إلى 7 مليارات دولار من المنح الفيدرالية التي ستخصص لبناء مشاريع هيدروجين إقليمية.
وكان من بين الرابحين سهم شركة فويل سيل إنرجي الذي قفز بنسبة 13.4%وصعد أيضا سهم بلاج باور بنسبة 11,7% كما صعد سهم بلوم إنرجي بنسبة 8,6% وارتفع أيضا سهم بالارد باور سيستمز بنسبة 7%0.
وخصص مشروع قانون البنية التحتية الذي أقره الكونغرس في عام 2021 ما يصل إلى 7 مليارات دولار لإطلاق برنامج مراكز الهيدروجين النظيف الإقليمية، والذي سيساعد في تمويل مراكز إقليمية للهيدروجين النظيف في جميع أنحاء البلاد.
وبعد أداء قوي في عام 2022 بفضل الدعم الكبير من إدارة بايدن، حققت الشركات الرائدة في مجال تصنيع الهيدروجين وخلايا الوقود نتائج متباينة للربع الثاني من العام الحالي.
ولكن جميع شركات الهيدروجين تشترك في أنها غير مربحة على الرغم من تحقيق نمو قوي في الغالب، إلا أنه لا يزال الاعتماد المحدود والتكاليف المرتفعة تمثل تحديًا كبيرًا لشركات تكنولوجيا الهيدروجين.
وتتعامل هذه الشركات مع تكاليف البحث والتطوير المرتفعة أثناء ابتكارها وتحسين تقنيات خلايا الوقود الخاصة بها. علاوة على ذلك، فإن النفقات الإضافية مثل تكاليف التصنيع والإنتاج مرتفعة لأنها تزيد من قدراتها التصنيعية.