رحلة مؤلفة "هاري بوتر".. من حلم داخل قطار إلى "الغابة المحرمة"
مؤلفة سلسلة "هاري بوتر" جوان كاثلين رولينج باتت أول مليارديرة في العالم تحصل على ثروتها كاملة من الكتابة وتدخل في قائمة أثرياء العالم.
قبل ربع قرن من اليوم لم تكن الكاتبة الإنجليزية جوان رولينج قد كتبت بعد سلسلة المغامرات "هاري بوتر "، وكانت تعيش حياة صعبة وعادية تكاد تلبي نفقات حياتها اليومية، لكن حلما قصيرا خلال غفوة قصيرة في قطار غير حياتها إلى الأبد، لتصبح واحدة من أشهر الكاتبات في العالم.
فما زالت سلسلة المغامرات الشهيرة قادرة على جلب المزيد من الأموال، ولا يزال تأثيرها مستمراً، فقد افتتح، الخميس، متنزه "العالم السحري لهاري بوتر" في مدينة أورلاندا بولاية فلوريدا الأمريكية، لعبة جديدة تأخذ الركاب في رحلة عبر ما يسمى "الغابة المحرمة"، لاستكشاف عالم ومغامرة جديدة من مغامرات "هاري بوتر".
واصطف عدد كبير من الأشخاص في طوابير طويلة لمدة وصلت إلى 10 ساعات، انتظارا لدورهم لركوب هذه اللعبة الجديدة، التي تحمل اسم "مغامرة مخلوقات هاجريد السحرية الجديدة".
وأغلب هؤلاء لا يعلم أن رولينج بدأت رحلتها في البرتغال بعيدًا عن موطنها الأصلي في بريطانيا، حيث وجدت فرصة للعمل كمدرسة، وتعرفت على والد ابنتها جسيكا، الذي تركها بعد عام واحد، لتجد نفسها داخل السفارة البريطانية تطلب المساعدة للعودة إلى بلدها.
وفي القطار راودها حلم غيّر مجرى حياتها، إذ رأت خيوط قصتها الأولى "الجزء الأول من سلسلة هاري بوتر" تتشكل أمامها، فاستجابت للحلم، على الرغم من حياة صعبة عاشتها جوان من خلال الاعتماد فقط على نفقة الدولة كمصدر دخل وحيد.
وبعد محاولات فاشلة مع 12 دار نشر مختلفة، وافقت دار "بلومزبري" على نشر الرواية بشرط عدم كتابة اسم جوان عليها والاكتفاء بالحرف الأول من اسمها مع كتابة اسم العائلة لتصدر الرواية ممهورة بتوقيع المؤلفة كالتالي "جى كي رولينج".
ولم يكن الجزء الأول "حجر الفلاسفة" من السلسلة لينشر دون وجود آليس نيوتن، ابنة صاحب الدار التي تبلغ من العمر 8 سنوات، وكان ذلك في عام 1997، عندما طلب منها والدها إبداء الرأي في الرواية باعتبار ابنته من الفئة العمرية التي تستهدفها الكاتبة، اندهشت الفتاة وطلبت من والدها أن يوافق، لينشر 1000 نسخة فقط من الرواية، وحصلت جوان رولينج على 1500 جنيه إسترليني فقط.
توالت الأجزاء بعد ذلك، حتى وصلت إلى 9 أجزاء مؤخرًا، وتوالت الكتب لتكتمل السلسلة وتحقق أرقام مبيعات غير عادية، وتحمس المخرجون للفكرة لتحدث طفرة في أفلام الخيال العلمي في هوليوود، حيث تم إخراج 8 أفلام من السلسلة لتتكون إمبراطورية "هاري بوتر"، المُعتقد أنها قد باعت أكثر من 400 مليون نسخة حول العالم.
واليوم، تُقدر قيمة العلامة التجارية لـ"هاري بوتر" بأكثر من 15 مليار دولار، وتُرجمت إلى 65 لغة في مختلف أنحاء العالم، وباتت "جوان كاثلين رولينج" أول مليارديرة في العالم تحصل على ثروتها كاملة من الكتابة وتدخل في قائمة أثرياء العالم.
فازت جوان بالعديد من الجوائز، أبرزها وسام الشرف البريطاني وجائزة "هانز كريستسان آندرسون" للآداب، أما عن أشهر أعمالها بعد هاري بوتر فكانت "كويديتش عبر العصور" التي تبرعت بإيراداتها كاملة للأعمال الخيرية، و"The Cuckoo's Calling" وهي من نوع أدب الجريمة، وحققت نجاحاً أقل من سلسلة "هاري بوتر" التي تم تدويرها في العديد من المشروعات الاستثمارية بعد أن تحولت إلى علامة تجارية.
وتتحرك اللعبة الجديدة التي بدأ تطويرها منذ ما يقرب من عامين بسرعة تبلغ 80 كيلومتراً في الساعة، وبلغت تكلفتها 300 مليون دولار، عبر غابة مكونة من 1200 شجرة طبيعية.
وتأخذ الركاب في رحلة غامرة عبر "الغابة المحرمة"، يقابلون خلالها بعض شخصيات القصة المشهورة مثل "الجنيات" و"مخلوق القنطور"، وهو مخلوق أسطوري له جسد حصان وجذع ورأس إنسان، و"فلافي" الكلب ذي الرؤوس الثلاثة الشهير في أجزاء هاري بوتر، ما يؤكد تأثير كتابات جوان رولينج الكبير والممتد، والذي ربما أجبر الواقع على الخضوع لرغبات الخيال الجامحة.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز